لى عكس كل ما هو سائد في بلدنا الحبيب بأن المعتاد ان يفعل المسئولون ما يحلو لهم ونخبط نحن رؤوسنا في الحيط وهما علا صوتنا وزادت احتجاجاتنا يفعلوا ما يريدون اكثر ما يميز كرة القدم والنشاط الرياضي بأن صوت الجماهير فيه مسموع ومؤثر وقادر على التغيير .
كانت هذه المقدمة ضرورية من أجل المحاكمة الشديدة والعقاب الوخيم الذي ينتظر مجلس ادارة نادي الزمالك من قبل جماهيره بعد الحالة المتردية التي وصل اليها النادي العريق تحت وصاية مجموعة من الهواه ضعاف الشخصيات والمواقف مرتفعي الصوت الذين ابتليت بهم الجماهير التي انتظرت على ايديهم الخلاص من رحلة العناء فلم يجدوا منهم سوى مزيدا من المعاناه مضافا اليها ضياع الهيبة والسخرية ايضا .
قبل حوالي عام وبضعة اشهر وعندما تولى مجلس عباس مقاليد الحكم في نادي الزمالك استبشر جميع المهتمين بالرياضة في مصر خيرا نظرا لأن هذا المجلس الأول من نوعه الذي يتولى القلعة البيضاء من قائمة موحدة يمتاز كل اعضائها بالاحترام والنزاهة والتجانس وحتى العنصر الوحيد الذي زاد عليهم فهو لا يقل عنهم احتراما وانتماءا واخلاص لنادي الزمالك وهو ما جعل الجميع يتوقع انفراجة رياضية واجتماعية في كيان يشار له بالبنان منذ قرن من الزمان .
ولكن للأسف اتت الرياح بما لا تشتهيه السفن وتوالت خسائر المجلس الموقر منذ ان بدأ عمله الفعلي وبدأت الجماهير تتوجس خيفة من الاداء المهتز للمجلس منذ توليه الحكم بدءا من الفشل في تنظيم معسكر محترم وفشله في التعامل مع وكالة الاهرام للاعلان مرورا بالاقالة "المهزلة" لديكاستال واعادة الخائن ميشيل ثم الكوارث الكروية التي لا تطاق وصولا للازمات المتوالية مع اتحاد الكرة في عديد القضايا التي لم يأخذ فيها النادي حقا او باطل ثم في النهاية الفضيحة المدوية التي شغلت الرأي العام في الشهور الأخيرة والمسماه بـ"جدو"
فضيحة ادارة الزمالك لم تكن فقط في الاداء المخزي لاعضائه في التعامل مع كل هذه الملفات الساخنة ولكن المشكلة الأكبر هي في ان السخونة والشرارة الأولى كانت دائما تطلق من داخل مجلس الادارة نفسه ومصدر السخونة دائما ما يكون افواه المسئولين البيض الذين اثبتت كل التجارب معهم على مدار كل هذه الشهور انهم لا يمتلكون غيرها .
اما عن خطورة السخونة المفرطة والتي دائما تنتهي على "مفيش" فتكون العواقب وخيمة من قبل الجماهير التي اعطت الثقة لمجموعة وساروا ورائها فالقت بهم هذه المجموعة الى الكارثة ، فالجمهور بصفة عامة دائما ما ينتظر ردة فعل وانتصارات وعندما لا تأتي ولا يحدث ما ينتظره وما وُعد به فانه يحاول ان يعيد حقوقه بيديه وهنا تكون الطامة الكبرى .
لا اريد الخوض كثيرا في قضية اللاعب نفسه بعد ان اصبحت محفوظة والجميع يعلمها اضافة الى ان اللاعب نفسه لا يستحق ان يكتب عنه شيء وفقط حظه السعيد ان مشكلته وقعت مع ناس "طيبين" فنجا بفعلته ولو كان الموقف معاكسا لكان ما كان .. ولذلك فالحديث هنا عن المجلس المهترئ والضعيف المتولي لنادي الزمالك والذي لا بد ان يحاسب حسابا سريعا وعسيرا عن الكوارث التي ارتكبها في حق نادي الزمالك وجماهيره خلال الفترة التي تولى فيها الأمور والتي يجب ان لا تزيد عن ذلك .
الأمر المثير والذي يستحق منا التوقف والتساؤل اننا لو بحثنا خلف كل اسم من الاسماء المسئولة عن نادي الزمالك فسنجد ان كل منهما على حده هو شخصية محترمة ومرموقة في المجتمع وتتمتع بكل صفات القيادة والادارة في مناصبها خارج جدران البيت الأبيض سواءا في مجال البيزنس او القطاع العسكري او البنوك او القضاء بالاضافة الى انها عناصر متجانسة ومتفقة مع بعضها البعض ولا يوجد بينها مشاكل كبيرة او ازمات ، فكيف لهذه التوليفة المتميزة ان تخرج لنا بهذا الأداء المزري في قيادة نادي لا يحتاج سوى لبعض التنظيم والتمويل ليستعيد مكانته ؟؟!!
الاجابة في رأيي لن تخرج عن عدم احترام للكراسي التي تكالبوا للجلوس عليها بمحض ارادتهم وعدم احترامهم لجماهيرهم العريضة وكل منهم كان يسعى لشغل هذا المنصب فقط من اجل الواجهة الاجتماعية والاعلامية وربما "السياسية" وليس من اجل خدمة هذا المكان واسعاد تلك الجماهير التي تستحق بالفعل ان تسعد وقبل ذلك ان تُحترم .
ومع كامل اعتذاري لجماهير نادي الزمالك العظيمة فيؤسفني ان انبهكم بعدم انتظار فرحة في القريب العاجل طالما ظلت هذه المجموعة من الهواة تدير ناديكم العظيمة ، وقد كانت الخسارة المستحقة من انبي نتاج طبيعي لهذا الاداء الاداري المخزي طوال الفترة الماضية والذي من المتوقع ان ينتج مثل هذه النتائج المفزعة .
كلمة اخيرة لجمهور الزمالك ... انتم تشجعون كيان لا تشجعون اشخاص وهذا الكيان حفر اسمه بحروف من ذهب على صفحات التاريخ ويكفيكم فخرا انكم بشهادة الجميع ممن ينتمون لهذا الكيان وممن لا ينتمون انكم الجمهور الاعظم والاكثر وفاءا وصبرا في مصر .. فلا تتركوا ناديكم واستمروا خلفه مساندين وعاشقين وابقوا دائما كما وعدتمونا بشعاركم الشهير "سنظل اوفياء" وبالتاكيد ستنقشع الغمة وسيتولى ناديكم من يقدركم ويقدر اخلاصكم وستعود لكم الأفراح باذن الله ..