ظروف ودوافع الفريقين
دخل الفريقان اللقاء وهما فى ظروف متشابهة بصورة كبيرة ،فالفريقان انتهى موسميهما الكروى فى نفس التوقيت بخوضهما سوياً اللقاء النهائى لكأس مصر الموسم الماضى ،وحصلا على نفس فترة الراحة ،حيث لعب كلا منهما مباراة فى بطولة افريقيا قبل اسبوع تقريباً خارج مصر ،الأهلى كان لديه دافع الفوز بالبطولة والثأر من الخسارة للقب الموسم الماضى بالاضافة الى خسارته كأس مصر بركلات الجزاء امام الحدود ايضاً ،بينما كان حرس الحدود يرغب فى تأكيد انه اصبح عقدة للأهلى بعدما فشل الاهلى فى الفوز على الحدود فى اربع لقاءات جمعت بينهما الموسم الماضى فى مختلف البطولات وعلى ملاعب مختلفة
استراتيجية وطريقة اللعب
خاض الأهلى اللقاء بطريقته المعتادة مؤخراً 4-2-3-1 ،حيث احتل حسام غالى موقعه كلاعب ارتكاز بجوار حسام عاشور ومن امامهما الثلاثى الاكثر خبرة فى الفريق احمد حسن وبركات وابوتريكه بينما لعب الليبيرى فرانسيس كهاجم وحيد ،ولكن البدرى اجرى تغييراً طفيفيا فى توزيع اللاعبين داخل الملعب حيث احتل بركات الجانب الايمن بدلاً من الايسر الذى لعب فيه معظم مباريات الموسم الماضى وكان ومن خلفه سيد معوض مفتاح اللعب الاساسى للأهلى الموسم الماضى ،وقد ظهر بركات على فترات وشكل خطورة على مرمى الحرس وابرزها اللعبة التى لم يحتسبها محمد فاروق ركلة جزاء لصالحه
كما وضح اعتماد الأهلى على بركات بمفرده فى الجانب الايمن وليس كما كان يفعل البدرى معه فى ناحية اليسار باعطاء الاوامر لمعوض بالتقدم وتشكيل جبهة معه ،كما اعتمد الأهلى على تسديدات أحمد حسن البعيدة والتى كانت احداها تسكن شباك الحرس ولكنها اصطدمت بالقائم ،بالاضافة الى التمريرات الطويلة فى القلب من حسام غالى
التشكيل والتغييرات
اختار الجهاز الفنى للأهلى تشكيل منطقى ومتوقع بصورة كبيرة فى ظل غياب محمد فضل للاصابة او احمد فتحى للايقاف بالاضافة الى المصاب شهاب الدين احمد وهو التشكيل الاساسى الذى اختتم الموسم الماضى ،كما استغل البدرى عناصر الخبرة الموجودة فى الفريق بصورة ممتازة فى التشكيل ،فخوض لقاء افتتاحى فى ظل عدم اكتمال اللياقة بعد وامام فريق مترابط ومنظم كحرس الحدود يحتاج الى وجود الخبرة لحسمه
اما تشكيل الحرس فبالرغم انه جاء متوقع هو الاخر وكان خالياً من المفاجأت الا انه كان به ملحوظة ملفته للنظر وهو ان رباعى خط الظهر كان جميعه يلعب فى غير مراكزه الاصلية ،فالشاطر واسلام رمضان قلبى الدفاع يلعبان اصلاً فى الجانبين الايمن والايسر على الترتيب ،بينما يلعب مكى اساساً فى الجانب الايسر واحمد كمال يلعب عادة كجناح ايسر وليس ظهير
