سأل صبي أمه :
لماذا أراك تبكين
إحتضنته أمه وقالت :
هذا شيء لن تفهمه أبداً
سأل الصبي أباه :
لماذا تبكي أمي بدون سبب
أجاب والده :
لا أعلم يابني
فجميع النساء يبكين بلا سبب
كبر الولد وأصبح رجلا
ولا زال يجهل سبب بكاء النساء
قرر أن يبحث عمن يبدد حيرته
وسمع عن شخص حكيم
قيل له أنه يملك جواباً لأي سؤال
سافر إليه وسأله :
لماذا النساء يبكين بدون سبب
قال له الحكيم :
يا بني
توفي والدي وأنا ابن سنة
وتولت تربيتي والدتي وجدتي لأمي
فترعرعت بين صديقات والدتي وجدتي
وعندما أصبحت رجلا تزوجت بأربع نسوة
ورزقني الله ( ولله الحمد ) بأربعة عشر بنت
وستر علي الله سبحانه وتعالى بتزويجهن جميعاً
فأصبحت محاطا بالنساء من كل حدب وصوب
وتوفاهن الله جميعهن واحدة بعد الأخرى
وعمري الآن مائة وثلاثون سنة
وما زلت محتارا في سؤالك هذا
ولكن بالأمس زارني محشش
وسألته نفس سؤالك المحير يابني
وما زلت أتمعن في إجابته وأحاول إستيعابها
قال لي المحشش:
عندما خلق الله المرأة
جعل لها أكتافا قوية جداً
كي تحمل عليهما أحمال العالم
وجعل لها ذراعين ناعمتين وحنونتين
لتعطي الراحة والسعادة لمن يتوسدهما
وأعطاها قوة داخلية
لكي تتحمل ولادة الأطفال
ولتتحمل بعدهم عنها عندما يكبرون
وأعطاها صلابة وجلد
كي تتحمل أعباء أسرتها
وتعتني بهم وترعاهم وتخدمهم
صامدة أمام أصعب الظروف والمواقف
وأعتى رياح وزوابع ومشاكل وتقلبات الحياة
دون كلل ولا تذمر حتى عندما يفشل ويستسلم الآخرون
وأعطاها الله
محبة لأطفالها لا تتغير ولاتنتهي
حتى لو سببوا لها الآلام في صغرهم وكبرهم
وأعطاها المولى
قلباً محباً وفياً مخلصاً لزوجها
لتعتني به وتسانده في السراء والضراء
قلبا ينسى الإساءة لأنها مخلوقة من ضلع قريب من القلب
وأعطاها الله
الحكمةوالبصيرة
لترى أن زوجها إبن حلال
( ركزوا لي على هالفقرة )
مهما بدر منه من قسوة أوتجاهل
وأنه يحبها ويعزها ويقدرها وشاريها
مهما مر بهما من مشاكل وأزمات وظروف قاسية
وأعطاها الله
ذاكرة قوية
لتتذكر الأيام الحلوة السعيدة
( مع أنهن لا ينسين أي موقف غلط )
أخيرا
أعطاها الله
القدرة على ذرف الدموع في أي وقت
لتتمكن عند الحاجة أن ترمي أحمال هذه المسؤوليات
لتستطيع أن تواصل رحلة الحياة المليئة بالخير والشر
لذلك
عندما تراها تبكي
وإن كنت لا تعرف لما
فقل لها
أنك تحبها كثيرا
وتقدر جهدها وعملها
حتى لو إستمرت بالبكاء
وتظاهرت أنها لا تسمعك
فإن قلبها وإحساسها معك
وستقدر لك شعورك وتفهمك
وهذا سيجعل
قلبها سعيداً ونفسيتها أفضل
وسيعطيها شحنة معنوية لتواصل مشوارها
هذه هي المرأة يا بني
وشكراً لصديقي المحشش
الذي ريح بالي وشرح لي ماكنت غافلاً عنه