دائماً ما يختار المدربون أفضل ١١ لاعباً فى تشكيلة الفريق لبدء المباريات بهم، ولكن فى أحيان كثيرة يكون هؤلاء الـ١١ غير قادرين على تحقيق الفوز والسيطرة على مجريات المباراة، ومن هنا يضع المدرب المحنك دائماً لاعباً مميزاً على مقاعد البدلاء للاعتماد عليه عندما تتأزم الأمور، وينجح هذا اللاعب فى صنع تأثير كبير مع فريقه فى الدقائق التى يشارك بها أفضل من أنه لو لعب طوال الـ٩٠ دقيقة، وغالباً ما يكون هذا النوع من اللاعبين ديناميكياً ولديه من الخبرات والتجارب ما يجعله مؤثراً عندما يحتاجه الفريق، وقد رصد موقع «بيليتشر» ريبورت العالمى ٥ لاعبين من خمسة منتخبات مشاركة فى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، وأكد أنهم قد يكونون عامل الحسم لفرقهم فى الكثير من المباريات.
١- تييرى هنرى
حين يقدم المنتخب الفرنسى أداءً سيئاً يظهر دور هنرى من خارج الصفوف لحل ألغاز المنافس بعد أن يكون قد راقب دفاعات الخصم خلال تواجده على مقاعد البدلاء، وذلك رغم اعتراض الجماهير الفرنسية أساساً على جلوس هنرى احتياطياً، وهو هداف الديوك الذى سجل ٥١ هدفاً فى ١٢١ مباراة دولية و٣٠٦ أهداف خلال ٦٥١ مباراة مع الأندية التى مثلها، ورغم الموسم السيئ الذى قدمه هنرى مع برشلونة ويده التى صعدت بفرنسا للنهائيات على حساب أيرلندا ولوثت سمعة كرة القدم العالمية، فإنه لن يكون غريباً أن نرى هذا اللاعب العبقرى يسهم بشكل كبير فى حل الحيرة الهجومية للمنتخب الفرنسى بفضل خبراته الكبيرة ولمساته السحرية وتسديداته المتقنة وإجادته التامة لتنفيذ الركلات الحرة، وقد يكون هنرى غير قادر على اللعب لـ٩٠ دقيقة، ولكن الشىء الأكيد أنه قادر خلال ٢٠ أو ٣٠ دقيقة يشارك فيها أن يسبب مشكلات كبيرة لأعظم مدافعى العالم.
يذكر أن ريمون دومينيك، المدير الفنى لفرنسا، قد ضم هنرى لصفوف «الديوك» قبل البطولة بعد أن وافق الفتى الأسمر الشهير على الجلوس احتياطياً.
٢- دييجو ميليتو
اللاعب الأرجنتينى ذو الـ٣١ عاماً قادر على صنع الفارق للتانجو حينما يحتاجه مارادونا، المدير الفنى للفريق، خاصة أن مشاركته صعبة فى ظل وجود الرباعى الشاب ميسى وهيجوين وأجويرو وتافيز، وقدم ميليتو موسماً أكثر من رائع هذا العام مع فريقه إنتر ميلان الإيطالى وقاده لتحقيق الثلاثية الدورى والكأس المحليين ودورى أبطال أوروبا، وخلال مشواره مع الأندية التى مثلها فى إسبانيا وإيطاليا سجل ميليتو ١٥١ هدفاً فى ٢٧٤ مباراة، وكل من شاهد ميليتو فى المباراة النهائية لدورى الأبطال أمام بايرن ميونيخ يدرك جيداً الخطورة الكبيرة لهذا اللاعب داخل منطقة الجزاء، فهل يحقق ميليتو إنجازه الدولى الأهم فى جنوب أفريقيا فى آخر فرصة له للظهور فى نهائيات كأس العالم..؟
٣- سيسك فابريجاس
قد يكون البدء بلاعب أرسنال فابريجاس الصغير السن ٢٣ سنة، فى وسط ملعب إسبانيا صعباً فى ظل وجود مزيج من اللاعبين الموهوبين فى وسط ملعب الماتادور، ورغم مشاركته فى المباراة السابقة أمام سويسرا، فإن اللاعب كان بديلاً فى أغلب مباريات الفريق خلال مشوار التصفيات الأوروبية، ورغم أن فابريجاس ليس مهاجماً فإنه سجل هذا الموسم ١٩ هدفاً مع أرسنال كما صنع ١٦ هدفاً خلال ٣٦ مباراة مع «المدفعجية».
