القاهرة : "الخط" لقب يطلقه أهالى صعيد مصر علي الشخص القاتل الذي تتعدد جرائمه ويظل هارباً في عمليات كر وفر مع أجهزة الأمن مختبئاً في الجبال المتاخمة لمحافظات الصعيد والوديان
مدججاً بالسلاح ومحتمياً بأنصاره . ظل هذا اللقب ملتصقاً بأمثال هؤلاء المجرمين الذين تنسج حولهم الأساطير والحكايات منذ ظهور أول خط بالصعيد في بداية القرن الماضي وحتي أخرهم "نوفل" الذي سقط بقرية "حمرادوم" بنجع حمادي مؤخراً .
وبحسب صحيفة "الجمهورية" فانه لافرق بين من يطلق عليه "الخط" في محافظات الصعيد أو "سفاح" في المدن ومحافظات الوجه البحري لأن اللقبين يطلقان علي القاتل ولم يكن نوفل سعد الدين خط قرية "حمرا دوم" بمركز نجع حمادي بمحافظة قنا أول خط تعرفه محافظات الصعيد فالتاريخ يحدثنا عن الكثير من هؤلاء المجرمين بدءا من محمد هاشم ومحمد منصور مروراً بخط ديروط بأسيوط ومحمود سليمان خط القاهرة ولكل واحد منهم قصة مع الجريمة والاجرام والهروب من العدالة ومقاومة أجهزة الأمن .
يعد محمد منصور أشهر من حملوا لقب "خط الصعيد" ربما لأنه أكثرهم دموية. بدأ في ارتكاب جرائمه منذ عام 1914 وظل مطارداً من أجهزة الأمن طوال 34 عاماً حتي لقي مصرعه في مطاردة بمحافظة اسيوط عام 1940 بعد ارتكابه حوالي 34 جريمة قتل . وبدأت أسطورة الخط محمد منصور مع أول جريمة ارتكبها بسبب الثأر وبعدها تعددت جرائمه وظل هارباً تلاحقه الأساطير التي نسجها حول نفسه لارهاب الناس ونسجها حوله انصاره واتباعه لترهيب أجهزة الأمن وليجعلوا منه شخصا فوق العادة يختبيء في الجبال ويتركها ليلا في جنح الظلام لارتكاب جرائمه ليعود اليها مرة أخري .
وخلال تلك الفترة أشيعت العديد من الحكايات التى إختلطت بالحقائق والأكاذيب وروجها الناس فيما بينهم عن الخط محمد منصور كان منها أنه جلس إلي جوار مأمور مركز شرطة أسيوط في احدي دور السينما رغم مطاردة أجهزة الأمن له وفوجيء به المأمور وقتئذ إلي جواره فانصرف الخط في هدوء عائداً إلي مخبئه . وظل منصور هارباً من العدالة حوالي 34 عاماً الا انه تم استدراجه لمسكن أحد أصدقائه وحاصرته القوات ولقي مصرعه في معركة مع الشرطة لدرجة أن أهالي بلدته طلبوا أن يحملوا جثته علي عربة كارو يطوفون بها شوارع أسيوط فرحاً بالقضاء علي أسطورته وانتقاماً منه لجرائمه المتعددة التي روعتهم .
وماكادت أسطورة الخط محمد منصور تنتهى حتى بدأ الناس يتحدثون عن "سفاح كرموز" طوال الفترة من 1948 وحتي 1953 الذي ظل علي مدي 5 سنوات يثير الذعر في قلوب أهالى محافظة الاسكندرية بقتل النساء الجميلات . "سفاح كرموز" وأسمه سعد إسكندر لم يكن إسكندراني الأصل لكنه جاء للاسكندرية من محافظة أسيوط بحثا عن عمل في بداية الثلاثينيات وعمل تاجراً للغلال وبعدها بدأ في قتل السيدات وظل هارباً من العدالة حتي ألقي القبض عليه واعدامه في فبراير 1953 ليهدأ الحديث قليلاً عن السفاحين والقتلة لكنه لم ينته بظهور مجرمين جدد .
وفي الثمانينيات من القرن الماضي ظهر "سفاح روض الفرج" مصطفي خضر الذي يعد واحداً من أشهر السفاحين اشتهر بقتل النساء بدءا من قتل جارته الحسناء التي رفضته وابنة عمه وما ارتكبه من جرائم حتي تجاوز ضحاياه 8 سيدات لكنه سقط في قبضة العدالة قبل تنفيذ تاسع جرائمه وأحيل إلي المحكمة التى أصدرت عليه حكم بالإعدام لتنتهي اسطورته . بعده بفترة ليست طويلة ظهر "خط ديروط" الذي إتهم بارتكاب 10 جرائم قتل بسبب الثأر وعلي غير عادة أمثاله ممن يحملون لقب خط تمكنت المباحث من ضبطه ونال العقاب بالاعدام شنقاً . وفي منطقة شرق القاهرة تمكنت أجهزة الأمن من ضبط السفاح سليمان عبدالرحمن المتهم بقتل 29 شخصا خنقا وبطريقة معينة .
كانت جرائم السفاح قد بدأت تتكشف بعد العثور علي جثث ضحاياه وسط الزراعات وفي المناطق النائية بمنطقة المرج وضواحي شرق القاهرة حيث يعثر عليهم مقيدين بالحبال وكشفت تقارير الطب الشرعي انهم جميعاً لقوا مصرعهم خنقا وتكشفت جرائم السفاح واحيل إلي المحكمة التي عاقبته بالاعدام