خلال الفترة من 5 إلى 25 سبتمبر/أيلول تحتضن ترينيداد وتوباجو النسخة الثانية من بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA، تلك البطولة التي رأت النور منذ سنتين في نيوزيلندا، وحققت فيها براعم كرة القدم النسائية الواعدة نجاحاً كبيراً وسط حضور جماهيري رائع بلغ 207803 من المتفرجين، منحوا البطولة جواً حماسياً بديعاً حتى نهايتها التي شهدت تتويج كوريا الشمالية باللقب.
وفي تلك النسخة الافتتاحية، لم تسر أمور منتخبات أمريكا اللاتينية على ما يرام، إذ لم يفز أي من منتخباتها بأي مباراة، بينما استأثرت المنتخبات الآسيوية بنصيب الأسد.
أما النسخة الثانية التي سنستمتع بها هذا الشهر فتشارك فيها سبعة منتخبات لم تشارك في المرة السابقة، هي منتخبات تشيلي وجمهورية أيرلندا وأسبانيا والمكسيك وجنوب أفريقيا وفنزويلا وترينيداد وتوباجو. وستكون أمام كوريا الشمالية حاملة اللقب فرصة للاحتفاظ بمكانها على العرش، في حين لم تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من التأهل رغم أنها نالت المركز الثاني منذ سنتين، وقد كان غياب دولة من هذا الحجم والقوة في كرة القدم النسائية من مفاجآت البطولة التي لم تنطلق بعد.
ولكن من المؤكد أن المنافسات ما زالت تحتفظ لنا في طياتها بمفاجآت أخرى، وبأرقام قياسية جديدة. فإذا كانت النسخة الافتتاحية قد أهدتنا 113 هدفاً، فلا شك أننا سنشاهد في الكاريبي هذا العام مجموعة جميلة أخرى من الأهداف. ولكن، ترى من هي اللاعبة التي ستدخل التاريخ بتسجيلها الهدف رقم 200 في البطولة؟ ومن ستخلف الألمانية دزينيفر ماروزان على عرش الهدافة (6)؟ أو اليابانية مانا إيوابوتشي كأفضل لاعبة؟
خبرة البلد المضيف
ليست هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها إحدى بطولات FIFA في ترينيداد وتوباجو. ففي عام 2001، جرت في هذه الدولة الجميلة التي تتكون من جزيرتين في أقصى جنوب الكاريبي منافسات كأس العالم تحت 17 سنة FIFA، وفازت فرنسا آنذاك بالذهب بفضل الأداء الرائع الذي قدمه لاعبها فلورينت سيناما بونجول، الذي يلعب حالياً في ريال سرقسطة الأسباني.
وبالإضافة لعاصمة البلاد، بورت أوف سبين، ستحظى أربع مدن أخرى بفرصة متابعة أداء هؤلاء الفتيات الصغيرات عن قرب، وهي مدن كوفا، ومارابيلا، وأريما/مالابار، وسكاربوروه، الواقعة على جزيرة توباجو.
وسوف تشهد هذه البطولة أول ظهور لممثلات البلد المضيف في إحدى بطولات FIFA النسائية، وفي سبيل تقديم صورة طيبة وترك انطباع جيد وضع المسؤولون ثقتهم في مدرب خبير بكرة القدم النسائية، هو إيفين بيليرود، الذي جعل من النرويج قوة عظمى لا يستهان بها خلال العقد الأخير من القرن الماضي وحول كندا إلى دولة تنافس دائماً على اللقب في السنوات الأولى من الألفية الجديدة.
ويبدو أن النتائج الأولى تبعث على التفاؤل. فقد حققت فتيات ترينيداد وتوباجو الصغيرات ثلاثة انتصارات في المباريات الودية الأخيرة التي خاضتها ضد فريقين آخرين مشاركين في المونديال (حيث فزن على فنزويلا مرتين وعلى جمهورية أيرلندا مرة واحدة). ويؤكد المدرب قائلاً: "لقد منحنا ذلك ثقة كبيرة. وأهم شيء هو أن الفريق يعرف أننا نسير على الطريق الصحيح. نحن مستعدون لهذا التحدي الكبير ونتحرق شوقاً لانطلاق هذه المسابقة النسائية".
كما أبدى العديد من اللاعبين الكبار في منتخب الرجال الأول ثقتهم في ممثلات بلدهم ودعمهم التام لهذا الحدث العالمي الكبير، حيث يقول المهاجم كيري بابتيست: "أعتقد أنهن يستطعن الظهور بصورة ممتازة وأنهن سيجعلن البلد يفتخر بهن. ولكن أهم شيء هو أن يخرج الناس لدعمهن. يجب أن يشعرن بحماس المدرجات وتأييد الجمهور لهن. يجب أن نتحد، مشجعين ولاعبات، وندعم هذه البطولة ونستمتع بها".
ها نحن إذن كلنا مستعدون لهذا المهرجان الكروي الجميل، فلم يبق إلا القليل حتى تنطلق الكرة من جديد