عبدالعال القاضى مشرف مميز
مساهماتي : 274
نقاط : 144470
السٌّمعَة : 20
العمر : 35 المزاج : حسب احوال الطقس
| موضوع: السبت أول السنة, ماذا يخبئ القدر؟ 2011-01-01, 10:51 am | |
| أمس كان الجمعة, جمعنا آلام سنة وألقيناها في جوف النسيان, واحتفظنا بالمسرات خضراء في الذاكرة ربما استدعيناها في الليالي المعتمة تفتح ثقبا من الضوء, وحين انتصف الليل هلل الناس علي كل شبر من الأرض.
والواقع أنهم كانوا يصرخون ويضحكون بطعم البكاء ويرقصون من الألم وإن تصورناها بهجة! عام من العمر انسلخ وولي هاربا مثقلا بكثير من الأحزان وقليل من الأفراح, يتبادل الرجال التهاني بإضافة سنة الي الجبين, وتتبادل النساء التعازي, فتجاعيد الزمن وخطوطه علي الأبواب ولكنهن يخفين هذا الخوف بمرح مشروخ ورقص الي حد الغياب علي موسيقي تشبه وداع الثور المترنح في الحلبة الاسبانية بشهقات مكتومة. السبت أول السنة, وسنة بعد سنة تكبر خبراتك والبلهاء فقط لا يتعلمون, والأغبياء تتشابه أيامهم والزمن نهر دائم الجريان لا يتوقف عند أحزانك, وكل شئ يصبح ذكري بعد قليل, وتتحول في نهاية الأمر الي مستودع ذكريات, العقلاء يتأملون ويتساءلون ولا يكفون عن السؤال ويأتي القلق في نومهم علي شكل سؤال يوقظهم طالبا الإجابة بإلحاح, البسطاء يتركون دفة الأيام( مطرح ما يودي الريح) يخاصمون الشقاء ويعانقون الهناء, فهم في الحياة كمالة عدد, انهم يعيشون ليأكلوا, واذا دق سؤال علي بابهم طردوه, وربما أوسعوه ضربا, الحياة نفسها مسرحية عبثية بلا مخرج أو نص وديكورها الأشجار والأنهار ومؤثراتها الصوتية الريح والمطر والبرق والرعد والسيول, وكلنا نمثل علي خشبة الأرض ليلا ونهارا والعرض مستمر وناجح وتتغير المشاهد مرة واحدة مطلع كل سنة.. النقاد يتفلسفون ويكتبون عن الحتمية والصدفة ولعبة الأيام ولا أحد يلتفت الي هذا الهراء إلا قليلا, فنحن( نمثل) من شقشقة الفجر حتي سرير النوم ندور في ساقية الزمن معصوبي العينين. السبت أول السنة وحفنة من الأسئلة قد تعترض طريقك اذا كان الذكاء قرينك: هل مازلت مندهشا بقلب طفل, فتؤثر فيك الصدمات وتترك آثارا فوق روحك؟ ألم تفطن أن مساحة الشر تكبر والخير يتقلص؟ هل تحيا بخوف يلازمك كظلك وهل عرفت سر الخوف الدائم؟ هل تعرف ما تريد أم لم تتعرف بعد علي ذاتك؟ مم تهرب وهل مبرر الهروب أكبر منك؟ هل استرحت علي شاطئ المرأة أم حملتك أمواجها وأدمت الصخور قدميك؟ عم تبحثين؟ عن ثروة, عن حب؟ عن شهرة؟ عن حنان؟ ما سقف طموحاتك؟ بكم قناع تخرج كل يوم وتتنكر من خلاله؟ هل مازلت تصدق احساسك مهما اثبتت لك الأيام خطأ بوصلته؟ كم صديقا لك لا تسأله متي ستغدر؟ هل تخلصت من تراكمات الألم في طفولتك أم تصاحبك رحلة الأيام؟ كم مرة وقفت أمام مرايا النفس وذقت طعم اللوم؟ هل اصابك فيروس الغرور لتحفر قبرك بنفسك؟ هل حياتك سلسلة من التحديات الشخصية تريد بها أن تثبت لنفسك أنك عنتر زمانك؟ هل تتقنين فن الاصغاء أم حكاياتك سيرة فوق الشفاه؟ السبت أول السنة, ماذا يخبئ القدر؟ سؤال قد لا ننطق به, لكنه يرسم الحيرة فوق الوجوه, نسأل الأبراج عنا وعن مصائرنا وأي الكواكب سيسبح في سماء هذا العام, نبحث عن التقويمات الفلكية والصينية ونهرع الي العرافين وقارئي الكف باحثين عن تنبؤات ترضينا وتأتي وفق هوانا, رغباتك وطموحاتك تتصدر مآربك, قد تملك كل شئ وتريد المزيد وقد لا تملك شيئا وترضي, بني آدم مايملاش عينه إلا التراب, دنيا قلابة فيها عجوز يحيا مائة عام بأمراض شيخوخته وفيها طفل السابعة يصاب بورم في المخ, انها ارادة الله, ولكن إيمان الناس ضعيف.. تجري انهار حياتنا وفق سيناريوهات إلهية ويداعبنا الغرور بامتلاك الكون فنلهث ونعبث, وتظل مشيئته هي الكلمة, العقلاء يمتثلون والجهلاء يخربون ولا تحيا الأمم بالكسل أو الاستغراق المطلق في الدين, فالدين عند النمور الآسيوية هو العمل, بيوت الله يعمرها الايمان والسعي, قد يشرب العالم كله نخب العام الجديد ويودعون وقائع عام مضي, وتظل أنت كونا مستقلا وهي قارة تحت الاحتلال, أنت تبكي من الفرح وغيرك يبكي من الألم, أنت تحيرك ثروتك وغيرك يحيره فقره, دنيا موزاييك, لا تثبت علي لون أو حال. السبت أول السنة, اسأل روحك: هل سكنت جراحك؟ هل تكرر أخطاءك؟ هل ضقت ذرعا بمبادئك؟ هل تعيش اللحظة؟ هل أشقاك الحب؟ هل تنتظر ما لا يأتي؟ هل أنت بحار تائه؟ هل تتلون وفق ألوان الطيف البشري؟ وأنت هل تغارين من أخريات؟ هل يقتلك الحنين للمجهول؟ هل أنت حشرة أم فراشة؟ هل في عينيك حسرة؟ هل تهربين من الأسئلة بالمنومات؟ هل تبحثين عن أقراص النسيان؟ هل تخافين من الغد؟ من يسرق منك الفرح؟ هل تدركين: لكل شئ ثمن؟. السبت أول السنة, هدايا بابا نويل طيرت النوم من عيون الأطفال, بقي أن تمنح الكبار نوما عميقا, هدايا توقعتها للكبار: محبة بين الناس, احترام الصغير للكبير, المال ليس السيد, الحياة قصيرة مهما طالت, لا مفر من حساب النفس, الكلمات أحذية المعاني, الكبرياء ليست التكبر, القلوب وما تهوي, الفضيحة هي السكوت علي الفضيحة, لا تزرعه فيبتلعك, الجحود آفة نفس, طاقية الاخفا لا تجلب راحة. السبت أول السنة, صرنا جزرا متباعدة فمتي نقترب؟ صرنا كلابا مسعورة فمتي نكف عن النباح؟ صرنا الغازا محيرة, فمتي نتعرف علي لغزها؟ صرنا نفوسا معقدة فمن يفك ضفائرها؟ صرنا الجرح والسكين فمن يفصل الداء عن الدواء؟ صرنا أوراما علي قدمين فمتي يتدخل المشرط, صرنا لهبا ملتهبا فمن يطفئ النار؟ من يطفئ النار؟ ومن يصد رياح العولمة قبل أن تقتلع القيم من الجذور؟ ومن يشعل حرائق الحب في القلوب المعتمة..؟
| |
|
ابو فهد البرغوتى مشرف مميز
الجنسية : مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساهماتي : 1054
نقاط : 146439
السٌّمعَة : 21
| موضوع: رد: السبت أول السنة, ماذا يخبئ القدر؟ 2011-01-01, 1:51 pm | |
| المتائلق ديما عبد العال القاضى تحياتى ليك ياغالى مرة تانى وحشنا ووحشانة مواضيعك كل عام وانت والاخوة فى منتدانا الجميل بالف خير وسعادة بس متغبش تانى كتير علينا موضوع جميل تسلم ايدك على الاختيار وجزاك اللة الف خير | |
|
سيف المنشاوى رفشاوي اسطورة
الجنسية : مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساهماتي : 1342
نقاط : 163575
السٌّمعَة : 20
العمر : 54 العمل الترفيهي : http://www.tvquran.com
المزاج : http://www.tvquran.com
| موضوع: رد: السبت أول السنة, ماذا يخبئ القدر؟ 2011-01-01, 6:09 pm | |
| جميل يا اخ عبد العال القاضى مشكور موضوع جميل تحياتى | |
|