بسمالله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وعليه التكلان, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله وعلى آله الطاهرين و صحبة الكرام وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد,
نسمع كثيراً عن عباد صالحين لا يفترون عن عبادة الله سبحانه, ونراهم يسارعون في الخيرات ولا يترددون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فنراهم أعبد الناس, وخير الناس لأهلهم, فهم كالمسك أينما وجدوا ينشرون خيرهم ولا يتكاسلون ولا يفترون, نسأل الله أن لا يحرمنا من فضلـه
فما سبب تلك الهمم يا ترى؟
بل لنعيد صياغة السؤال لنسـأل ما سبب تفاوت الناس في الهمم!
بلا شك إن السبب الرئيسي هو وجود الكسل أو عدمـه, فإن الكسل آفة تميت الحياة من القلوب قبل الجسد وتثقل الحركة وهو مرض يورث القسوة بالقلب والتثاقل عن عبادة الله ويقتل النشاط فيتكاسل المرء عن فعل الخيرات, ويصبح الإنسان كسلاناً عالة على المجتمع, لا ينتج شيء ولا ينفع نفسه ولا غيره.
للأسف الشديد هذا الداء انتشر انتشاراً واسعاً بين نسـاء الإسلام, ومتى ما كسلت المرأة التي هي الأم والزوجة والأخت كسل من معها, فهي كالقلب بالجسد إن صلح صلحت الأسرة وإن فسدت فسدت الأسرة و هذا داء خبيث كالسرطان ينتشر بالجسد فيميت القلوب ومن بعده الجوارح
كان رسول الله يتعوذ من الكسل ويقول : " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل"
فما هو الكسل؟
الكسل في الشرع: هو التغافل عن كل واجب فرضه الله تبارك وتعالى على الإنسان. كالكسل عن أداء الفرائض, كالصلوات الخمس أو الصوم أو الجهاد, و كالكسل عن كل عمل نافع يضمن للإنسان حياة كريمة ويعفه ويصونه عن المسألة.
فهل أنتِ تعانين من هذا الداء الخطير؟
تعالي لنتعرف على صور هذا الداء
من صوره :
أولاً : التواكل
فالكسالى يتخذون من التوكل ستاراً يخفون به كسلهم, فيتكاسلون عن واجباتهم بدعوى التوكل!
والله لم يأمرنا بهذا, بل أمرنا أن نأخذ بالأسباب وأن نسعى ونجتهد ثم نتوكل.
نرى البعض يتكاسل عن بعض العمل بحجة التفرغ للعبادة, والزهد في الدنيا, وليس ذلك من الإسلام, لأن الإسلام دين الإيجابية يطلب من المسلم أن يقدم الخير لنفسه وجماعته بالعمل والاجتهاد. والرهبانية ليست من الإسلام بشيء, والعمل الصالح إذا أتقن وروعي فيه وجه الله كان عبادة في نفسه, وكان له منزلة تقارب منزلة الجهاد في سبيل الله, ولذلك قرن الله بين العاملين والمجاهدين, فقال سبحانه : ((وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))
رأى أحد الأئمة رجلا لا يعمل فسأله : لما تتكاسل عن العمل؟, فأجابه الرجل : أعمل بحديث رسول الله : (( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ))
فعلم الإمام أن الرجل يفهم الحديث فهماً خاطئاً, فقال للرجل: إن الرسول ذكر غدو الطير ورواحها ليدل على أن السعي مطلوب, فلو قعدت الطير في أعشاشها ما أتاها الرزق.
للموضوع بقيه ان شاء الله تعالى ...