كنوع من الاستجابات البديلة للواقع وعن طريق التحكم الكامل فى الأفكار يمكن للإنسان أن يقوم بعمل استثارة للدماغ لجعل الأفكار حرة وطليقة خالية من أي قيود ،الأمر الذي يعطي فرصة للإبداع فى الظهور وغيرها من الفوائد الإيجابية أو السلبية التى من الممكن أن تؤثر على السلوك هكذا عرف خبراء علم النفس ما يحدث خلال "أحلام اليقظة".
ومن أكثر الفئات التى تلجأ لهذا النوع من الأحلام هم المراهقين فمن خلال هذا العالم يتمكنون من تهيئة أنفسهم بتحقيق شئ ما سواء كان إيجابي أو سلبي ، منهم من يخرج منها بسلام وآخرون يعيشون فى غيبوبة ويصدقون ما تم نسجه بالخيال .
وتبدأ أحلام اليقظة منذ فترة الطفولة يكون الطفل فيها خصب الخيال ، ولكن يجب أن تنتبه الأمهات إلى أن رؤية الطفل لأفلام الرعب أو العنف تجعل الطفل يخلط بين الأطفال ما بين ما يحدث فى الخيال مع الواقع خلال المعايشة الأمر الذي يجعله يعيش أحلام يقظة مخيفة، أما الأشخاص الأسوياء البالغين فسرعان ما يعودين إلى الواقع, أما الاستغراق الشديد والإسراف فيها يستنفذ جزء كبير من الطاقة النفسية مما يؤدي إلى العجز عن التمييز بين الواقع و الخيال.
ويعرف أطباء علم النفس أحلام اليقظة بأنها عبارة عن استجابات بديلة للواقع فإذا لم يجد الإنسان وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه فإنة يحقق أشباعاً جزئياً عن طريق التخيل, فالفقير يحلم يالثراء و الفاشل يتخيل أنه ناجح ويتفوق على الكل ، تري كيف تختلف الأحلام من شخص لآخر؟ هذا ما سنحاول معرفته خلال استطلاع بعض الآراء
رومانسية التركي
ت
قول رانيا فودة 22 سنة : أحلام اليقظة لا تنتهي فعقلي ملئ بالأفكار
يتربع فوقها فارس الأحلام ، ابدأ القصة بكفاح البحث عن عش الزوجية واختيار الديكورات ورومانسية لا تنتهي إلى أن يجمعنا سقف منزل واحد ، هذا بالنسبة إلى حلمي الأول ، أما الثاني هو تأثري بالشخصيات النسائية الناجحة كالمذيعة الناجحة مني الشاذلي وحوارتها الجريئة مع ضيوفها أحياناً أحاول أن اتقمص دورها وشخصيتها فى الواقع ، أما الأحلام الأخري تتعلق بالمشاهد الرومانسية فى المسلسلات التركية ، واقتنائي لسيارة نوع "هامر" مع اتقاني لفنون القيادة المتهورة.
أما عبير ثروت - 30 سنة - فتحلم أن تكون سيدة أعمال ثرية لديها سلسلة من الشركات لمساعدة المحتاجين والفقراء ، وتخصيص راتب شهري لبعض الأسر التى لا تجد قوت اليوم ، مع التكفل ببعض الأطفال الأيتام من الطفولة إلى الزواج.
مشروع خيري
وبسعادة وبثقة فى تحقيق أحلامها بدأت زينب حلمي -40 عاما- حديثها : أشعر أن أحلام اليقظة هي التي تمنحني القوة والإرادة بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالي والاعتماد عليه ، فأنا أشعر أن أهمية اليقظة تأتي في المرتبة الثانية بعد التوكل عليه ، فاستمد منها القوة والإصرار علي التحدي للوصول للهدف فحلم اليقظة الذي يراودني دوماً أن يشب ولدي رجلاً يافعاً ناجحاً في حياته محققاً كافة أمنياته ، بالإضافة لحلم آخر هو أن استقل بشقة واسعة جميلة أشتريها من مالي وأجهزها أيضاً من مالي الخاص كما يراودني أيضاً حلم امتلاك أي عمل خيري جمعية صغيرة لرعاية الأيتام جمعية لمساعدة الأسر المحتاجة ، وأحلم بالعمل يبدأ صغيراً ثم يتسع ليشمل كل الأسر المحتاجة في النطاق المحيط.
