فكرةالموت في الادب الشعبي المصري

ان الموت في العرف الششعبي هو وحش كاسر والمدهش انك لا تجد الادب الشعبي يتحدث عن البعث او الحساب وما يحدث ف القبر رغم ان كتاب الموتي الفرعوني حافل بذلك وان الاحاديث النبوية والقرن الكريم مليئة باحديث عن البعث والموتي وحساب القبر
البكائيات الشعبية تصف الموت بانه طرد لبعيد لمكان موحش
وان الموت غامض وان الحياة مهما كانت مرة فهي خير من الموت وربما الخوف من الموت لان الانسان يتذكر نفسه عندما يذهب للمكان الموحش ويذهب وحده ويدفن وحده وربما يتصور او هذه انه سيدفن حي فالاحاديث تخبرنا عن عذاب القبر
يشبه الموت ف الادب الشعبي بالطائر الجارح تصف البكائية التالية خطورة فقدان رب الاسرة وتصفه ان البيت فقد قائده وزعيمه تقول
داركم وسيعة وبابها كويس
يا ميت ندامة صبحت بلا ريس
داركم وسيعة وبابها عالي
يا ميت ندامة صبحت بلا صاري
نلاحظ ان مظاهر الحزن هي هي من ايام الفراعنة وان خفت ف المدن لكن القري ما زالت عادات كلطم الخدود وارتداء السواد وتشقيق الجيوب وزهد الرجال ف الحياة بعد الميت وكانه لا يريد الحياة لا زالت هذه العادات موجودة في بعض قري مصر
وذلك ان مظاهر الحزن عموما ترتفع ف القري اكثر من المدن وعموما الانسان ف المدينة هو جزء من االية شاملة تعم الكون فهو مجرد ترس ف المدينة اما الريف او المناطق التي مازالت متناغمة مع العادات المصرية فالموت مهيب مهيب
والحقيقة انه رغم ان الموت منبث ف الحياة فمنذ ان يولد الانسان وهو يسعي للموت وما المرض والضعف الا دليل مخفف علي حقيقة وحضور الموت
سئل رجل اخوك مات ماسبب وفاة اخيك؟ قال حياته
فالحياة تحمل في احشائها بذرة الموت
والانسان دائما يدفن فكرته عن الموت بقولون
شيئان لا يحدق فيهما الانسان الشمس والموت وعبثا حاول البعض ان يميت فكرة الموت كقول احدهم ان فكرتي عن الموت ليست معقولة فانا اكون ميت ولا اشعر بالموت واو اراه
لكن هذه الفكرة هي اقرب للالحاد فالدين يري ان الروح خالدة
المدهش رغم ان الانسان يري الموت في اشياء يدفنها يدفن ماضيه يدفن اشاء كثيرة الا انه وهو علي فراش الموض يغض الطرف عن الموت


وتصف البكائية فقد الام بانه خراب للبيت وان كل البيت الطيور والجمات التي كانت تعايشهم يعيشون في حزن عليها
لكن انظر لللبكائية التالية تنعي شابه في ريعان شبابه
حريرهن لبسوه
وانت حريرك ف التراب حطوه
حريرهن يزهي
وانت حريرك غبره اللحدي
وهنا يؤكد ان الفتاة خطفت وهي في عز متعتها بالحياة ويذكرها باهم ما يفرح المراة الشابة الحرير والزينة
وتكمل عزالك جديد ما ترفعي تلمه
مش عزومة دا اللحد نازلة فيه
لاحظ ان الادب الشعبي يعطي فعلا للاب قدرا من الرثاء فهذه فتاة تنعي اباها وانها لا تساوي شيئ من بعده وانه لو عضم ف قفه فهي تريده وهنا اهمية ان يكون الانسان حيا حتي لو كان مجرد نفس
اريد ابويا منشال ف قفة
والراي منه والمشورة تكفي
اريد ابويا ف بردته نعسان
والراي منه والمشورة للزمان
نعود للام وان البيت اصبح خرابا من بعدها
ولدك عليك شرك اكمامه
انت عماد البيت وامامه
راحت وخلت بيتها خربان
حتي حمامها يبرج ع الحيطان راحت وخلت بيتها سايب
كانه وكاله وسيدها غايب
والبكائيات تعطي مكانة لللرجل وتعتبره كل شيئ ف حالة العزاء وتتصعب علي المتوفي الذي لا يترك ذرية من الرجال
هذه بكائية لامراة ماتت ولم تترك اولاد
مال الولية نعشها مايل مالهاش ولد وسط الرجال شايل
مال الولية نعشها بيميل مالهاش ولد وسط الرجال بيشيل
وعزي المعزي وترجع لورا مالهاش ولد رايحين نعزي مرة
حاسب عليها يا منزلها مالهاش ولد اوعك تبهدلها
وهنا بكائية تشعرك بمدي حزن الاطفال علي ابيهم وان الحياة من بعده لا تساوي شيئ
خدنا معاك علي طرف نبوتك
دحنا صغار وما نقدرو نفوتك
خدنا معاك علي طرف مزراجك
دحنا صغار ما نحملو فراقك
خدنا معاك ف مخاليكم
والراي منكم والوفا ليكم
وتنادي دائما البكائية الميت وتكلمه وكان لا تصديق بحادثة الوفاة وتذكر هذه المرثية محاسن الميت
مال المصلي ما صلي
ابريجه انكسر والا استخار الله
مال المصلي اليوم ما جاني
ما ليت البريج النهاردة بالعاني
طريح الجومع تبكي عليه وتنوح
تبكي علي من كان ياجي ويروح
قوم صلي يابو صلاة حلوة
وبريج المصلي مسنود ف الخلوة

هل صحيح ان الموت لم يعد له الرهبة التي كانت له في الماضي؟

اولا لك الشكر والتقدير على هذا الموضوع الرائع القيم حقا

ثانيا القضية ليست قضية رهبة الموت

الحياة الدنيا قد شغلت هذه الاجيال وانستها الاخرة

كيف لا يكون للموت رهبة ( اللهم هون علينا سكراته)

ان رهبة الموت موجودة ولكن لا ندركها حتى تاتينا لحظة الموت لان الحياة الدنيا قد شغلتنا

وفى الاخير

الله لا نسال ان يرحمنا يوم الحساب

وان يحشرنا فى الجنة ويرفقنا مع الاهل والاحباب

مشكووووووووووور جدا يا وليد علي تعليقك الرائع لانه اضافة مهمة للموضوع

وان من الشعر لحكمة ما اروع الابيات التي ذكرتها يا ابوفد

تمنياتى لك بالتوفيق يا نجم الغالى اشرف

بين الشعور بالوت او رؤية مظاهره وبين رغبة الانسان ف الخلود وشعوره الجامح بالحرية والقدرة علي تشكيل مصيره بيده يقف الانسان حائرا اليس كذلك