مدينة غزة عبر التاريخ مع معلومات اخرى تاريخية هامة
غزه مدينة تاريخية قديمة لها موقع جغرافي هام كان له تأثير كبير على تاريخنا فهي آخر
محطة في بلاد الشام وقارة آسيا واول محطة للقادم من مصر وافريقيا الى بلاد الشام وآسيا ولذلك صمدت أمام نوائب الزمان الكثيرة ونازلت الفاتحين على مر العصور .
كان أول من سكن غزه قبائل كنعانيه عربية ( الأليقيم أ العمالقة) وقد سموها (هزااتي) ثم قدمت اليها قبائل عربية يمنية من المعينيين وقد كان الكنعانيون وثنيين ويبدون الأصنام ومنها (بعل) ومعناها الرب او السيد وأيضا الاله (هبليوس) أي اله الشمس .
كانت مصر مسكونة بالفراعنة وقد حصلت بينهم وبين الكنعانيين عدة حروب اذ كانت في طريغزه مدينة تاريخية قديمة لها موقع جغرافي هام كان له تأثير كبير على تاريخنا فهي أ خر ق غزوات الفراعنة لبلاد الشام وقد اتخذها الفرعون ( تحتمس) قاعدة ومركزا لجيوشه سنة 1470 ق.م . كما أن الهكسوس دخلوا غزه وهم في طريقهم لغزو مصر وكانت معظم أجزائها في ذلك الوقت تقع في منطقة (تل العجول) جنوب غزه الحالية وكانت لها اسوار مرتفعة كما أن نفس مدينة غزه التي يعود تاريخيا الى ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد . كانت على تل ارتفاعه (45) مترا وذلك عندما قدم اليها الكنعانيون من الجزيرة العربية .. ثم حوالي سنة 1100 ق.م جاءت شعوب بحرية من قرب بحر ايجه وجزر ايطاليا وكان تسمى (بليست) وستقروا في البداية في جنوب فلسطين قرب غزه وعسقلان وقد أعطى هذا الشعب اسمهم للبلاد وكان لهذا الشعب مراكب وعربات وخيول ولهم ديانة خاصة , واشتهروا بالشجاعة وقد قاوموا الغزاة الأسرائليين مما جعلهم يلعنون الفلسطينيين في كتبهم الدينية فجاء غي اصحاح لهم ( ان غزه تكون متروكة وعسقلان خراب ).
وقد اندمج الفلسطينيون مع أهل البلاد القدامى وأصبحوا شعبا واحدا والمعروف أن هؤلاء وجدوا آثار حضارية قديمة في غزه اذ وجدوا ألات نحاسية ومجوهرات ذهبية وفضية وغير ذلك.
فيما بعد استولى الاشوريون العراقيون على عزه وكانوا يسمونها ( عزاتوا ) أو عزاتي وصارت غزه تدفع الجزية لملك الاشوريين ( سرجون ) ومن بعده تغلب خليفته ( نبوخذ نصر ) الكلداني على حلفاء غزه من المصريين وقد قام نبوخذ نصر بسبي اليهود ونفيهم الى بابل سنة 605 ق.م لأنهم كانوا أقلية مشاغبة في فلسطين كما أن خليفته بختنصر فتح مصر سنة 586 ق.م وقتل ملكها.. وقد هدم نبوخذ نصر هيكلهم في القدس .
بعد ذلك تمكن الفرس من الاستيلاء على فلسطين سنة 538 ق.م ولكنهم لم يتمكنوا من دخول غزه الا سنة 525 ق.م في عهد ملكهم ( قمبيز ) عندما سار لفتح مصر وتحالف مع أهل غزه وكذلك فعل خليفته الملك ( داريوس ) سنة 513 ق.م الذي منح غزه ادارة ذاتية مستقلة لأنها كانت عامره ومزدهرة الا أن داريوس هذا أعاد اليهود الى فلسطين من بابل وقد عاد معظمهم وبقية أقلية منهم في العراق.