أداة أساسية
يقول الأمريكي جوناثان شولر - عالم النفس - بجامعة كاليفورنيا: "إذا لم يسرح خيالك بعيداً، عندها تكون مقيداً بما تفعله الآن" ، كما أعتبر الباحثون أحلام اليقظة "أداة أساسية" من أجل الابداع لأنها تتيح للدماغ التواصل مع أمور كثيرة محيطة بنا.
وأكدت باحثة بريطانية "بلتون" بجامعة "إيست أنجليا" أنه من الممكن أن تواجه المتاعب إذا ضبطت وأنت شارد الفكر خلال العمل، لكن ذلك سوف يطلق أفكارك الخلاقة من عِقالها ، واعربت عن مشاعر خيبة أمل كبيرة عندما طلبت من الطلاب كتابة أي شيء يخطر ببالهم بعدما تبين لها بأن معظم ما كتبوه كان مملاً ويفتقر إلى الخيال وكأن الاطفال كانوا عالقين داخل حيز ضيق من التفكير" ،وأضافت :"أنه عندما يشعر هؤلاء الاطفال بالضجر فإنهم يشاهدون التلفزيون وهو ما يجعل أدمغتهم منشغلة طوال الوقت، لافتة إلى أن ردة فعلهم تكون تلقائية" ، وتابعت أن التلفزيون هو الشيء الذي يلجأون إليه عندما لا يعرفون ماذا يفعلون".
وتؤكد الأبحاث على ميل الجميع لأن يحلموا أحلام يقظة لتصل في المتوسط ما بين 70 إلى 120 دقيقة يومياً ، وتم خلال الدراسات بأنها مستوى من اليقظة بين النوم واليقظة الكاملة وذلك عندما يظهر خيالنا ويعمل. يمكن لأحلام اليقظة أن تنحدر بالمرء إلى مستوى غير منضبط.
تبلور للأفكار
وعن أحلام اليقظة وتأثيراتها تقول - د.جوزيت عبد الله - أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة :أحلام اليقظة تعني "day dreaming" وهذا لا يعنى أن الانسان يكون نائم أو مستغرق فى النوم أو فى عالم آخر لكنه مستيقظ بل ويؤدى عملاً ما ، ولكن خياله يحلق بعيداً عن الواقع الحالي كالتفكير فى شئ مستقبلي أو قصة ما ، رواية، مشكلة ، تطلعات أو شئ من هذا القبيل ، مشيرة إلى أن هذا النوع من الأحلام لا يرتبط بسن معين، مؤكدة أن أثناء أحلام اليقظة من الممكن أن لا يشعر الإنسان بمن حوله نتيجة المعايشة والتعلق بعالم آخر ،قد تكون هذه الأحلام إيجابية أو سلبية.
وكي تكون أحلام اليقظة ايجابية تنصح د. جوزيت بضرورة التفكير في المقتطفات التى تخص الموضوع أو المشكلة لتكون مفيدة ، وأيضاً بإمكان الإنسان أن يلقي الضوء على جميع الجوانب بتعدد أفكاره ولا يركز تفكيره على نقطة واحدة فقط وذلك بإنطلاق الأفكار بدون تقييد فى موضوعات مختلفة فتتبلور فكرة محددة فى المخ عن طريقها يمكن أن تصل بالفرد الإبداع فى الموسيقي ،الفن أو أي علم من العلوم.
ومن هنا يجب أن نتأكد أنه لا توجد سلبيات لأحلام اليقظة طالما أنها لا تؤثر على أداء أعمالنا بصورة سليمة أو علاقات اجتماعية أو على الدراسة ،ولكنها عندما تزيد عن الحد الطبيعي تبدأ تتحكم فى الإنسان ليصدقها وتشحنه بالمشاعر السلبية ، ولا ينصح بالتفكير قبل النوم فى أي مشكلة لأن بذلك يشحن الإنسان نفسه بطاقات سلبية هو فى غنى عنها وسيجد أن مشاكله تزداد وتتفاقم وخاصة مع النساء اللآتي يتفاعلن من الأمور بالبكاء.
وبصفة عامة تعمل أحلام اليقظة على تخفيف توترات الحياة اليومية ومشاكلها، ولكن إذا حدث استغراق فيها يفصل تماما عن الواقع فستتحول لمضيعة للوقت وقد تؤدي أحيانا إلى اضطرابات فى الشخصية وانعزال عن الآخرين.
عزيزي القارئ .. شاركنا بأحلامك في اليقظة حتى ولو كانت على كوكب المريخ