أجرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية حوارا مع المخرج الهندى براويز شارما وتحدثت معه بشأن فيلمه الأخير "جهاد من أجل الحب" الذى يطرح من خلاله قضية الشواذ جنسيا من المسلمين ومدى معاناتهم وتمزقهم بين اتباع تعاليم دينهم وتلبية رغبات أجسادهم، ويطرح الفيلم تساؤلا ملحا مفاده هل يستطيع المرء أن يكون شاذا وفى الوقت عينه مسلما مخلصا؟
ويتناول الفيلم الذى عرض للمرة الأولى فى بيروت، ليكون بذلك أول فيلم عن الشواذ المسلمين يعرض فى دولة عربية داخل العالم الإسلامى، حياة مجموعة من الشواذ الإيرانيين الطالبين حق اللجوء السياسى إلى تركيا، وإمام مسجد شاذ، ومصرية متدينة تناضل للتوفيق بين دينها وبين اتجاهها الجنسى. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن شارما سافر مؤخرا إلى لبنان لعرض فيلمه المثير للجدل.
ويقول شارما، "كنت متخوفا فى بداية الأمر لقناعتى أن الناس فى لبنان تجمعهم علاقة معقدة مع الدين، لذا كنت أخشى من رد فعلهم حيال هذا الفيلم الذى يناقش قضية من أكثر القضايا حساسية بالنسبة للمسلمين".
وأعزى شارما أسباب وجود صعوبة فى عرض الفيلم فى العالم العربى، وليس فى إندونيسيا على سبيل المثال وهى دولة إسلامية كبيرة، إلى تزايد تأثير الفكر الوهابى فى العقول العربية، وتراجع الديمقراطية بصورة كبيرة فى دول الشرق الأوسط التى تفرض الرقابة على الأعمال الفنية، على عكس دول مثل إندونيسيا والهند، اللتان تستمتعان بقدر أكبر من الحرية الفنية عن ذلك الموجود فى مصر، التى وصفها بأنها دولة "ديكتاتورية"، و"بوليسية". كما أرجع صعوبة عرض الفيلم إلى انغلاق العقول، هذا الانغلاق الذى كان نتاجا منطقيا لتراجع مسار الديمقراطية.
وأكد شارما أن الهند وغيرها من الدول تعانى من المشكلات ولكن شعبها لديه القدرة على خوض التجارب الجديدة على عكس شعوب الشرق الأوسط، فـ"الحرب والأنظمة الشمولية.. فمثل هذه الأمور أدت إلى تضييق المساحة الثقافة.. ويمكنك استشعار ذلك بشكل كبير فى دول العالم العربى".
وأضاف المخرج الهندى المسلم، أن هدفه من هذا الفيلم كان فتح باب النقاش على قضية لطالما خيم الصمت على جميع أرجائها، "هل تمكنت من كسر هذا الصمت؟ نعم، ولكن هل تمكنت من إيجاد حل لهذه القضية؟ لا، فأنا لا أعرف ما إذا كان هناك حل قرآنى لهذا الأمر، وذلك لأن المسلمين يتم تعليهم ألا يجادلون مع القرآن، ثانيا، يوجد أكثر من مليار مسلم فى العالم الإسلامى، فهل تعتقد أن الأمة بأكملها ستوافق على إباحة الشذوذ الجنسى؟ ظنى أنه لا لأن المسلمين منقسمون بدرجة تحول دون اتفاقهم على أمر واحد.
ورأى شارما أن هذه القضية يجب تناولها من منظور دينى وحقوقى، فإصلاح الدين يجب أن يأتى من داخل الدين نفسه، ورجال الدين هم وحدهم القادرون على التوصل إلى حل.