وبعد ذلك توجه القائد اليوناني الاسكندر المقدوني الى فلسطين وحاصر غزه سنة 332 ق.م وقد صمد أهل غزه بل أنهم أصابوا نفس الا سكندر بجروح مما جعله يحقد عليهم مهاجما بجيش جديد للمرة الرابعة الى أن فتحها وفتك بأهلها ووجد في غزه خيرات كثيرة .. وقد سماها المؤرخون المدينة العظيمة .. وقد أدرك الاسكندر الاكبر أهمية غزه وموقعها الجغرافي فأعاد بنائها واعمارها وأحضر اليها الكثير من أهل اليونان أللذين استقروا فيها واندمجوا مع أهلها.. وقد دخلت الى غزه الثقافة والفلسفة اليونانية وأصبحت غزه تسمى ( غزه المقدسة ) .
بعد ذلك جاء الفتح الروماني ألذي قاومه أهل غزه بعنف مما جعل القائد الروماني ( بانيوس ) يقوم بتدمير معظمها سنة 96 ق.م ولكن فيما بعد وفي عهد يوليوس قيصر أعادوا بنائها وبقيت مدينة غزه مستقلة تحكم بواسطة ممثل امبراطور روما وصار لها جنسية تسمى ( الجنسية الغزيه) كما أقام الرومان في غزه محكمة كبرى يرأسها أحد أبناء غزه .
كما أن عرب الجزيرة كانوا منذ القدم على صلات مع غزه واستمروا في عهد الفرس واليونان والرومان في ارسال قوافلهم التجارية في رحلات الصيف الى الشام وغزه ومصر .. وكانت القوافل تخرج من اليمن و الحجاز الى المدينة ثم البتراء ومنها تنقسم الى فرعين احداهما يذهب الى دمشق والثاني الى غزه عبر البحر المتوسط ثم مصر. أما رحلات الشتاء فكانت بالعكس تذهب من الحجاز الى اليمن والجنوب العربي .
كما كان لغزه لقب المدينة العظيمة قبل أيام اليونان ثم في أيام الاسكندو واليونان سميت بالمدينة المقدسة والمدينة الجميلة وقد سميت المدينة الشريفة والمدينة الغنية وكذلك المدينة الجميلة وهذا هو معنى اسم ( يافا ) اما أسماؤها فقد سماها العبرانيون (عزه ) وسماها الفراعنة ( غزاتو أو هزاتو ) وسماها الكنعانيون الأوائل ( هزاتي ) أما العرب فقد سموها فيما بعد ( غزة هاشم ) نسبة الى جد الرسول المدفون فيها هاشم بن عبد مناف وطوال هذه القرون كانت غزه مدينة وثنية فيها عدة هياكل وأصنام وثنية شأنها في ذلك شأن العرب قبل الإسلام .. وكان من أهم آلهة غزه ( داجون ) وعند بدء الدين المسيحي انتشر ببطيء في غزه وحصل صراع بين الوثنية والمسيحيين وقد أمر الامبراطور الروماني البيزنطي نشر الدين المسيحي وأرسل الى غزه ( فيلبس ) تلميذ القديس ( بولص) الرسول ولكن أهل غزه تمسكوا بالوثنية وفيما بعد أصبح لغزه اسقف مسيحي
وعند انبثاق نور الإسلام بدأ الخليفة أبو بكر الصديق في تحضير الجيوش الإسلامية لنشر الدعوة الإسلامية وفتح بلاد الشام والعراق وغزو الروم والفرس وأرسل أربعة جيوش :
1 – جيش بقيادة يزيد بن أبي سفيان الى دمشق ومعه أخوه معاوية.
2 – جيش بقيادة شرحبيل أبن حسنه ( كاتب الرسول صلى الله عليه وسلم ) الى الاردن .
3 – جيش بقيادة أبو عبيد عامر الجراح ( أمين الامة ) الى حمص ( هذا القائد هو فاتح القدس )
4 – جيش بقيادة عمرو بن العاص الى فلسطين ومعه خالد بن سعيد بن العاص