مجرمون خارج السجون
المجرم الأول
تحبه أكثر من نفسك
تمنحه قلبك على طبق من ذهب
يتسلى به زمنا
ثم يعيده إليك أشلاء
على طبق من ضياع
المجرم الثاني
يُمضي والداه العمر تفانيا لأجله
يفرحان لمجرد أن يبتسم يبكيان إذا حزن
يشبعان إذا أكل يرتويان إذا شرب
يسهران إذا اشتكى
يحفانه بالحب و الحنان و الرضى و الدعوات
وحين يشتد عوده و يبلغان من الكبر عتيا
ويشتد احتياجهما له
ينتهي بهما المطاف في دار العجزة .
المجرم الثالث
تجده محطماً
فتحتضن خوفه
تلم شعثه
تحسن إليه كلما اقتضى الأمر
تساعده كلما دعت الحاجة
ويوم يستشعر الأمان
أول من يعض تكون يدك .
المجرم الرابع
تبيع الدنيا لتشتريه
تخترق المستحيل لأجله
تواجه الأهل و المجتمع و العرف
إكراماً له
ثم يخذلك بلا سابق إنذار
ويبيعك في أول سوق يصادفه .
المجرم الخامس
يأتي بأبنائه إلى هذا العالم
دون أن يوفر لهم الرعاية الكافية
دون أن يكون بحجم المسؤولية
أو يلعب دوره كأب
فيتركهم للشارع
ويوم يتنبه لانحرافهم
يكون أوان التقويم قد فات
المجرم السادس
يوهمك بصداقته كل الوقت
يزعجك بمشاكله كل الوقت
وحين تحتاجه مرة
يتنكر لك كما لو لم يعرفك يوماً
المجرم السابع
يملك زوجة جميلة
تخدمه برموش عينيها
و أبناء رائعين
وحياة سعيده
ويلهث خلف امرأة أخرى
ليلبي نزوة عابرة
فيحطم كل شيء بجرة قدم .
المجرم الثامن
يحب نفسه أكثر مما يجب
يدمر كل من حوله
ليشبع نرجسيته
طلباته أوامر
إحتياجاته مفروضات و الغير عنده مجرد عبيد .
هم مجرمون و لكنهم يعيشون بيننا
هم مجرمون ولكنهم خارج السجون
حينما يهديني أي انسان باقه من الزهور
أشعر بحزن عظيم لانهم اغتالوها لاجلي