تغييرات الاهلى جاءت جيدة للغاية ،فالتغيير الاول جاء طبيعى ومنطقى بخروج الليبيرى فرانسيس ونزل طلعت النشيط المتحرك ،فالليبيرى فرانسيس هو احد اسوأ المهاجمين الذين رأيتهم فى حياتى ،فتحركاته سواء الامامية او القطرية فى منتهى السوء ،بالاضافة الى بطئه الشديد سواء فى اتخاذ القرارات او فى التحرك والكرة التى اهدرها فى نهاية الشوط الاول خير دليل على ذلك فلو كان فرانسيس يمتلك اساسيات الكرة التى يمتلكها اى مهاجم لكان احرزها وهو ما يجعلنى اشك انه افريقى ،فالافارقة دائماً ما يمتازون بالسرعات والقوة وهما عنصرين يفتقدهما الليبيرى تماماً ،ولم افهم سر تحركه للاسفل بالرغم من انه يلعب كمهاجم وحيد وهو ما يعنى تحركه الدائم للأمام لأنه المهاجم الصريح الوحيد فى التشكيلة بالاضافة الى ضعفه الشديد فى التعامل مع الكرات العرضية واللعب بالرأس
بينما جاء التغيير الثانى منطقى جداً هو الاخر بالدفع بعفروتو بدلاً من ابوتريكه المنهك بدنياً خصوصاً وان الأهلى كان يلعب ناقصاً ويحتاج الى لاعب سريع ينقل الكرة الى نصف ملعب الخصم وهو ما يتوافر فى عفروتو صاحب الانطلاقات السريعة
اما تغييرات حرس الحدود فجاءت نمطية للغاية ولم تضف اى جديد لشكل الحرس فى الملعب
الأداء البدنى والخططى والمهارى وادارة المباراة
كان الأداء البدنى للفريقين منخفضاً وهو امر طبيعى لاننا فى بداية الموسم ،وان كانت لياقة الاهلى افضل نسبياً فلم يتأثر الفريق بشدة وهو يلعب ناقصاً بينما لم نشعر بالزيادة العددية لحرس الحدود بسبب نقص لياقة لاعبيه
اما الاداء الخططى فتأثر للغاية بالاداء البدنى ،فلا يمكن للاعب غير مكتمل اللياقة البدنية ان ينفذ اوامر الجهاز الفنى طوال المباراة ولهذا فان لياقة اللاعبين هى الترمومتر الرئيسى لقياس الاداء الخططى للفرق
اما الاداء المهارى فكان هو الغالب عند لاعبى الاهلى ،فظهرت مهارة ابوتريكه فى استلامه للكرة واحرازه للهدف دون تسرع او ارتباك ،وكادت مهارة التسديد عند احمد حسن ان تهز شباك على فرج ،بينما كاد بركات بمهارة الخاصة ان يحصل على ركلة جزاء فى شوط المباراة الأول
ابرز أحداث المباراة
هدف اللقاء الوحيد والذى عكس خبرة ابوتريكه الكبيرة فى التعامل مع الكرة بهدوء ودون تسرع ومن ثم توجيه الكرة ووضعها داخل الشباك
طرد سيد معوض والذى يعتبر حماس كبير وغير مبرر من اللاعب خصوصاً اذا كان اساسياً فى منتخب مصر ويملك العديد من الخبرات ،فاللاعب كان لديه بطاقة صفراء واللعبة فى منطقة جزاء الخصم وبالتالى لم تكن العرقلة مبررة على الاطلاق
ثبات شريف اكرامى الانفعالى وتعامله الرائع مع الكرات العرضية وخروجه من مرماه فى اكثر من كرة فى التوقيت المناسب
الظهور الجيد لمحمد طلعت خلال مشاركته فى الشوط الثانى ،حيث يحتاجه الأهلى بشدة فى لقاء الاسماعيلى القادم فى ظل اصابة محمد فضل والمستوى السىء للليبيرى فرانسيس
أفضل لاعب فى المباراة
ظهر حسام غالى ومن جانبه حسام عاشور بمستوى مميز للغاية ،ونجاح فى السيطرة على وسط الملعب بطريقة رائعه ،بالاضافة الى تمريرات غالى الرائعة للأمام وهو مكسب حقيقى لوسط ملعب الاهلى الموسم القادم
كما قدم احمد حسن مباراة رائعة سواء فى وسط الملعب او عندما لعب كظهير ايسر بعد طرد سيد معوض واستخدم خبرته الكبيرة فى التعامل مع احمد عبد الملك فى اكثر من لقطة