مش عارف أبدأ من فين 000 حيث الذى دفعنى الى تناول هذا الموضوع 000 ماتراه جميعاً فى قريتنا الحبيبة الرفشة 00أو فى كل مكان فى المجتمع 000 إنه مرض خطير لا يقل فتكاً عن الأمراض الخطيرة 00 هذا المرض ليس فى الجسد وإنما هو مرض إجتماعى وهو ( التلوث الأخلاقى ) حيث لغتنا وألفاظنا وعاداتنا كذلك سلوكنا نتاج بيئاتنا ومعتقداتنا فهذا كله يصب في الشكل التي تبنى عليه علاقاتنا فيما بيننا فهي تعطي الشكل الجميل والمنمق لظاهر هذه العلاقات اضافه إلى المضمون المعنوي بل المحسوس في عمق وصدق العلاقات ومنها تنساب إلى إعطاء صبغة لمجتمع أو أمه ووطن أو بلد.
أمة عربيه نشأت على لغة الخطاب المنبثق من المعتقدات التي تدين بها فركبت ألفاظها ومعاني كلماتها من أحرف تعطي كل واحد منها معنا جميلا عند ارتباطه بالحرف الأخر وهذا هو المطلوب----------- فأين نحن الآن من هذا؟
خطاب الناس في الشارع وكذالك أسلوب التعبير وطريقة النداء كلها تعبر إما عن فحش وبذاءة الكلام فهذا يعني دناءة في النفس وقله في الحياء . أما حلو ولطف الكلام فهذا يدل على علو وطيب في الخلق وحياء من النفس والناس بعد الحياء من الله تعالى.
هل الكلمات الجميلة قد انتهت ولم يعد لها وجود في أحاديثنا أم أن الكلمات والعبارات البذيئة هي التي تتصدر في أحاديث الجد والهزل وكذالك الخطاب معا .
إن الكلمات البذيئة تعبر عن تلوث في السمع وتلوث في اللفظ الذي يعكس عن تلوث في النفس وهذا كله دليل التلوث الأخلاقي الذي بات منتشرا بين العديد من الشرائح في المجتمع وفي المدر سه وفي الجامعة وكذالك في المقاهي " والأخطر من هذا في الشوارع العامه وبصوت عال ليسمع الجميع مايتلفظ به وهو يفتخر بما يقول وقد نسي أحدهم الآداب العامه والقوانين والأعراف الأجتماعيه التي من المفترض أن تجعله منضبطا تجاه رد فعله أمام موقف قد تعرض له يرضيه كثيرا أوأزعجه كثيرا
والتلوث الأخلاقي كاد أن يكون صفه عامه وخاصه فيما الشباب.
فالسباب والشتائم حتى لوأدى الى المساس بالأعراض لم يعد مشكله عند البعض دون أي اكتراث من السامع (المقصود شتمه) بل يعد مزاحا إذا كان الأمر ضمن جو من المرح.
الأمر يتعلق بموضوع الشخصية وبناء تلك الشخصية , فمن هو المسؤول عن ذالك هل هما الأبوان, أم المجتمع بأكمله, أم المدرسة بحد ذاتها, أم القوانين الصارمة التي ماعادت صارمة على مثل هذا النوع من الأفعال الرعناء التي تؤدي إلى التلوث السمعي الذي يؤذي ويفسد على الكثير من الناس سعادتهم والذين لايزالون يحتفظون بضوابط الخلق الحسن.
فالتلوث الأخلاقي بكافة أشكاله بدا في النهاية نوع من التلوث السلوكي والانحراف مثل ارتياد الأماكن الفاسدة وتناول المخدرات بل إلى الاتجار بها لأنه كما قلنا إذا كان وعائك فاسدا فلن يتدفق منه إلا الفساد والداء .
أخي القارئ إن الكلام الطيب والجميل يؤثر حتى في الزهور والورود فالزهرة التي تنظر اليها وأنت تمجد خالقها وتتمتع بجمالها وترسل لها رسائل ايجابيه ستكون أكثر نضارة من الزهرة الأخرى التي تنظر اليها وأنت تريد أن تقتلعها وتنعتها بالزهرة القبيحة وهي تتلقى منك رسائل سلبية .
فما بالك بالفرد الذي هوصديقك واخيك وزبونك وابنك ابنتك وتلميذك وموظفك وخادمك وكل مجتمعك أليس من واجبك نحوهم أن تملأ مشاعرهم وتصب في أسماعهم أحلى وأعطر العبارات التي تبنى فيهم العزة والثبات والثقة بالنفس وحب الانتماء إلى كل ماهو ايجابي فتبنى النفوس وتعلو الهمة وينضج الفكر ويرتقي الاهتمام لتصل إلى مجتمع يعمل مع دولته لبناء وطنه ليكون لبنه صالحة في بناء هذا المجتمع الكبير وكما قال الشاعر:
إنما الأمم ألأخلاق مابقيت إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولنعلم جميعا أن كل مخلوق من حولنا يسبًح بحمد ربه ولكننا لانفقه تسبيحهم "فمن المؤكد أن كل من يسبًح بحمد الله يستاء لدى سماعه الكلمات البذيئة والسلبية .
روى أبو سلمه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحياء من الإيمان والإيمان من الجنة"والبذاءة من الجفاء والجفاء في النار) أخرجه حسن والبيهقي وقال حديث حسن.
وأخيرا وليس أخرا إن الحديث عن تلوت الأخلاق لاينتهي إلا إذا بدأنا العمل بالوقوف في وجه هذه الظاهره السيئه التي لاتتوافق مع الفطره السليمة وأبدلناها بظاهرة الأخلاق الحسنه من ألفاظ جميله ومعاني ايجابيه وابتسامة دائمة مع الدعاء لكل من يؤدي إلى الأخر معروفا . وذلك بالتعاون مع جميع الجهات الرسمية والطوعية والفاعلة وكل من يغار على نفسه وأسرته وأولاده وأمته وبلده فنرجو من الله التوفيق ومن كل صاحب همة وفكر متيقظ أن يكون عونا لعملنا.