لعل السبب في السؤال الأول ، هو السؤال الثاني ..
فهل فعلاً صوت المرأة عورة حتى نستطيع أن نحدد هل ترد على التليفون أو لا ترد ؟
الصحيح من أقوال أهل العلم أن صوت المرأة ليس بعورة .. طيب ما هو الدليل ؟!
نقول أن الذي يقول صوت المرأة عورة ، هو المطالب بالدليل ! فهل هناك دليل على أن صوت المرأة عورة ؟ في الحقيقة لا أعلم دليل في أن صوت المرأة عورة ..
لكن بالعكس ، يمكن أن نقول أن الأدلة متواترة على أن صوت المرأة ليس بعورة :
- النساء الاتي كن يسألن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد سمع الله قول التي تجادلك
- وإذا سألتموهن متاعاً .. فكانت الإجابة بالصوت ، بالكلام
- المرأة تبيع وتشتري في السوق
وغير ذلك ، بل الأمر المتواتر لا يحتاج أن ندلل عليه .. على أن صوت المرأة ليس بعورة
قد يعتمد البعض على قول النبي صلى الله عليه وسلم "المرأة كلها عورة" وهذا الحديث رواه الترمذي وغيره وإسناده صحيح .. فقد يقولون أن هذا دليل على أن المرأة عورة بما في ذلك صوتها والذي يستثني هو المطالب بالدليل .. وهذا في الواقع إيراد جيد ، ومع ذلك حتى لو اعتمدناه فنقول الأدلة كما ذكرنا متواترة على استثناء الصوت ..
لكن ليس معنى هذا أن يحصل ما نراه من تنعيم الصوت في الرد على التليفونات ، أو حتى في حالة البيع والشراء ، من تنعيم الصوت مع البائع ، من أجل إثارته وفتنته .. فلا شك أن هذا هو المنهي عنه ..
يقول تعالى : "ولا تخضعن بالقول ، فيطمع الذي في قلبه مرض" فالمنهي عنه هو الخضوع بالقول لأن الأصل في المرأة الستر والتعفف ، لأنها أغلى من أن ترخص نفسها ببذل أي جزء منها حتى ولو كان صوتها ..
لكن في المقابل يطالب البعض المرأة بأن تخشن صوتها عند الرد على التليفون مثلاً أو الرد على الطارق الذي يطرق الباب .. وهذا أيضاً غير صحيح
بعني لا مطلوب تنعيم الصوت وترقيقه لفتنة النساء ، ولا تغليظه بحيث يشابه صوت الرجال
والآية الكريمة حلت هذه المشكلة لمن تأملها بشكل جيد ..
"ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض .... " يعني عدم التنعيم والخضوع ، ولم يأمرها بأن تسكت أو تخفي صوتها ، لأ بالعكس أمرها أن تتكلم ، لكن .. وقلن قولاً معروفاً"
يعني لا تتكلفي ضد صوتك ، لا بالتنعيم ولا بالتغليظ ..