حديث قدسي
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
"أرْبَعَةٌ يَحْتَجُّون يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أصَمُ لا يسمعُ شيئاً، ورجلٌ أحمقُ، ورَجُلٌ هَرِم، ورَجُلٌ مَاتَ في فَتْرَةٍ: فأمَّا الأصَمُّ فيقولُ: رَب لقد جاءَ الإسلامُ وما أسمعُ شيئاً، وأما الأحمقُ فيقولُ: رب جاءَ الإسلامُ وما أعقلُ شيئاً والصبيانُ يحذفونني بالبعرِ، وأما الهَرِمُ فيقولُ: رب لقد جاءَ الإسلامُ وما أعقلُ شيئاً، وأما الذي ماتَ في الفَتْرَةِ فيقولُ: رب مَا أتاني لك رَسُولٌ، فيأخذُ مواثيقهم ليُطِيْعَنَّه، فيرسِلُ إليهم: أن ادخُلُوا النَارَ، فَمَنْ دَخَلَها كانت عليه بَرْدَاً وَسَلامَاً، وَمَن لم يدخُلْهَا سُحِبَ إليْهَا."
رواه أحمد وابن حبان وقَالَ الألباني: صحيح ( صحيح الجامع ).( صحيح الجامع: 881 ).
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفَترة: المعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين لم يُدرِكوا الإسلام، ثم أرسل إليهم رسولاً أن ادخلوا النار، فيقولون كيف ؟ ولم تأتنا رسلٌ ! قال: وأيم الله، لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً، ثم يُرسَل إليهم، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه.
قَالَ أبو هريرة رضي الله عنه: اقرأوا إن شئتم وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.
وعن أبي صالح رضي الله عنه قال: " يُحاسَب يوم القيامة الذين أُرسِلَ إليهم الرسل، فيُدخِل الله الجَنَّة من أطاعه، ويُدخِل النَّار من عصاه، ويبقى قومٌ من الوِلدان والذين هلكوا في الفترة، فيقول: وإني آمركم أن تدخلوا هذه النار، فيخرج لهم عنقٌ منها، فمن دخلها كانت نجاته، ومن نكص فلم يدخلها كانت هلكته."