تتوالى محاولات الإساءة للإسلام وأهله من بعض السفهاء المعادين للإسلام، فبالأمس القريب كلنا تابع تلك التهديدات بحرق المصحف الشريف من قبل القس الأمريكي تيري جونز، وهو أسقف في كنيسة صغيرة في ولاية فلوريدا، قام بإطلاق ذلك توافقا مع ذكرى ضحايا 11 أيلول (سبتمبر)، معتبرا أن رسالته موجهة إلى من وصفهم بالعنصر الأصولي في الإسلام وليس للمعتدلين، وكشف كذلك أنه تلقى أكثر من 100 تهديد بالقتل، وأنه يرتدي سترة واقية من الرصاص منذ أطلق في تموز (يوليو) الماضي حملته تحت شعار ''اليوم الدولي لحرق القرآن''. وقال إن الإسلام ''من عمل الشيطان''، وإن القرآن الكريم مسؤول عن هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ''، بيد أن تلك التصريحات التي أطلقها عن الدين الإسلامي وكتاب الله الكريم هي محض هراء لا تمت للحقيقة بصلة، ولعل وقوف عقلاء الغرب دولا وقيادات بقوة أمام هذه التهديدات جعله ينتهي دون القيام بما كان يهدد به، وتراجع هذا المتعنجه عن تهديداته التي وصفتها وزارة الداخلية الأمريكية بأنها تهدف إلى تحقيق مزيد من البريق الإعلامي وهو الذي تحقق له بالفعل مع تراجعه عن فعله أمام نبذ عقلاء الغرب لهذا الفعل القبيح من هذا القس المتعنجه الذي رضخ للأمر الواقع في النهاية، بيد أن ما صدر من أفعال مؤيدة لما ناد به من بعض المنتمين لفكره تجسدت في إحراق بعض أوراق المصحف الشريف علانية في أمريكا، وقد اندلعت مظاهرات عنيفة في معظم أنحاء العالم احتجاجا على هذا العمل القذر حتى من الغربيين أنفسهم.
ضعاف النفوس
وهؤلاء ضعاف النفوس الذين قاموا بذلك الفعل لا يعلمون أن القرآن كتاب الله المنزل محفوظ في قلوب المسلمين وصدورهم ولن يستطيعوا انتزاعه، ولا تنتهي فصول الإساءات فهي متواصلة فمن الإساءة برسومات بغيضة عن نبي الرحمة أفضل الخلق - عليه أفضل الصلاة والسلام - في بعض الدول الغربية إلى حرق المصحف، حتى ظهر أخيرا أحد السفهاء المنتمين لبني جلدتنا ليشتم أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، وتحدث العديد من المؤسسات الإسلامية عن هذا الفعل السفيه الذي أطلقه ذلك المعتوه، وشاركها العديد من الكتاب المعروفين في الساحة المحلية والعربية شجبا لنبي الرحمة واستنكارا وازدراء لهذا التصرف الأرعن ضد إحدى زوجات نبي الأمة التي برأها الله من فوق سبع سماوات بقرآن يتلى إلى يوم القيامة، ولن تنتهي مثل تلك الإساءات للدين الإسلامي العظيم والمنتمين إليه من هؤلاء السفهاء بل سيظهر منهم شيء جديد غير ذلك، لأنهم اعتادوا الإساءة له من سنوات، ولكن نحن نثق بأن ذلك لن يزيد الإسلام إلا عزة وتمكيناً، وسيمضي المنتمين إليه في الدفاع عنه بقدر ما يستطيعون متمسكين بما يقربهم من الله ويوفقهم لما يحبه ورضاه، وأنتهز هذه الفرصة لأحث العاملين لخدمة هذا الدين العظيم على أن يجعلوا الحجة والحوار هو الذي يسود للوقوف أمام هذه الحملات المغرضة، ولنتخذ من كتاب الله لنا نبراسا، يقول رب العزة والجلال (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). نسأل الله أن يوفقنا لخدمة ديننا بما يسهم في عزته ودخول المزيد فيه. إنه على كل شيء قدير.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وارفع بفضلك كلمتى الحق والدين بعزتك وجلالك ودمر كل من قال كلمة واحدة فى حق السيدة وسيدة البشرية السيدة عائشة اللهم عليك بهم عليك بهم عليك بهم يارب العالمين