{ بسم الله الرحمن الرحيم }
{ والتين والزيتون} هذا قَسَم من الله -جل وعلا- بالتين
وهو الفاكهة المعروفة، وبالزيتون وهو الذي يستخرج منه
الزيت وهو أيضا معروف، وهذا هو الأظهر من كلام العلماء -
رحمهم الله جل وعلا- لأن الله -جل وعلا- خاطبنا باللسان
العربي المبين
{وطو سينين}هذا هو طور سيناء الذي كلم الله -جل وعلا-
عليه كليمه موسى -عليه السلام
{وهذا البلد الامين} وهو البلد الحرام مكة، قد سماه الله -
جل وعلا- أمينا؛ لأن الناس يأمنون فيه، ولهذا كانوا يأمنون
فيه في الجاهلية وفي الإسلام، قد بينه الله -جل وعلا-
في القرآن كثيرا،
{لقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم} وهذا الخلق من الله
-جل وعلا- في أحسن تقويم تقدم بيانه.
ثم قال -جل وعلا {ثم رددناه اسفل سفلين} يعني: أن الله
-جل وعلا- بعد أن خلق الإنسان في أحسن تقويم يرده
إلى النار، وهي أسفل سافلين،
{ الا اللذين ءامنوا وعملوا الصالحات} فهؤلاء لا يردون إلى
أسفل سافلين، وإنما يردهم الله -جل وعلا- إلى جنات
النعيم
{فلهم اجر غير ممنون } والأجر غير الممنون هو الذي لا
ينقطع أبدا،
{ ما يكذبك بعد بالدين , اليس الله بأحكم الحاكمين } هذا
الخطاب اختاره ابن جرير -رحمه الله- وجمهور علماء اللغة،
اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، إلى أن قوله -جل وعلا
{فما يكذبك بعد بالدين } أن المخاطب بذلك النبي -صلى
الله عليه وسلم-؛ لأن أصل الخطاب للنبي -صلى الله عليه
وسلم-، والإنسان لم يخاطب في هذه الآية؛ لأن أول الآية
{ الم نشرح لك صدرك } وهذا خطاب للنبي -صلى الله
عليه وسلم-، ولم يخاطب الله -جل وعلا- الإنسان في هذه
الآية .