السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
غاز جديد يمتص الاشعه الكونيه
نشر الموقع الخاص بمعهد ماكس بلانك للكيمياء
Max Planck Institute for Chemistry بألمانيا في 28 يوليو خبرًا عن تَمَكُّن
العلماء من اكتشاف تواجد مركب جديد من الغازات المسببة لزيادة ظاهرة الصوبة
الزجاجية g reenhouse gasesفي الغلاف الجوي، لم يكن مسجلاً وجوده من قبل،
وهو trifluoromethyl sulphur pentaflouride ، ما زال مصدر هذا الغاز
الجديد غامضًا غير أنه من المؤكد ينتج أثناء عمليات تصنيع معينة ضمن الغازات
الصناعية المختلفة، وقد وجد أن زيادة تواجد هذا الغاز في الغلاف الجوي ترتبط
بزيادة تواجد الغاز الخامل sulphur hexaflouride (SF6) الذي يعتقد أنه
يمثل المصدر الرئيسي له.
وحيث إن الغاز الجديد قريب الشبه كيميائيًّا بالـ SF6، فيعتقد العلماء أنه يتكون كناتج
لانحلال SF6 في المعدات ذات الجهد الكهربي العالي، فهو يستخدم في أغراض
صناعية عديدة مثل صناعة كرات التنس وإطارات السيارات وأحذية الجري، كما
أن له خواص عزل جيدة؛ لذلك فهو يستخدم كعازل للضوضاء في النوافذ الزجاجية.
يعتبر SF6 من أقوى الغازات التي تسبب زيادة ظاهرة الصوبة الزجاجية، فجزيئاته
شديدة المقاومة تجاه أي هجوم من الغلاف الجوي، حتى إن خاصية التنظيف الذاتي
للغلاف الجوي لا تستطيع التعامل مع مثل تلك الجزيئات؛ لذلك تتمتع بفترة حياة طويلة
مما يجعلها أقوى تأثيرًا؛ ولذلك يتم حاليًا تقييد إنتاجها، أما المركب الجديد فهو أشد
قوة من الـ SF6، بل يمكن اعتباره أقوى غاز مسبب لزيادة ظاهرة الصوبة الزجاجية
اكتشف حتى الآن، فبالإضافة إلى قوة امتصاصه الكبيرة للأشعة تحت الحمراء هو يتمتع
بفترة حياة طويلة؛ لذلك يجب محاولة معرفة المزيد عن هذا الغاز الذي ظلت المصانع
تنتجه لأكثر من 50 سنة دون أن يعرفه أحد، ومحاولة وقف تزايد وجوده في الغلاف الجوي.
وظاهرة الصوبة الزجاجية هي ظاهرة طبيعية بدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض
ما بين 19 درجة سلزيوس تحت الصفر و15 درجة، وقد اكتسبت هذه الظاهرة اسمها
نتيجة لاستخدام نفس أسلوبها في الاحتفاظ بدرجة الحرارة لعمل الصوب الزجاجية التي
تستخدم في الزراعة، وغازات الصوبة الزجاجية greenhouse gases هي
الغازات التي تؤدي إلى وجود هذه الظاهرة، وتوجد تلك الغازات في الغلاف الجوي
للأرض، وتقوم بامتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس
للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وأهم تلك الغازات بخار الماء وثاني
أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز بخلاف الغازات المخلقة كيميائيًّا التي
تتضمن الكلور وفلورو كربونات CFCs، إذن معظم غازات الصوبة الزجاجية هي
غازات طبيعية تقوم بحفظ توازن الغلاف الجوي؛ ليحافظ على درجة حرارة الأرض
في معدلها الحالي، لكن مع بداية الستينيات لاحظ العلماء زيادة تركيز تلك الغازات
في الغلاف الجوي، وكان ثاني أكسيد الكربون على وجه التحديد هو الأكثر تركيزًا،
مما أثار مخاوف العلماء من زيادة تركيز تلك الغازات نتيجة لما ينتجه الإنسان منها
بصورة غير طبيعية (نتيجة لحرق الوقود الحفري وأثناء عمليات الصناعة المختلفة)،
مما قد يؤدي إلى زيادة متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض الذي قد يؤدي بالتبعية
إلى تغير المناخ وزيادة مستوى البحار، مما يعمل على تآكل المناطق الساحلية على
مستوى العالم.
وقد أثار احتمال ارتفاع متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض جدلاً واسعًا؛ حيث
لا يمكن لأي من العلماء الجزم بحدوثها بالصورة والسرعة التي يتخيلها البعض،
فلا يوجد حتى الآن معادلة واضحة يمكن من خلالها التنبؤ بتأثير زيادة مستويات تلك
الغازات في الغلاف الجوي على متوسط درجة حرارة سطح الكوكب بشكل قاطع، غير
أنه أمكن معرفة أن مضاعفة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون – مثلاً – يمكن أن ترفع
درجة الحرارة لسطح الأرض درجة سلزيوس واحدة، لكن كوكبنا أكثر تعقيدًا من هذا؛
حيث يمكن أن يكون رد فعله لهذا الارتفاع معظمًا له، أو على العكس قد يعمل على تثبيطه
أو تخفيضه، وهذا يعتمد على التغذية المرتجعة للعمليات الكوكبية المختلفة مثل تكوين
الثلج والسحب ودورة المحيطات، والنشاط الحيوي على الكوكب، العديد والعديد من
العوامل يمكن أن تؤثر على هذا الارتفاع بالسلب أو الإيجاب؛ لذلك يجب أن نفكر بشكل أفضل
في كم القلق الذي يجب أن نكون عليه!