(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
أن يتصالح المرء مع ذاته.. فتكون أقواله وأفعاله منسجمة مع رؤيته الفكرية للأمور.. دون تناقض في المواقف والآراء.. ودون تعدي ثوابت التشريع والمبادئ الانسانية السمحة.. عندها يشعر الشخص الذي يكون متصالحا مع نفسه براحة داخلية عميقة.. لأنه يكون (هو) نفسه.. وتكون سلوكياته عفوية.. مع تقبل النصيحة و النقد البناء من الاخرين بالطبع.. اذ لا ينبغي أبدا ان يصل التصالح مع الذات لدرجة اول خطوة في سلم النرجسية (انا وانا وانا ومن بعدي الطوفان) ..
التصالح مع الذات .. ضرورة نفسية و مادية ليستطيع الشخص ان يركز في الأهداف التي يسعى لها .. و من مظاهر التصالح مع الذات واهمها هو التغاضي عن مشاكل الماضي و توحيد الجهود و الأفكار في جوانب محددة و معروفة .. و قد يكون أهم عامل لتشتت ذهن الانسان و فكره و عاطفته و فوته الذهنية و يودي الى الاغتراب النفسي الذي يجده مع ذاته..
لتتصالح مع ذاتك يجب أن تتعرف على أهم الاسباب التي خلقت النفرة و الابتعاد عنها.. و التي جعلتك ان تهملها وأجعل باب المصالحة و الصراحة موجودة.. و يجب أن تعامل ذاتك كطفلك الذي يحتاج اليك.. و الذي لا يجب ان تبتعد عنه...لأن أبتعادك عنه يعتبر تخلي و تيتيم له..
و من الجوانب المهمة في الصلح هو تدليلها في حدود شرعية و عدم التكليف عليها فيما لا تطيق.." لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" لأن الذات تعبر عن شخصية الانسان و تعكس جوانب الضعف و القوة فيها..
عندما يكون تصالحنا مع ذواتنا متعارضا مع تصالحنا مع الاخرين.... وعندما نجد أنفسنا لأجل التعايش والتناغم معهم نضطر للبس رداء لا نحبه ونتحول الى مخلوقات أخرى ليست نحن.... ربما تكون افضل او اسوأ منا لكن هي ليست نحن!
بصفتنا جيل من الأجيال، فإن لدينا من القوة مما يمنحنا القدرة على السعي لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، مهما كانت العقبات التي تواجهنا.. وبصفتنا جيل من الأجيال، نحن ممنوحين القدرة على إدخال تغييرات على حياتنا الخاصة، وحياة الآخرين بدورها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]النفس البشرية هي شيء رائع تحمل بداخلها تاريخ الحياة وتحوي بداخلها أكثر من عالم…
كيف يمكنها التصالح مع كل هذا والعيش بسلام؟؟ هل دعوى التصالح دعوى غير منطقية؟؟
هناك شجار قوي داخل نفسي، ونتيجة الشجار الإيجابية هو الفعل وليس التصالح، وبعد الفعل ينتج قرار قابل للتنفيذ والاختبار ثم يخضع للتقييم.
هناك نوعان من التصالح.. تصالح الحلول الوسطى مثل الهدنة والاتفاقيات، والنوع الاخر هو نمو المتصالحين معاً إلى ما هو أعلى، وهذا يعني أن أقبل جزء ممن أتخاصم معه وهو أيضا يفعل نفس الشيء، وهذا هو التصالح الحقيقي.
لكن هذه الدعوة الأدبية اليوم تسحب البساط عن كل الادعاءات الفارغة، وينبغي أن يدرك الجميع بأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع.. يجب أن نسعى إلى أن يسود التصالح والتسامح والحوار في هذه الموسوعة.. ولكن ليس تصالح المتآمرين على بعضهم فيما مضى من أجل التوحد حول مؤامرة جديدة يكملون بها ما بقي من حياتهم ومن مسيرتهم .. ولكن تصالح وتسامح مع الذات.. من أجل المحبة والإخاء ونبذ ثقافة الكراهية والبغضاء والسمو فوق الصغائر والمصالح الأنانية والذاتية والاتجاه نحو حوار جاد ومسؤول تحت قبة الرقي للتصالح مع الله..
تم بحمده..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا .
في الحقيقة أنا نظرت لهذه المقالة من زاوية المصالحة مع الذات وهذا يتم بتهذيب هذه النفس وتقويمها لذاتها واصلاحها بتزكيتها وذلك بتطهيرها من العوامل والامراض القلبية التي تفسد على الانسان اخلاصه لله وبالتالي اجره من الله ومن ذلك توفيقه في اعماله الدنيوية .
ومن هذه الامراض حب الممارة والتنافس على سفاسف الدنيا مثل حب الظهور والعلو والتكبر .
وهذه الامراض تجعل تصرفات الانسان وقراراته خاطئه لانها مبنية على سؤ الظن في الآخرين فتقلب في نظره مصطلحات الكلمات وصور الافعال على غير مراد اصحابها ويبدأ في الحكم من خلال هذه الظنون والاوهام على الاخرين وقد يستجر هذا غيره لنفس الدوامة اذا كان الغير ، غير حكيم وغير مدرك لسؤ الفهم الحاصل واسبابه فيحاول ان يبين خطأ الآخر لفهمه ويمتد الموضوع .
وقد يكون السبب هو التنافس في فرض الذات أو الرأي من الزاوية التي يراها وهذا يكون غالباً نتيجة لنظرة احادية أو عدم قبول الحوار من الطرف الآخر وفي اغلب الاحيان يكون المتضادان ظاهراً يلتقيان في نقطة الهدف والعلاج ولكنهما لم يلتقيان بسبب هذه العوامل النفسية التي تجعلهم يعيشون في ضنك الصدر بسبب التصور الخاطيء في الخلاف او غلبة الانا على النفس .
ومجمل هذا ينتج عن العجلة ومحاولة استباق القدر والوقت وهذا ايضاً ناتج عن خلل في الاناة والتوكل والايمان بقدر الله او محاولة استباق الآخر من باب تجير الموضوع في صالحه .
ومن خلال هذا أفهم طرح الاستاذ طارق الصمكي والذي اشكر له دعوته لي لكي اكون مشاركاً في هذه المقالة .
فالتصالح مع النفس هي قمة الارادة والتمكن منها غلبة للشيطان اولاً
وللنفس الامارة بالسؤ والتي يعجز كثير من الناس من كبحها حين تأمره بشيء او تغير في تصوراته الصور التي امامه نتيجة للصراع الداخلي فيها والخصام بين النفس اللوامة والمطمئنة والامارة بالسؤ والتي لايألو جهداً الشيطان في تغذيتها بالاوهام والظنون والدفع في طريقها باناس يعانون هذه الصراعات النفسية لكي تتسع الدائرة فتهدم اي كيان يدعو الى الخير وهدم الأسس التي يقوم عليها .
لذا ارى دعوة الاستاذ طارق لمصالحة الذات صحيحة ١٠٠% لأن هذا هو الاساس لأن اي صلح بين البشر أي بشر بدون اصطلاح الاشخاص مع ذواتهم قبل ذلك لامعنى له ولاقيمة ولن يستمر طويلاً .
لذا ادعوا الى التريث والقراءة المتأنية لكتاب الله وما يدور حولنا بسكينة وتأني وتدبر وتقديم حسن الظن وحمل المشكوك فيه والشبهات الى الوجه الحسن دوماً .