إن من أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل على العبد من النكبات 00 أن يسعى فى تخفيفها بأن يُقدر أسوأ الاحتمالات التى ينتهى إليها الأمر ,ويوطن على ذلك نفسه , فإذا فعل ذلك فليسع الى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان , فبهذا التوطين وبهذا السعى النافع , تزول همومه وغمومه , ويكون بدل ذلك : السعى فى جلب المنافع , وفى دفع المضار الميسورة للعبد 0
فإذا حلت به أسباب الخوف , وأسباب الأسقام , وأسباب الفقر والعدم لما يحبه من المحبوبات المتنوعة , فليتلق ذلك بطمأنينة وتوطين النفس عليها , بل على أشد ما يمكن منها فإن توطين النفس على إحتمال المكاره يهونها ويزيل شدتها , وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها بحسب مقدوره , فيجتمع فى حقه توطين النفس مع السعى النافع الذى يشغل عن الاهتمام بالمصائب , ويجاهد نفسه على تجديد قوته المقاومة للمكاره , مع إعتماده فى ذلك على الله وحسن الثقه به , ولا ريب لهذه الأمور فائدتها العظمى فى حصول السرور إنشراح الصدور ,مع ما يؤمله العبد من الثواب العاجل والآجل , وهذا مشاهد مجرب , ووقائعه ممن جربه كثيره جداً 000000أحمد مدنى مدرس أول علم النفس