إذا رأيت الألوف من البشرِ وقد أذهبُوا أعمارهم في الفنِّ واللهو واللعبِ والضياعَ فاحمدَ الله على ما عندك من خيرٍ, فرؤيةُ المبتلَى سرورٌ للمعافى
إذا رأيت الكافر فاحمدِ اللهَ على الإسلامِ, وإذا رأيت الفاجرَ فاحمدِ الله على التقوى, وإذا رأيت الجاهلَ فاحمدِ الله على العلم, وإذا رأيت المبتلى فاحمدِ الله على العافية
خُلقت الشمسُ لك فاغتسلْ بضيائها, وخلقتِ الرياحُ لك فاستمتعْ بهوائِها, وخلقتِ الأنهارُ لك فتلذذْ بمائها, وخلقتِ الثمارُ لك فاهنأْ بغذائها, واحمد من أعطى جل في علاه
الأعمى يتمنى أن يشاهدَ العالمَ, والأصمُّ يتمنى سماعَ الأصواتِ, والمقعدُ يتمنى المشي خطواتٍ, والأبكمُ يتمنى أن يقول كلماتٍ, وأنت تشاهدُ وتسمع وتتكلم.. فاشكر ربك
لا تظنَّ أن الحياة كملتْ لأحدٍ, من عنده بيتٌ ليس عنده سيارةٌ, ومن عنده زوجةٌ ليس عنده وظيفةٌ, ومن عنده شهيةٌ قد لا يجد الطعامَ, ومن عنده المأكولاتُ مُنِعَ من الأكلِ
*******
المسجدُ سوقٌ الآخرة, والكتابُ صديقُ العمرِ, والعملُ أنيسُ في القبر, والخَلَقُ الحسنُ تاجُ الشرفِ, والكرمُ أجملُ ثوبٍ
إياك وكتاب الملاحِدةِ فإن فيها رجساً ينجسُ القلبَ, وسماً يقتلُ النفسَ, ولوثةً تعصفُ بالضميرِ، وليس أصلح لك من الوحيِ، يطهرُ روحَك ويشفى داءَكَ
لا تتخذْ قراراً وأنت مغضَبٌ فتندم ؛ لأن الغضبان بفقدُ الصواب، وتفوته الرويّة، وينقصُه التأملُ
الحزنُ لا يرد الغائبَ, والخوفُ لا يصلحُ للمستقبلُ, والقلقُ لا يحققُ النجاحَ, بل النفسُ السويةُ، والقلبُ الراضي هما جناحا السعادةِ
لا تطالبِ الناس باحترامِك حتى تحترمهم, ولا تَلُمَّهم على إخفاقٍ حصل لك, بل لُمَّ نفسك, وإن أردت أن يكرمَك الناسُ فأكرمْ نفسك
*******
على صاحبِ الكوخِ أن يرضى بكوخِه إذا علم أن القصورَ سوف تخربُ, وعلى لابس الثيابِ الممزقةِ أن يقنع بثيابِه إذا تيقن أن الحرير سوف يبلى
من أعطى نفسَه كلما تطلبُ تشتَّتَ قلبُه, وضاع أمُره, وكثرُ همُّه ؛ لأنّه لا حدَّ لمطالبِ النفسِ فهي أمّارةٌ غرّارةٌ
يا من فقد ابنه: لك قصرُ الحمد في الجنةِ, ويا من فاته نصيُبه من الدنيا : نصيبك في جناتِ عدنٍ تنتظرك
الطائرُ لا يأتيه رزقُه في العشِ, والأسدُ لا تقدم له وجبتُه في العرين, والنملةُ لا تعطي طعامها في مسكنِها, ولكن كلهم يطلبون ويبحثون فاطلبْ كما طلبوا تجدْ ما وجدوا
يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ يموتون قبلَ الموتِ, وينتظرون كلَّ مصيبةٍ, ويتوقعون كل كارثةٍ, ويخافون من كلِّ صوتٍ وخيالٍ وحركةٍِ ؛ لأن قلوبَهم هواءٌ ونفوسهم ممزقةٌ
*******
إذا أقامَك اللهُ في حالةٍ فلا تطلبْ غيرها لأنه عليمٌ بك, فإن أفقرَك فلا تقل ليته أغناني، وإن أمرضَك فلا تقلْ ليته شفاني
عسى تأخيرُك عن سفرٍ خيراً, وعسى حرمانُك زوجةٍ بركةً, وعسى ردك عن وظيفة مصلحةً, لأنه يعلمُ وأنت لا تعلمُ
الصخرُ أقوى من الشجر, والحديدُ أقوى من الصخرِ, والنارُ أقوى من الحديدِ, والريح أقوى من النارِ, والإيمانُ أقوى من الريحِ المرسلةِ
كلُّ مأساةٍ تصيبُك فهي درسٌ لا يُنْسَى, وكلُّ مصيبةٍ تصيبُك فهي محفورةُ في ذاكرتك, ولهذا هي النصوص الباقية في الذهنِ
النجاحُ قطراتٌ من المعاناةِ والغصصِ والجراحاتِ والآهاتِ والمزعجاتِ, الإخفاقُ قطراتٌ من الخمولِ والكسلِ والعجزِ والمهانةِ والخَوَرِ
*******
الذي يحرص على الشهرةِ المؤقتةِ، ولا يسعى للخلودِ بثناءِ حَسَنٍ، وعلمٍ نافعٍ صالحٍ، إنما هو رجلٌ بسيطٌ لا همةَ له
يا بلال, أقمِ الصلاةَ, أرحْنا بها لأن الصلاة فيضٌ من السكينةِ, ونهرٌ من الأمنِ, وريحٌ طيبةٌ باردةٌ تهبُّ على النفسِ فتطفئَ نارَ الخوفِ والحزنِ
إذا لم تَعْص رباً؛ ولم تظلمْ أحداً، فنم قرير العينِ, وهنيئاً لك فَقَدَ علا حظك وطاب سعيُك فليس لك عدوٌ
هنيئاً لمن بات والناسُ يدعون له, وويلٌ لمن نامَ والناسُ يدعون عليه, وبُشْرَى لمنى أحبته القلوبُ, وخسارةً لمن لعنتْه الألسنُ
إذا لم تجدْ عدلاً في محكمة الدنيا فارفعْ ملفَّك لمحكمةِ الآخرة فإن الشهود ملائكةٌ, والدعوى محفوظةُ, والقاضي أحكمُ الحاكمين
*******