قال العلماء المسؤولون عن واحدة من أكبر المشاريع الصحية في التاريخ إنهم على وشك الوصول إلى هدفهم الرامي لحشد نصف مليون متبرع للمشاركة بدراسة حول الجينات وأنماط الحياة والصحة.
فقد أعرب البنك البيولوجي البريطاني (يو كي بيوبانك) عن أمله بأن تساعد التجرية على إيجاد سبيل ناجع لمنع الأمراض الخطيرة، مثل السرطان والتهاب المفاصل، وذلك من خلال معرفة سبب إصابة بعض الأشخاص بهذه الأمراض بينما لا يُصاب بها آخرون.
لكن منتقدي البرنامج، الذي يشارك به متطوعون تتراوح أعمارهم بين الأربعين والتاسعة والستين من العمر، يخشون من أن ينتهي الأمر بمعالجة أشخاص من أمراض هم غير مصابين بها أصلا.
يُِشار إلى أن بيوبانك هو جزء من المشروع أكبر وأكثر تفصيلا يعكف العلماء عليه ويدرسون من خلاله صحة البشر وجيناتهم وأنماط حياتهم وكيفية تفاعلهم مع بعضهم بعضا، سواء نجم عن ذلك أوضاع صحية أفضل، أم أدَّى إلى مرض البعض منهم.
هذا ويقدِّم المشاركون في البرنامج معلومات تتعلق بأوضاعهم الراهنة، كما يُجرى لهم العديد من القياسات والفحوصات، مثل ضغط الدم والوزن وأداء وظائف الرئة وكثافة العظام، بالإضافة إلى سحب الدم وأخذ عينات من البول واللعاب.
بعد ذلك، يقوم الباحثون بتحليل نتائج دراسة العينات وبمراقبة المتبرعين، وذلك سعيا لتحسين صحة الأجيال المستقبلية.
يقول الدكتور تيم سبروسين، كبير العلماء في المصرف البيولوجي البريطاني: نحن عازمون على أن نحاول فعلا فهم سبب إصابة بعضنا بأمراض كالسرطان وأمراض القلب والمفاصل والعته عندما يبلغون سن الأربعين أو يتعدونه.
ويضيف قائلا: كما سنحاول أن نفهم حقا العوامل الجديدة للمخاطرة، وبالتالي نستطيع تحقيق الوقاية من مثل هذه الأمراض في الدرجة الأولى.
يُذكر أنه يتم حفظ العيِّنات التي تُؤخذ من المتبرعين في مصرف تخزين كبير ومبني لهذا الغرض.
هذا وسوف يتم الكشف على الحالة الصحية للمتبرعين خلال السنوات والعقود المقبلة.
ويستطيع الباحثون التقدم بطلبات لاستخدام المعلومات المتوافرة عن المتبرعين، وذلك طالما أعادوا النتائج وأدخلوها لتكون جزءا من إسهاماتهم بالمشروع.
لكن منتقدي بيوبنك يقولون إنه قد لا تكون المعلومات آمنة، لا بل قد يتم استغلال معلومات مجهولة المصدر من قبل شركات الأدوية.
وتعقيبا على مشروع بيوبنك، تقول الدكتورة هيلين ووليس من مؤسسة جينووتش البريطانية المعنية بالرقابة على الجينات: إنها لفكرة سيئة بالنسبة للصحة.
وتضيف قائلة: لن تكون عملية التنبؤ بأمراض البشر من خلال التركيبة الجينية التي سيحصلون عليها استراتيجية ناجحة للصحة، بل ستؤدي إلى تسويق الخوف.