قال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، إنه يرى أن معاهدة السلام مع إسرائيل " ماتت" لإخلال إسرائيل ببنود المعاهدة وعدم احترام الحد الأدنى منها على حسب تعبيره، مضيفاً، أن خطيئة ثورة 23 يوليو 1952 الكبرى هي العدوان على الديمقراطية من خلال حل الأحزاب وإهدار الحريات العامة وحقوق الإنسان التي أهدرت في عهد الثورة.
وأكد البدوي في حديث مع الإعلامي يسري فوده خلال برنامج "آخر كلام" المذاع على قناة "on tv" يوم الجمعة استنكاره للتعذيب الذي تعرض له جماعة الإخوان المسلمين في عهد الثورة رافضاً في نفس الوقت مقارنته بما يحدث من اعتقالات وتعذيب الآن وقال أن ما يحدث الآن من اعتقالات من خلال قانون الطوارئ الذي أقره مجلس الشعب لمدة 30 سنة.
وأشار رئيس حزب الوفد أن النضال ضد الإنجليز منذ ثورة عرابي 1882 حتى مروراً بثورة 1919 وباقي سلسلة الكفاح الوطني، توج بثورة يوليو 1952 التي أيدها الوفد بل وساندها لأنها حققت ما كان يطالب به الوفد.
وأضاف البدوي أن غايات وأهدف الثورة كانت نبيلة لكن الوسائل آليات التنفيذ كانت قاصرة مما أدى لانتكاس العديد من مشاريع الثورة، ورغم ذلك فإن البعد الاجتماعي للثورة كان عظيماً جداً ظهر في تحسين أوضاع الطبقة الفقيرة المطحونة من خلال زيادة الإنتاج والتوسع في إنشاء المصانع وخلق فرص عمل جديدة.
وقال البدوي إن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أهدر فرصة تحويل مصر إلى دولة ديمقراطية حقيقية، بعدم إقامته حزب سياسي عقب النصر السياسي العظيم الذي حققه بتأميم قناة السويس في 1956، وأنه لم يستثمر شعبيته الجارفة بين العالم العربي والإسلامي.
شاهد الفيديو
السيد البدوى 1وأشار رئيس حزب الوفد رجل الصناعة الدكتور السيد البدوي أن تراجع دور مصر العربي في هذه الفترة شيء طبيعي حيث لم تعد الدول العربية، في ظل الثروات البترولية، في حاجة لمصر مثلما كانت أيام الرئيس جمال عبد الناصر.
ورأى رئيس حزب الوفد أن معاهدة السلام سقطت بالفعل باعتداء إسرائيل على الكثير من بنودها، وأنه لا يجب إقامة علاقات مع دولة لا تحترم الحد الأدنى من معاهدة السلام التي أبرمت بين إسرائيل ومصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.
وقال البدوي رداً على سؤال ليسري فوده بشأن موقفه من معاهدة السلام مع إسرائيل، أنه سيعلن "موت معاهدة السلام" مع إسرائيل حال ترشحه في انتخابات رئاسية وفوزه برئاسة الجمهورية إذا لم تقام الدولة الفلسطينية وفق المبادرة العربية وحسم كافة القضايا الفلسطينية من عودة اللاجئين وترسيم الحدود وقضايا المياه ونعود مرة أخرى للسيطرة على وكامل أراضينا وحدودنا مثلما كانت قبل نكسة يونيو 1967 .
واتفق رئيس الوفد مع اللواء جمال حماد فيما قاله في حلقة سابقة لحماد مع نفس البرنامج عن عدم وجود خصومة بين الثورة "الضباط الأحرار" وحزب الوفد.
ولفت البدوي أن أمريكا والدول الغربية سعداء بعودة حزب الوفد للساحة السياسية مرة أخرى كمنافس حقيقي للحزب الوطني رافضاً في نفس الوقت أي تدخل من أي نوع في الشئون الداخلية في مصر.
شاهد الفيديو
السيد البدوى 2وكرر البدوي أنه ضد معاهدة السلام مع إسرائيل وأنه قد حان الوقت لأن توضع إسرائيل في حجمها الطبيعي، معبراً أنه لا يهتم بأي أحد طالما أنه يعبر عن ثوابت ومبادئ حزب الوفد.
وأكد البدوي أن الإعلام الحر من أهم ركائز الديمقراطية بجانب التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية والفكرية، مشيراً أن الإعلام له أهمية شديدة في تشكيل الفكر والوجدان وبناء المواطن المصري في ظل التدهور الحاصل في التعليم.
وفي نهاية حديثه طالب البدوي بمزيد الحرية للفضائيات في المجال الإخباري والسياسي، ولم يفوت أن يشيد بريادة قناة "on tv" لأنها تؤدي رسالة إعلامية أكثر من أي فضائية أخري في مصر، مشيراً إلى أنه غير مسموح للقنوات الفضائية بتقديم نشرات أو برامج إخبارية بسبب الحدود والقيود المفروضة على حركة الفضائيات.