يستطيع البعض أن يعيش بدون صديق صدوق يؤازره في أزماته ويشاركه أفراحه ، ويختلف معنى الصداقة من شخص إلى آخر ، فمنهم من يحب أن يجمع الأصدقاء حوله وكلما كثر عددهم شعر بالراحة ، وأخر يكتفي بالصداقة مع النفس بدلاً من البحث عن صديق قد يكون وفياً أو خائناً.
الصداقة تشبه إلي حد كبير الحب، لأنها تكسر عزلة القلب ولا يشعر معها الإنسان بالغربة، والصداقة في الطفولة تأتي بلا اختيار أو جهد وفي الكبر هي اختيار وحرية.
وقال أبو الطيب المتنبي :" شر البلاد مكان لا صديق به " أما " أملي ديكنسون " فعبر عن الصداقة بقوله :" الأصدقاء أوطان صغيرة " والقائد الفرنسي " نابليون " باح ذات ليلة بحزنه ، وشجنه إلى زوجته حينما قال لها :" لقد نلت من المجد والسلطة ما لم ينله أحد قط ، وبالرغم من ذلك فها أنذا لا أجد حولي صديقاً مخلصا أستطيع الاعتماد عليه سواك " فالصداقة إذاً ضرورة لا يغني عنها مال أو جاه أو سلطة أو صيت ذائع فهي تمنح الذات عالما آخر من التلقائية ، والعفوية ، والمودة الصافية
إذا وصف الصداقة جاء كالأكسجين في الحياة، وإكسير العلاقات الإنسانية وصدق الإمام الشافعي حينما قال : "سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا "