نتناول هنا علاقة الزعيم بشعبه التي تتراوح بين الحب والكره وعلاقة الاب بابنه الذي يحب اباه ويكرهه من خلال قصة(الرحلة)التي كتبها يوسف ادريس قبل وفاة الزعيم عبد الناصر بثلاثة اشهر وهي تتنبا بوفاته لانه في هذه الفتره اشتد عليه المرض بشكل واضح
يقول الابن وهو يحمل جثة الاب والاب هنا هو الاب المستبد بس عادل او هو زعيم شعب او شيخ قبيلة يقول(انت وانا ومن بعدنا الطوفان لا تخف سنرحل حالا الي بعيد بعيد الي حيث لا ينالك او ينالني احدالي حيث نكون احرار تماما)وهنا يتناول علاقةحب الابن لابيه او الشعب لزعيمه يقول الابن(اعرف انك تفضل اللون الكحلي ها هو البنطلون اذن السترة فانا اعرف طبعك لست بالغ الاناقة لكنك ترتدي دائما ما يجب انت لا تعرف اني احب شعرك خفيف هو كانه صنع ليخفي صلعتك هو سهل التمشيط بيدي سامشطه حتي هذا النوع من الشوارب احبه هكذا رايك مئات المرات هكذا احببت كل ما تفعل حتي اصبح عادة)هكذا كان الابن او الشعب يحب اباه ويري ان الشعر هو شعر ابيه وان الشنب هو شنب ابيه والبدلة بدلة ابيه ويري العالم كله من خلال ا ابيه توحد كامل ف الاب
ويكمل يوسف ادريس القصة فيقول تنطلق العربة وهي التي تحمل الجثة تنطلق كا لسهم رغم اشارات المرور رمز لانطلاق الحياة رغم قسوة وصعوبة كل شيئ ويتحدث الابن قائلا(كنت تريدني ان اكون انت واريد ان تكون انا هكذا تطابقنا وها نحن نطير وبالعربة وبك اطير(رغم هذا التطابق الا ان الابن يقول للاب انت من جيل القطار الذي لا يعرف الاعبوديتهويقول الابن عن نفسه انا من جيل الحرية لقد كان الابن يحب اباه ويخافه في نفس الوقت نفس موقف الشعب من الرئيس عبد الناصر يقول الا بن(انت الوحيد الذي كنت اخافه ف الدنيا كنت دائما في بيتنا تربطني تشدني اني الف واعود وكان لي في بيتنا جذر الان جذري معي انا النبات الذي تحرر وانطلق(يقصد بعد الوفاة تحرر وانطلق بعد ان كان يخضع لسيطرة الزعيم او الاب خضوعا كليا وصور الابن نفسه كالمربوط
يقول الابن (وداعا يا سيدي يا ذا الانف الطويل) والانف الطويل هنا رمز القوة والكبرياء ويعاتب الابن اباه قائلا(لماذا كنت تصر دائما ان اتنازل عن رايي لماذا كرهتك احيانا)ورغم هذه المشاعر بالفرحة الا ان هناك حزن كبير لغياب الاب او الزعيم يقول الابن (مستحيل يقتلونني قبل ان ياخذوك مني ففي موتك موتي وف اختفائك نهايتي)وهنا نلاحط توحد وحب الابن وهو اصبح يحب الاب ويري كل شيئ من خلال الاب كل شيئ الا ان صوتا داخليا داخل الابن او داخل الشعب يقول له يجب ان تكون انت لا تكون سجين للاب هنا تنشا الكراهية وينشا الصراع ويكون الشعور مزيج من الحب والكره وتظهر وتطفو علي السطح حسب الظروف
يقول الابن في لحظات الوداع الاخيرة(حزين للفراق وهذا مؤلم سعيد بالخلاص منك)بعد كتابة هذه القصة مات عبد الناصر بثلاثة اشهر وكتب يوسف ادريس في جريدة الاهرام نفس ماكتبه ف القصة قال(يا ابانا الذي في الارض يا صدرنا الكبير الحزين اصبحت الدنيا لاول مرة بلا عبد الناصر ونحن لم نتعود ابدا ان نتنفس هواء لا يتنفسه هو ولا ان ننام الا ونحن نحس انه هناك في في كبري القبة ولا ان نستقبل الصباح الا علي صوره وابتسامته