عموماً الشىء الأكيد هو أن ديل بوسكى، المدير الفنى لإسبانيا، إذا احتفظ بفابريجاس على مقاعد البدلاء فهو لديه أحد أكثر لاعبى الوسط خطورة فى العالم، ويمكنه فى ذلك الوقت حين الدفع به أن يجعل مديره الفنى عبقرياً فى نظر الكثيرين، نظراً للفارق الكبير الذى سوف يصنعه فور نزوله.
٤- بيتر كراوتش
من النظرة الأولى له تعتقد، لطوله الفارع، أنه لاعب كرة سلة، إنه مهاجم منتخب إنجلترا المتألق بيتر كراوتش، يتميز كراوتش بالسرعة والمهارة والقدرة على خداع أى مدافع، وهو صائد الكرات العرضية الأول فى العالم، ويملك سجلاً تهديفياً جيداً، حيث سجل ١٢٩ هدفاً خلال ٤٠٣ مباريات خاضها مع ٩ أندية خلال مشواره الاحترافى، إلا أن السجل الأفضل الذى يفتخر به مع منتخب بلاده حيث سجل له ٢١ هدفاً فى ٣٩ مباراة مما يجعله من أكثر المهاجمين خطورة وتهديداً للدفاعات خلال كأس العالم.
قد يكون أى فريق قادراً على مراقبة كراوتش حين يكون أساسياً، ولكن حين يشارك كبديل يكون أكثر خطورة وتصبح مهمة المدافعين صعبة، لأنهم يكونون متعبين ولا يستطيعون القفز مع هذا البرج التهديفى المتحرك، خاصة إذا قفز فى الهواء، حيث تبدو مهمة أى مدافع لمجاراته والقفز معه شبه مستحيلة، وبهذا يبقى كراوتش دائماً ورقة رابحة لدى كابيللو، الذى يخطط لقيادة الإنجليز نحو لقب كأس العالم ٢٠١٠.
٥- ديدييه دروجبا
فى الأحوال الطبيعية ليس هناك خلاف على أن دروجبا لاعب أساسى فى تشكيلة منتخب كوت ديفوار، نظراً لقوته الهجومية الكبيرة، وتهديده أقوى الدفاعات، ولكن لسوء حظه أصيب قبل البطولة فى مباراة ودية أمام اليابان، وشارك فى مباراة فريقه الأولى أمام البرتغال فى الدقيقة ٦٦، وظهر بشكل مؤثر، حيث بث الرعب فى قلوب مدافعى رفاق رونالدو بمجرد نزوله، وقد يجعله ذلك أساسياً فى مباراة كوريا الشمالية المقبلة.
وخلال مشواره الاحترافى مثّل دروجبا عدة أندية أوروبية أشهرها تشيلسى الإنجليزى، ناديه الحالى، وسجل خلال هذه الرحلة ١٣١ هدفاً فى ٢٦٠ مباراة بواقع نصف هدف لكل مباراة، بينما تزيد نسبة تهديفه مع منتخب الأفيال الذى أحرز له ٤٤ هدفاً فى ٧٠ مباراة، وكل مدرب يتمنى أن يكون لاعب كهذا جاهزاً طوال الـ٩٠ دقيقة، ولكن فى ظل إصابته الحالية سيكون ذلك صعباً على الفيل الإيفوارى، ومن ثم قد يكون أحد أكثر البدلاء خطورة فى البطولة.
يبقى أن نشير إلى أن جناح بايرن ميونيخ ومنتخب هولندا آريين روبن من المنتظر أن يشارك فى مباراة هولندا المقبلة بعد أن غاب عن المباراة الأولى للإصابة، ولكن فى حال عدم الدفع به منذ البداية فقد يجد نفسه بدوره واحداً من اللاعبين البدلاء الأكثر خطورة فى كأس العالم بجنوب أفريقيا.