في ظل الجدل الدائر حول ما إذا كان رجل الأعمال المصري اشرف مروان صهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر جاسوساً أم لا، قال تقرير نشرته مجلة "برايفيت آي" البريطانية في عددها الأخير إن التغطية الإعلامية لقضية مقتل الملياردير المصري أشرف مروان الذي لقي مصرعه في العاصمة البريطانية لندن بعد سقوطه من شرفة شقته في 27 يونيو 2007 كانت مقتصدة.
ورأت المجلة أن مروان حتى خمس سنوات مضت كان يعتبر أهم الجواسيس في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر حيث عمل مع أجهزة مخابرات ايطاليا والاستخبارات الأمريكية "CIA" وجهاز المخابرات البريطانية "M16" وأنه كان عميلا مزدوجا مع المخابرات المصرية والموساد الإسرائيلي.
ودللت"برايفيت آي" على أنه كان عميلاً مزدوجاً لدي المخابرات المصرية والموساد بأنه في أكتوبر 1973 حذر إسرائيل بقيام حرب "يوم كيبور" وفق ما جاء بالمجلة، وانه كان محقاً بالنسبة لليوم ولكنه جانبه الصواب بالنسبة للوقت حيث بدأ الهجوم بعد الظهر ولم يبدأ في الفجر وهو الخطأ الذي جعل من عائلته وأصدقائه يزعمون أنه كان يضلل إسرائيل.
وقال المجلة أن هيئة المحلفين في لندن أعادت فتح القضية بعد جلسة استماع استمرت يومين وفشلت فيها في طلب بعض الشهود المهمين. وأصدر القاضي وليم دولمان أن مروان كان طبيعي ومبتهج يوم الحادث وأنه كان حقائبه كانت معدة للسفر للولايات المتحدة الأمريكية وكان في انتظار مكالمة تليفونية، إضافة إلى عدم وجود دليل على حالته النفسية أو الذهنية كانت مضطربة" أو أدلة قد تدفعه إلى الانتحار، أو انه مات مقتولاً.
وأشار المجلة أن الغريب في الأمر أن مروان رابع شخصية مصرية تسقط من بلكونة في لندن خلال السنوات الأخيرة بينما الإشاعات تتناثر هنا وهناك لإحراج الحكومة المصرية.
وذكرت المجلة أن أحد الشهود أدلى بشهادته لهيئة المحلفين وقال أنه رأى مروان البالغ من العمر 63 عاما ويعاني من متاعب في القلب، يتخطى العديد من العوائق للوصول إلى الحافة على الجانب الآخر من سور البلكونة قبل أن ينزل به في الهواء. تحت استجواب من أنتوني إيفانز مراقبة الجودة ، أنكر الشاهد عصام الشوكي الادعاءات التي تقول أن مروان آذن لزوجته بالانصراف قبل وقت قصير من وفاته.
ويبدو أن هناك تناقضات في البيانات التي قدمها مايكل بارخورست الشاهد الثاني ، وهو شريك لمروان. في البيان الأول شهد بأنه خطى خطوة واحدة من الحافة في الهواء، وفي آخر ادعى أنه رآه وهو يهوى على الأرض. ولم يجزم بأنه أي شخص آخر على الشرفة.
وشهدت جلسة الشهود تغيب جوزيف رابسي، وهو شريك تجاري مجري لمروان الذي قال في وقت سابق أنه رأى رجلين تدل ملامحهما على أنهما من منطقة لشرق الأوسط ويرتدون ملابس داكنة وحدقوا أسفل الشرفة بعد وقت قصير من الحادث. في بيان لاحق ، أعلنت شرطة اسكوتلند يارد أنها تعرفت على هوية الرجلين ولكن لم تُعرى هذه المزاعم باهتمام خلال التحقيقات.
وتعتقد عائلة الدكتور اشرف مروان وأرملته على أن الموساد يقف وراء مقتل الملياردير المصري وأنه تحدث مراراً وتكراراً في الأسابيع الأخيرة قبل مصرعه عن خوفه من الاغتيال وبالخصوص من جانب عملاء الموساد.
وتقول المجلة أنه يبدو أن القضية تمثل لغزاً لن يحل أبداً، فالشرطة فقدت الثقة في العائلة التي على ما يبدو أنها تعمدت فقدان الحذاء الذي كان يرتديه مروان. مؤكدة أنه كان يتعين على المصريين و الإسرائيليين أن يكون لديهما دافع قوي عما إذا كان مروان يفضل أي منهما.
وكانت محكمة بريطانية تُحقق في وفاة رجل الأعمال المصري المعروف أشرف مروان عام 2007، قالت إن وفاته تبقى بلا تفسير، وإنها لا تملك أدلة تدعم نظرية الانتحار أو نظرية القتل غير المشروع.
وكان أشرف مروان (63 سنة) سقط من على شرفة شقته في حي راق بوسط لندن في حزيران (يونيو) 2007. وعقدت محكمة بريطانية مختصة بتحديد ظروف الوفاة جلسات خلال هذا أوائل هذا شهر يوليو الجاري للبت في ملابسات وفاته وهل نتجت من الانتحار أو نتيجة حادث عرضي أو نتيجة فعل مدبّر.
وأشرف مروان متزوج من كريمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان مساعداً موثوقاً به للرئيس الراحل أنور السادات. واتهم مؤرخون وعملاء لأجهزة استخبارات أشرف مروان بأنه عمل جاسوساً لإسرائيل عن هجوم يوم السادس من أكتوبر 1973، أو أنه كان في الحقيقة جاسوساً مزدوجاً مرر للإسرائيليين معلومات مغلوطة لمصلحة مصر.
ولم تنفي المخابرات المصرية المزاعم الإسرائيلية بأن مروان كان يزودها بمعلومات عن مصر، ورجح بعض المحللين صمت جهاز المخابرات المصرية بأن أشرف مروان كان يعمل بتكليف مباشر من مؤسسة الرئاسة ومن رئيس الجمهورية شخصياً، ودللوا على ذلك بتصريح الرئيس مبار بأم مروان قدم خدمات جليلة لمصر.
وكرّمت مصر أشرف مروان لدوره في الحرب، وحضر جنازته في القاهرة عام 2007 مسئولون كبار بينهم جمال مبارك نجل الرئيس المصري.