كانت المكسيك تحن إلى الأهداف، وأحرزتها. وفى فوزها الصريح على فرنسا، اتحد النقيضان أمام مرمى المنافس: الشاب خافيير هيرنانديز والمخضرم كواوتيموك بلانكو.
بين الاثنين ١٥ عاما من الفارق العمرى، ربما كان واحدا من أكبر الفوارق التى جمعت بين مهاجمين يلعبان لنفس الفريق فى نفس المباراة طيلة تاريخ المونديال. لكن ما يفرقه العمر، تجمعه الشباك. ويوم المباراة قرب اللاعبان المنتخب المكسيكى كثيرا من الصعود إلى دور الستة عشر لمونديال جنوب أفريقيا.
بدأ اللاعبان المباراة التى أقيمت فى بولوكوانى جالسين على مقاعد البدلاء، لكن المدير الفنى خافيير أجيرى طلب منهما النزول إلى أرض الملعب على أمل أن يصل العقم التهديفى لفريقه إلى نهايته، وكان اللاعبان عند حسن ظنه.
دخل هيرنانديز أو «تشيكاريتو» (٢٢ عاما) إلى الملعب فى الدقيقة ٥٥ بدلا من إيفراين خواريز، أى مهاجم بدلا من لاعب وسط من أجل إنهاء التعادل السلبى. وبعد تسع دقائق أخرى، قام اللاعب بخطوته الأهم، التى جعلته يحصد جائزة أفضل لاعب فى المباراة.
لاحظ رافاييل ماركيز أنه يرغب فى الانطلاق فى المساحة الخالية ومرر له تمريرة ساحرة.
وانطلق اللاعب المنتقل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزى نحو المرمى المنافس مستغلا أنه كان على خط واحد مع آخر مدافعى فرنسا، واقتنص الكرة وراوغ الحارس ووضع الكرة فى المرمى الخالى. وقال «تشيكاريتو» فى مؤتمر صحفى أعقب اللقاء: «إنه فريق واحد، لا فارق بين لعب دقائق كثيرة أو قليلة أو من يحرز الأهداف، المهم أن تفوز المكسيك، وأن نمنح الجماهير الفرحة».
وينحدر هيرنانديز من أسرة كروية، فوالده الذى يحمل نفس الاسم كان فى المنتخب المكسيكى الذى شارك فى مونديال المكسيك عام ١٩٨٦، لكن من قلده المهاجم الشاب بحق هو جده توماس بالكازار الذى أحرز هدفا أمام فرنسا فى مونديال سويسرا عام ١٩٥٤ عندما خسرت المكسيك ٢/٣.
وقال الحفيد: «تذكرت ذلك الأمر فى غرف اللاعبين، إنها طرفة غريبة، ليتنى أواصل إسعاد أسرتى لأننى بفضلهم الشخص الذى يظهر داخل وخارج الملعب». وفى الدقيقة ٧٩ جاء الدور على بلانكو، الذى كان قد نزل قبل قليل بدلا من جييرمو فرانكو غير القادر على الحسم، ليحرز الهدف الثانى من ضربة جزاء.
فقد تعرض بابلو باريرا، بالمصادفة ثالث البدلاء، إلى العرقلة داخل منطقة الجزاء على يد إيريك أبيدال، واحتسب الحكم السعودى خليل الغامدى ضربة جزاء وضعها المهاجم العجوز بجوار القائم الأيسر محرزا هدف الحسم الثانى.
وعدا بلانكو «٣٧ عاما» كثيرا فى الملعب وكافأته الأقدار على خبراته ومجهوده، ليصبح أول لاعب فى تاريخ المكسيك يسجل فى ثلاث بطولات مختلفة لكأس العالم.
وأحرز لاعب أمريكا المكسيكى وشيكاغو فاير الأمريكى السابق، أول أهدافه فى بطولات كأس العالم أمام بلجيكا فى المباراة التى انتهت بتعادل الفريقين ٢/٢ فى مونديال فرنسا عام ١٩٩٨.
أما هدفه الثانى فجاء فى مونديال كوريا واليابان عام ٢٠٠٢، من ضربة جزاء فازت بها المكسيك على كرواتيا فى أولى مبارياتها فى البطولة.