الماجيك رفشاوي دائم الابداع
الجنسية : مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساهماتي : 721
نقاط : 142153
السٌّمعَة : 20
العمر : 42
بطاقة الشخصية العمل الترفيهي: (1/1)
| موضوع: الايام دول 2011-01-08, 11:11 pm | |
| الأيام دول
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذه الدنيا ميدان تنافس وصراع وجنودها المتنافسون فيها هم أهلوها الذين يعيشون على هذه الأرض والصراع بينهم سجال فمرة يسبق هؤلاء ومرة يسبق غيرهم .والحياة ليل ونهار وإقبال وإدبار وصحة ومرض وراحة وتعب وفوز وفشل وبضدها تتميز الأشياء فلولا لذعة الحرمان ماذاق المرء لذة الفوز والوصول ولولا وخزة الألم والعلة لما عرف المرء فيه الصحة والعافية ولولا مرارة الفشل والهزيمة لما أحس المرء بمتعة النجاح والتوفيق . ولذلك كان من الواجب على الإنسان أن يعيش في الحياة مستعدا لملاقاة الأحوال المختلفة والظروف المتباينة وتدرعا بقلب المؤمن وعزيمة الصبور وأمل المؤمن الذي ينتزع النجاح من بين أنياب الفشل وينتظر الضياء خلف الظلمات ويحسن احتما الصعاب ليمهد طريقه إلى غايته ومأموله لأنه لاحياة مع اليأس ولايأس مع الحياة . وهناك فريق من الناس يظنون الحياة لا ويريدونها على الدوام طريقا مفروشا بالورود والرياحين والحرير فإذا أصابتهم أزمة أو نالتهم صدمة ركنوا إلى اليأس وسقطوا في هاوية القنوط فقد يرسب الطالب في الامتحان وقد يفشل الرجل في صفقة أو عمل وقد يصاب المرء في هزيمة أو مصيبة فتنهار الأعصاب وتنسد منافذ الحياة فينفرط العقد حتى ترى الدنيا كلمات بعضها فوق بعض . ولولا تذكر هؤلاء أن الليل مهما طال يعقبه نهار وضاح ، وأن الفشل قد يكون أخصب مزرعة ثمرات التوفيق وأن الغمرات تقبل على الأبطال ثم تنجلي ويبقى الأبطال كما هم ، وأن فترات من الزمان تمر على الرجال ببأسائها ـــ لتمحيص نفوسهم وتتبلى عزائمهم فتزيدهم خبرة وتمحيصا لو تذكر هؤلاء ذلك لتقلوا أمانيهم من صعوبة أو تعويق بعزم من حديد وصبر جميل والله سبحانه وتعالى يرشد عباده المؤمنين إلى إحسان الظن بربهم وإن نرجو ماعنده وأن يؤمن الجميع بقضاء الله وقدره ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) . ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وماننزله إلا بقدر معلوم ) . ووصف الله عباده المؤمنين بعدم اليأس والضعف والاستكانة والضعف ( وكأين من نبي قاتل معهم ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وماضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ). وتاريخنا مليء بمواقف المصابرة والمغالبة والمواصلة للأعمال والجهود والمقاومة لليأس والمكافحة لأسباب الضعف والمغالبة للفشل ألم تسمعوا إلى موقف المسلمين يوم أحد في وقت كثرت جراحاتهم واشتد الأمر عليهم وصرخ رأس الكفر أبو سفيان ( إن الحرب سجال يوم بيوم بدر أعلى هبل ) . أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهون عليهم ويبعث الأمل والثقة فيهم فقال قم ياعمر فأجبه فقل ( الله أعلى واجل لاسواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ) . ويصرخ أبو سفيان ( إن لنا العزى ولاعزى لكم ) فيقول الرسول الكريم ( الله مولانا ولامولى لكم ) . ويؤذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج لملاحقة العدو حتى لايظن بهم الضعف واليأس وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يخرج إلا من حضر غزوة أحد وذلك لتقوى معنوياتهم ويعتزوا بأنفسهم وخرجوا فأرهبوا العدو إرهابا شديدا . وفي الخندق يوم أحاطت أحزاب البغي والطغيان مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون القضاء عليه وعلى المسلمين قال تعالى ( إذا جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ) . ومع ذلك صبروا وصابروا وجاءت عاصفة فشتتت شمل الكفار وعقب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعقيبا يبعث الأمل ويقوي النفوس فقال ( الآن تغزوهم ولايغزونا نحن نسير إليهم ) . وتحقق وعد رسول الله فتوالت انتصارات المسلمين حتى كان الفتح المبين . وفي الحديبية تفرض على المسلمين شروط ظاهرها القسوة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلها ويصير عليها لبعد نظره ويقينه بوعد ربه ونصره ويشتد الأمر على المسلمين حتى قال عمر ( علام نعطي الدنية في ديننا ) . ويجيب الرسول ( أنا عبد الله ورسوله ولن أخالف أمره ولن يضيعني ) . ويرجع المسلمون بلا عمرة ويظن البعض الظنون بهذا الرجوع ويرونه هزيمة وانكسار وفي الطريق ينزل القران على النبي الكريم يفتح أبواب الأمل ويطرد مافي نفوسهم ويصور هذه الشدة خيرا ونصرا ويعدها قنطرة للفوز والغلبة ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا ) . أيها الأخوة وإن الطريق المحفوف بالمصاعب والأشواك هو المؤدي إلى المجد والرفعة . فليقبل على الحياة إقبال المغالبة والمناضلة في عزيمة وإيمان . ولنستلهم العبر من أوقات المحن ( استعن بالله ولاتعجز ) ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) ( فصبروا على ماكذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) . فإذا اشتد الكرب جاء الفرج وإذا أسود الظلام جاء النهار يمحوه بنوره وضيائه ( حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) . فثقوا أيها المسلمون أن فرج الله قريب ونصر الله أقرب . ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ... ) . ولنؤمن دائما بأن الله معنا وأنه هو هادينا ومنزل نصره علينا ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) . فلا بد من مجاهدة أنفسنا وأطرها على الحق لتحصل لنا هداية الله ومعيته سبحانه وتعالى .
|
| |
|