الهندوسية:
الهندوسية ديانة ترتبط بتراث الهند، ومنها إستمدت إسمها، وتلتصق الشخصية الهندية بها ، لذلك ورد في نص الدستور الهندي ان البلاد فيها الهنود والبوذيون والمسلمون والسيخ والمسيحيون الخ. حيث أعتبر الهندوس أنهم الهنود الاصليون.
الهندوسية هي الديانة الاساسية لسكان البلاد، وهي ديانة شهدت تطورا" يترافق مع التطور الحضاري لبلاد الهند، وجاءت نتاج تراكم معرفي وتراثي عبر تاريخها، فقد إختلط النظام الديني بالنظام السياسي بالنظام الاجتماعي حتى مع النظام الاقتصادي الزراعي، فكان من نتيجة ذلك العمل ترسيخ نظام طبقي قسم الهنود الى اربع طبقات مغلقة، حيث ينتمي الابناء الى طبقات آبائهم حكما"، وهي: البراهمة – الكشاتريا – الويشاش – الشودر ، ومزاعم الهندوسية تصل الى حد التمييز في مصدر ما يتكون منه اهل كل طبقة حيث يعتبر البراهمة نقاوة الجنس البشري، وبالمقابل يعتبر الشودر الذين يصنفون كالعبيد منبوذون ومهمتهم الخدمة.
أما من جهة العقيدة، يؤمن الهندوس بثالوث في إطار الوحدة، هو برهما وفيشنو وشيفا وبعد ذلك بعدد لا حصر له من الآلهة مع إقرار لـ برهما بأنه الاساس وأنه الخالق، يقدس الهندوس البقر ولا يأكلون لحومه ويتعاطون معه بشفافية وتقدير ويتوجب عليهم دفن البقرة بعد موتها بينما تحرق جثة الانسان. تحوي الهندوسية نظاما" اخلاقيا" يتمسك بالكثير من القيم والفضائل التي تدنو كثيرا" مما تدعو اليه الديانات السماوية وكتابهم المقدس هو الڤيدا.
البـوذيـــة:
إن البوذية في اساسها ليست دينا" وضعيا" فمؤسسها "غوتاما سيد هارثا" الذي إشتهر فيما بعد بلقب "بوذا" ركز وصاياه وتوجيهاته على الفلسفة الاخلاقية وعلى السلوك وقد كانت نشأة البوذية في القرن السادس قبل الميلاد، مع بوذا الذي ينتمي الى طبقة الكشاتريا وقد ولد في شرقي الهند في نيبال عام 564ق.م.
كتاب البوذية المقدس هو "إنجيل بوذا" الذي وضع فيه نظاما" يؤمن خلاص الانسان بعد أن توصل الى صياغة نظام أخلاقي فيه ضبط للبدن ، يتميز بالقسوة وفيه إمتناع عن إستخدام القوة وإماتة للشهوة، ورهبانية لم تشاكلها أية رهبانية أخرى في أية عقيدة، فالزهد والتقشف والعزلة عماد السلوك البوذي، وهجر المطالب الدنيوية مع مغالبة الاهواء كي يصل الانسان الى إخماد الشهوات وإطفائها تحقيقا" للنيرڤانا وهي عندهم حالة خلاصية تحصل بالاتحاد ببوذا المخلص.
هذا النظام العام سمح للبوذية بالانتشار خارج بلد المنشأ وهذاما لم يتحقق للهندوسية، وبذلك ينتشر البوذيون في الهند ونيبال والصين واليابان واندونيسيا وماليزيا وغيرها... وقد سجلت سمة بارزة لمناطق إنتشار البوذية، انها خففت من العنف والحروب حيث العنف مناقض لتعاليم البوذية ولممارستها.
السيخيــة:
المسرح الاصلي لنشأة السيخية هو شمالي الهند في البنجاب، فالمؤسس الاول للسيخية، اي "ناناك" المولود سنة 1469 م.، هو هندوسي عاش في مناخ إسلامي.
تقوم عقيدة السيخ على إجلال وتقديس الاله غير المشخص لتجنب اية حالة وثنية، والانسان لا يمكنه الخلاص منفردا" بل هو بحاجة الى "الغورو" وهو الكتاب المقدس المتوافر دوما" في معابد السيخ، تليه أهمية "الكافات" الخمسة التي يصرون على الالتزام بها وهي:
- الكيسا وهو شعر الرأس واللحية الواجب على السيخي ان يحافظ عليه.
- مشط والمشط يحمله كل واحد من السيخ ليسرح شعره ساعة الضرورة وساعة يشاء.
- الكاشا وهو سروال قصير لا يتجاوز الركبة.
- كارا وهو سوار من الفولاذ يضعه كل سيخي في معصم يده اليمنى وهو اشبه بتعويذة.
- كيربان وهو خنجر من الفولاذ يلازم كل سيخي ويظهر شخصيتهم العسكرية القائمة على فلسفة القوة.
إن طقوس السيخ وسائر شعائرهم متنوعة المصادر فمنها الهندوسي ومنها الاسلامي ومنها المسيحي كالتعميد، ومنها عادات وتقاليد اجتماعية موروثة مثل إحراق جثامين موتاهم.
الشنتويـة:
"الشنتو" ديانة اليابان الاكثر قدما"، والشمس التي تتخذ المقام الاول في معبودات الشنتو ترتبط باسم اليابان حيث يطلق عليها السكان الاوائل "نيبون" اي بلد الشمس . " الشنتو" دين اليابان القومي، وكل ما فيه من اساطير او وقائع، مرتبط بتراث اليابان وتاريخها، ومعظم ما ينتشر في اليابان من انماط السلوك والعادات والطقوس حتى عند غير الشنتويين، تسود فيه مفاهيم الشنتوية، لهذا باتت الشنتوية تعني الوطنية اليابانية. في عقيدة الشنتو الكلمة تعني طريق الاله ، وعقيدتهم تقوم في الاغلب على الاساطير، وترتبط بتعدد آلهة لها علاقة بكل مظاهر الطبيعة، والتي يقيمون لها المعابد والتماثيل.
ومن الاساطير الاساسية لديهم ان العائلة الامبراطورية جاءت ولادتها من الآلهة مع اول امبراطور حكم اليابان حوالي عام 600ق.م.، وبذلك يكون قد توالى على حكم اليابان من السلالة الامبراطورية 125 امبراطورا" فتكون هذه العائلة بذلك اقدم اسرة حاكمة لا تزال في السلطة في العالم كله.ولدى اليابانيين مقولة مفادها انه ما دام الامبراطور الياباني سليل الآلهة موجودا" فهذا كاف لتكون اليابان متفوقة على بقية الامم والشعوب.