القاهرة (وكالة الانباء الاسبانية):
تدخل بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا منعطفا هاما الجمعة حيث تنطلق مباريات دور الثمانية، ليبدأ صراع الكبار بعد أن وضعوا حدا لأحلام الصغار الطامحين وخيبة أمل منافسيهم المخضرمين.
ويشهد السبت أولى مواجهتي دور الثمانية، حيث تلتقي البرازيل مع هولندا، وأوروجواي مع غانا.
وتبدأ الجولة بمواجهة ثأرية بين منتخب السامبا متعهد بطولات كأس العالم (خمس مرات)، وبين منتخب الطواحين الهولندية الذي قدم للعالم كرة القدم الشاملة ونال بجدارة لقب أعظم منتخب لم ينل كأس العالم في تاريخه، حيث بلغ النهائي مرتين دون فوز.
وفيما يتعلق بمشوار المنتخبين نحو دور الثمانية، فقد تصدرت البرازيل "كالمعتاد" مجموعتها في الدور الأول التي ضمت ايضا البرتغال وكوت ديفوار وكوريا الشمالية في المجموعة السابعة التي لقبت بمجموعة الموت، وإن بدت غير ذلك، حيث ابتسمت الكرة للكبار دون اعتبار لطموح القادمين من الخلف، بعد الإطاحة بأحلام المنتخب الأفريقي الذي زاحم دربي اللغة البرتغالية.
واتبع منتخب السليساو حتى الآن أسلوب السهل الممتنع، مع غياب الأسماء اللامعة والإنتقادات المتكررة للمدرب دونجا بإتباع أساليب تكتيكية غير مسبوقة في الكرة البرازيلية التي اتسمت دائما بالمتعة والمهارة.
ولم تمتع البرازيل عشاقها حتى الآن بأدائها على الرغم من فوزها في جميع المباريات بسهولة والتقاعس عن الفوز امام البرتغال في مباراتهما السلبية أداءا ونتيجة.
فبعد ظهور أول لها حققت البرازيل فوزا باهتا على كوريا الشمالية (2-1) في مباراة كانت الغلبة في كثير من فتراتها للمنتخب الآسيوي الذي خسر لافتقاده الخبرة ولسذاجة مدافعيه وليس لهيبة المارد البرازيلي.
وتمكنت البرازيل من التأهل مبكرا بفوز غير مقنع على كوت ديفوار (3-1)، وكانت المحطة الأخيرة أمام البرتغال في واحدة من أسوأ مباريات المونديال، والتي اكتفى فيها المنتخبان بالتعادل السلبي الذي ضمن لهما التأهل للدور الثاني.
وفي مباراة دور الـ16 أظهر نجوم السامبا وجها مغايرا بعد أن كشف عن قوته المدفونة بفوز كبير بثلاثية دون رد على الجارة تشيلي استرجع السليساو خلالها شخصية البطل وراودته رائحة منصات التتويج.
وأصبح أبناء دونجا أمام اختبار هو الأصعب لهم طوال المونديال الأفريقي في مشوار "النجمة السادسة" أمام منتخب هولندا الذي يعيش واحدة من أزهى فتراته الكروية مع بزوغ نجميه أريين روبن وفيسلي شنايدر اللذين قادا منتخبهما لخوض الـ23 مباراة الأخيرة دون خسارة.
أما مشوار المنتخب البرتقالي فكان أسهل نسبيا، إذ لم يجد أمامه أيا من المنتخبات القوية، حيث وقع في المجموعة الخامسة بجانب منتخبات اليابان والدنمارك والكاميرون.
استهلت هولندا مباريات المونديال بالفوز على الدنمارك بهدفين نظيفين، بعدها تمكنوا من الفوز على منتخب اليابان العنيد بهدف دون رد لتصل المواجهة الأخيرة أمام الكاميرون بفوز بهدفين مقابل هدف ليتصدر مجموعته بعد أن حصد النقاط التسع الكاملة.
وفي دور الـ16 أنهى أبناء فان مارفيك مغامرة سلوفاكيا الذي أقصى حامل اللقب إيطاليا من المونديال بهدفين مقابل هدف، في مباراة تألق فيها النجم روبن وسجل هدفا.
وأظهر منتخب الطواحين قدرة هجومية رائعة خلال المونديال بفضل نجومه شنايدر وروبن وفان بيرسي وديرك كاوت، بجانب دفاع صلب لم يستقبل شباكه سوى هدفين.
ويعول عشاق المنتخب الهولندي آمالا عريضة على روبن نجم بايرن ميونخ العائد من الإصابة في الخروج من "الورطة" البرازيلية.
وفيما يتعلق بتاريخ المواجهات بين المنتخبين، فقد التقيا في تسع مواجهات سابقة، فازت البرازيل في ثلاث مرات، وفازت هولندا في اثنتين وكان التعادل حاضرا في أربع مواجهات، سجلت البرازيل خلالها 14 هدفا في حين أحرزت هولندا 13 هدفا، ويبدو من الأرقام تقاربا شديدا في النتائج مما يبشر بمباراة قمة في الندية والإثارة.
وكانت الكفة أرجح لصالح البرازيل في مواجهاتها الثلاث مع هولندا في نهائيات كأس العالم، حيث فازت البرازيل في مباراة، وتعادلا في مباراة قبل أن يفوز السليساو بضربات الترجيح، ونالت هولندا شرف الفوز المونديالي على البرازيل في مباراة واحدة.
كانت أولى المواجهات المونديالية في بطولة عام 1974 في ألمانيا، حيث فازت هولندا في الدور الثاني 2-0 ، وانتظرت البرازيل حتى مونديال الولايات المتحدة 1994 للثأر بنتيجة 3-2 في الدور ربع النهائي، وجاءت الكفة متساوية في نصف نهائي مونديال فرنسا 1998 عندما تعادلا 1-1 في الوقت الأصلي قبل أن يحتكما لركلات الترجيح حيث ابتسم الحظ لمنتخب رونالدو وزاجالو الذي وصل للمباراة النهائية أمام فرنسا.
وبدأت حرب التصريحات بين الجبهتين قبل المباراة التي سيشهدها استاد نيلسون مانديلا باي في مدينة بورت إليزابيث، حيث انتقد أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف أسلوب لعب المنتخب البرازيلي قائلا "لن أدفع أبدا ثمن تذكرة لمشاهدة مباراة لفريق البرازيل الحالي الذي يقدم أداءا مخجلا".
وتزامنت هذه التصريحات مع انتقادات الجوهرة السمراء بيليه لتخلي دونجا عن الأسلوب الهجومي المعروف للسامبا، بينما توعد ريكاردو كاكا نجم السامبا بتقديم أفضل أداء له خلال مباراة هولندا.
وحول شائعة الخلاف بين شنايدر وفان بيرسي التي أربكت المعسكر الهولندي، نفى شنايدر وجود أية مشاكل بينه وبين زميله رغم انتقاده له في تصريحات صحفية بعد أن استبدل في مباراة سلوفاكيا، قائلا "من الأفضل أن يستبدل شنايدر بدلا مني".
واعترف دونجا بأن منتخبه لم يقدم أفضل ما لديه حتى الآن، ووعد بالفوز على هولندا كما سبق وحقق الفوز لاعبا في مونديالي 1994 و1998.
وأنعشت عودة روبن آمال المنتخب الهولندي، بينما يغيب عن صفوف البرازيل المهاجم إيلانو بلومر بعد إصابته في الكاحل.