السؤال:
سمعت كثيراً عن أن الشخص قد يحسد نفسه ؟ كيف يكون ذلك ؟
أحيانا
أحس بالإعجاب والفرحة الشديدة لشيء امتلكته أو حصلت عليه وأخاف
أن أكون قد حسدت نفسي فإحدى صديقاتيكانت مرة تتمشى في منزلها
ومعجبة بترتيبه وبعد فترة نشب حريق في المكان الذي أعجبت بترتيبه،
فهل هذا يعتبر حسدها لنفسها وهي لا تشعر ؟ والسؤال الأهم / كيف يمكن
للإنسان الوقاية من أن يحسد نفسه ؟
الجواب:
أولاً: الحسد قيل إنه تمني زوال نعمة الله على الغير وقيل الحسد كراهة ما
أنعم الله به على غيره , ويمكن أن يحسد الإنسان نفسه ،إذا وجد سببه ولم
يوجد مانعه فسببه نفس خبيثة تكون بالإنسان ، فإذا وجدت وجد سبب أثر
وجود الحسد بإذن الله تعالى ، لذا كان مانعها ما يشرع للإنسان من الأذكار
والأدعية والأوراد ومنها أنه إذا رأى ما يعجبه من نفسه أو أهله أو ماله
أو غيره من المسلمين أن يبرِّك عليه أو أن يقول ( ما شاء الله لا قوة إلا
بالله ) ونحو هذه العبارات , و الحسد المترتب على العين حق ثابت لما
جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( العين حق)
، وأخرج الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(العين حق تستنزل الحالق) والمراد بالحالق الجبل .
ثانياً:على المسلم أن يُحصِّن نفسه بالبعد عن المعاصي و بالحرص على
الأذكار والرقية الشرعية الواردة في تحصين المسلم من مداخل الشيطان
وبحسن التوكل على الله تعالى , ومن أهم الأذكار أذكار الصباح والمساء
والدخول والخروج , و تكون الرقية الشرعية بآيات من كتاب الله سبحانه
وتعالى أو بأدعية مأثورة من السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه
وسلم.
دعاء من يخاف من العين (الحسد )
والرقية الشرعية مأمور بها من النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة
رضي الله عنها قالت: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسترقي
من العين". وعنها أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها
وامرأة تعال
جها أو ترقيها فقال: "عالجيها بكتاب الله" ويشترط في الرقية ضوابط
حتى تكون شرعية، وقد نقل الحافظ بن حجر الإجماع عليها في الفتح،
وهي: أن تكون خالية من الشرك، لقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك". وأن
تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته، أو بما جاء عن النبي صلى الله
عليه وسلم من السنة الصحيحة، وأن تكون باللسان العربي أو بما يعرف
معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بذات الله عزّ
وجل، وأفضل الرقية ما كان بإخلاص وتضرع واعتقاد جازم أنّ الشفاء بها
من الله عزّ وجل، وأكثر ما يكون ذلك بقراءة المرء على نفسه، ولمعرفة ما
يقرأ من الرقية يمكن ما يأتي:
ـ قراءة سورة الفاتحة
ـ قراءة آية الكرسي
ـ قراءة آخر آيتين من سورة البقرة
ـ قراءة قوله تعالى في سورة البقرة: "واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك
سليمان" (الآية102).
ـ قراءة آيات السحر المعروفة وهي:
ـ الآيات من (117 ـ 119) من سورة الأعراف.
ـ الآيات من (79ـ82) من سورة يونس.
ـ الآيات من (65ـ69) من سورة طه.
ـ قراءة سور الكافرون والإخلاص والمعوذتين.
ـــ أن يغسل العائن وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة
إزاره في قدح أو نحوه، ثم يصب ذلك الماء على من أصابته العين ويغتسل
به.
ـــ يجب أن يكون قلبك قوياً ، وألا تستسلم للخواطر ، وأن تستعمل هذه
الرقى وغيرها مما ذكرنا موقناً أنها أسباب ، وأنها تنفع بإذن الله
ـــ تطهير البيت من سائر أنواع المعاصي ، فإنها تجلب الشياطين وتنفر
الملائكة ، فيرتفع عن البيت وأهله حفظ الله وعنايته، ويصبح من فيه
عرضة لتخبيل الشياطين. وهذا كثيراً ما يغفل عنه، وهو من أعظم أسباب
البلاء بهذه الأمراض.
ـ قراءة الأدعية الثابتة الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ومنها:
"اللهم ربّ الناس أذهب البأس، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك،
شفاء لا يغادر سقماً".
"أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة".
"بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل ذي نفس أو عين حاسد
الله الله يشفيك، بسم الله أرقيك".
وضع اليد على الجسد وقول بسم الله (ثلاثاً) ثم يقول (سبعاً) أعوذ بعزة ا
لله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
(اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك "سبع مرات").
(أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
(أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين
وأن يحضرون).
(أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق
وبرأ وذرأ ومن شر ما ينزل من السماوات ومن شر ما يعرج فيها ومن شر
ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن
شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخيريا رحمن).
(بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر كل
ذي عين).
وأسأل الله أن يمنّ على الجميع بالهداية و الثبات والعافية والمعافاة في
الدين والدنيا والآخرة ، وأن يجعل لنا من كل هم فرجاً ومن كل ضيق
مخرجاً، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، والله أعلم وأحكم وصلى الله على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.