متابعة – مصطفى مخلوف - قال المستشار أحمد ماهر، المحامى بالنقض، إن هناك الكثير من الأحاديث الواردة في كتاب صحيح البخاري تطعن في القرآن، وإنه يجب النظر فيه، مطالبًا بتنقيح الكتاب منها.
وأكد ماهر في – مداخلة هاتفية لبرنامج القاهرة اليوم - أن هناك رواية في البخاري عن ابن مسعود تقول إن سورتي المعوذتين ليستا من القرآن الكريم، كما أن هناك رواية اخرى أخرى تقول إن كلمة "خلق" في آية {وما خلق الذكر والأنثى}، في سورة الليل زائدة.
وأشار ماهر إلى أن الأمام أحمد في مسنده كان يحذف كلمة {خلق} من مصحفه ويقول "يريدون أن يحملوني على أن أقول وما خلق الذكر والأنثى، والله لا أتابعهم"،وكان يقول" وما الذكر والأنثى".
وأوضح ماهر أن الإسلام يتيح له أن يكون فقيهًا في الدين وأن يتدبر القرآن، مشيرًا إلى أنه طالب علماء الأزهر الشريف بضرورة تنقيح كتاب البخاري، لأنه يطعن في القرآن الكريم، - على حد وصفه -، واستنكر ما يقوله العلماء عن كتاب البخاري بأنه أصح كتاب بعد كتاب الله.
وقال ماهر إنه قام بسؤال العلماء عن رواية ابن مسعود الواردة في صحيح البخاري، وأكدوا له صحتها، وأوضحوا أنه لما تبين لابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى بالمعوذتين، وإجماع الصحابة على إنهما من القرآن، رجع عن قوله.
وتساءل المستشار ماهر، لماذا وضع البخاري هذا الحديث الخطأ في كتابه على الرغم من أنه ولد بعد وفاة جميع الصحابة، قائلاً إن مثل تلك الروايات تشككه في دينه، وأنه لا يجوز أن نحمي السنة على حساب القرآن.
كما ذكر ماهر روايات أخرى يراها مخالفة للقرآن، ووردت في كتاب البخاري، منها، أنه ذكر في كتابه أن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى {إقرأ باسم ربك الذي خلق}، في حين أنه ذكر أيضًا أن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى {يا أيها المدثر}.
كما ذكر البخاري – حسب قول ماهر – أن أخر ما نزل القرآن، قوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي }، في حين أنه ذكر أيضًا أن أخر ما نزل من القرآن قوله تعالى {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها }.
وقال ماهر إن البخاري ذكر أيضًا في صحيحه حديث أن النار لا تكتفي يوم القيامة، إلا إذا وضع الرب قدمه فيها.
ونص الحديث في صحيح البخاري يقول عن أنس بن مالك، قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط).
بينما أكد الشيخ جمال قطب، من علماء الأزهر الشريف، أن المستشار أحمد ماهر ليس أول من يتكلم هذا الكلام، وأن البخاري عندما جمع كتابه جمعه بما يشبه " خميرة لمعمل" – حسب تعبيره، ولم يكن في باله أنه سيطبع.
وأوضح قطب أن البخاري قام بعملية جمع للروايات، وانه لم يفرض العمل بها، أو قصد أن يشكك الناس فيها ، والدليل على ذلك أن الناس ما زالوا يصلون بالمعوذتين، حتى الآن.
وحذر قطب من الانسياق إلى النفق المظلم الذي تبعه المستشرقون، وحاولوا أن يلصقوا بالبخاري ما لم يقله، مسيرًا إلى أن البخاري بذل جهدًا في الجمع، واعتبر هذا الكتاب مرجعًا للفقهاء.
وأوضح الشيخ جمال قطب، أن الأزهر قام بطباعة صفوة صحيح البخاري،للعامة، وأبقى النسخة الأصلية للمتخصصين من أهل العلم، موضحًا أن الحرية والثقافة، والطفرة في الطباعة، أفسحوا المجال لانتشار الكتاب بين الغير متخصصين.
يذكر أن الشيخ خالد الجندي، قام برفع دعوى قضائية ضد المستشار احمد ماهر، بسبب طعنه في السنة.
وكان الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب وأستاذ علم الحديث، قد أكد قبل حين، أن "كتاب صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله، وقد تلقته الأمة سلفا وخلفا بالقبول، وان من يقول غير ذلك فهو لم يفهم معنى الحديث ".