[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عندما شرعت أسطر هذا المقال سيطرت علي حالة من الارتباك والخوف والتردد ..
القلب تتسارع خفقاته وحشةً ورهبة .. والعبرات تكاد تخنقني خوفاً و وجلاً ..
والتردد ينتابني حياءً ... فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم وأجلّ ..
كيف بي وأنا سأصف حجم مخلوق لم يخلق مثله في الوجود .. مخلوق شرفه الخالق
عن سائر مخلوقاته بوظيفة لم تتكرر في سائر العهود .. مخلوق ليس له نظير ولا
شبيه بين الشهود .. كيف بي وأنا سأقترب من الجبار جل علاه في سماه للحديث
عن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذي وسع السموات والأرض! .. مهمة كبيرة جليلة شريفة أتشرف بها ما حييت .. والله أسأل أن يحرم وجه كاتبها وقارئها وناشرها عن النار.
*****
وبسم الله نبدأ ..حتى لا نتيه بين المسافات والأحجام لنتفق (بيني وبينك)
على وحدة قياس منها المبتدأ وإليها المنتهى .. ولنفترض أن مساحة مسجدكم
2500م مربع بينما مساحة المسجد الجامع في حارتكم 10,000م مربع أي يكبره
بثلاثة أضعاف، بالمقابل مساحة مصلى العيد في مدينتكم 40,000م مربع أي يكبر
المسجد الجامع بثلاثة أضعاف، ولكن هذا الكبير سيصبح صغيراً عند مقارنته
بمساحة المسجد النبوي 302,500 م مربع حيث يكبر المسجد النبوي مصلى العيد
بثمانية أضعاف، والمسجد النبوي يساوي 121 مسجداً كمسجدكم في الحي! أرأيت
عظمة مساحة وحجم المسجد النبوي؟.
*****
:. ونبقى في سياق المقارنات .. فعلى اعتبار أن مساحة المدينة المنورة 500
كم مربع فإنها تكبر المسجد النبوي بـ 1667 ضعفاً! والجزيرة العربية
(مساحتها 3,100,000 كم مربع) أكبر من مساحة المدينة المنورة بـ 6200 مرة!
وفوق كل كبير أكبر منه فمساحة قارة آسيا أكبر من مساحة الجزيرة العربية بـ
14 مرة! أما مساحة كوكب الأرض فأكبر من مساحة آسيا بـ 11 مرة! فيا صاحبي
أخبرني أين موقع مساحة مسجدكم من مساحة كوكب الأرض؟ إذ مساحة الأرض تكبر
مساحة مسجدكم بـ 204,028.800.000 مرة فسبحان الله والله أكبر لا شيء يذكر
أمام كوكب الأرض! .. ولكن هل كوكب الأرض أكبر شيء في الوجود؟ بالتأكيد لا
.. فالله تعالى خلق كوكب المشتري أكبر من الأرض بـ 1300 مرة!!.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم كوكب المشتري العملاق مع كوكب الأرض والذي
يفوقها بـ 1300 مرة!! *****:. وكوكب المشتري العملاق يعتبر قزماً أمام
الشمس، التي تكبر الأرض بـ 1,300,000 مرة .. بعبارة أخرى إذا تخيلت أن
الشمس بحجم كرة السلة فإن الأرض ستكون بحجم رأس القلم فحسب! {أَأَنْتُمْ
أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} .. في منزلك قارن حجم الإضاءة
والتكييف مع حجم غرفتك فستجد أنها لا تشكل 0.1% .. بينما نجد أن حجم الشمس
والتي نستمد منها الإضاءة والحرارة أكبر من حجم كوكب الأرض بل والكواكب
مجتمعة بآلاف المرات!! فهل سألت نفسك يوماً ما الحكمة في كل هذه العظمة؟ ما
الحكمة في حجمها؟ وما الحكمة في قوة أتونها ونارها؟ .. إن وجدت الإجابة
فأخبرني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صورة مركبة بمقياس رسم حقيقي تجمع كوكب الأرض مع الشمس
ويتضح لسان ناري يكاد ينفصل عن الشمس، وحجمه من الكبر والعظمة ما هو كفيل
أن يلف كل كواكب النظام الشمسي وليس الأرض فحسب! فأي هول هذا؟ وأي نار هذه؟
وأي مشهد تطيش له العقول {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا
خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا
بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ
رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ}. *****:. وتبقى الشمس العظيمة المهيبة نجماً
متواضعاً عند مقارنتها بنجوم أخرى أودعها الخالق في سمائه وقال لنا
{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا
وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}فلما نظر الإنسان وجد أن نجم
الشعرى اليمانية Sirius ألمع نجم في السماء ويكبر شمسنا بنحو 8 مرات، وصدق
الخالق المالك المدبر {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}.. ولتسأل نفسك
الآن ماهو حجم كوكب الأرض من الشعرى اليمانية؟ (الشعرى أكبر من الأرض بـ 10
مليون مرة) منها تدرك حجمك الحقيقي أمام عظمة خلق الله {أَوَلا يَذْكُرُ
الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً}.
*****
:. {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ} إذا أمعنا النظر أكثر في
السماء عبر البصر والبصيرة سنجد أن نجم الهنعة Pollux هو أكبر من شمسنا
بنحو 512 مرة وأكبر من أرضنا بـ 663 مليون مرة، فلا إله إلا الله والله
أكبر وأعظم .. أما نجم السماك الرامح Arcturus فأكبر من شمسنا بـ 30 ألف
مرة، وأكبر من أرضنا بـ 40 بليون مرة .. أما نجم رجل الجوزاء Rigel فهو
أكبر من شمسنا بـ 343 ألف مرة، وأكبر من أرضنا بـ 400 بليون مرة!!.. أما
نجم بيت الجوزاءBetslgeuse فأكبر من شمسنا بـ 274 مليون مرة، لذا فهو أكبر
من أرضنا بـ 355 ترليون مرة!! {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ
مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صورة بمقياس رسم حقيقي تضم نجوماً عملاقة مقارنة بنجوم قزمية كشمسنا ...
لاحظ أن النجوم العملاقة ستصبح قزمية في الصورة التالية. *****:. النجوم
أفران نووية مخيفة ومهيبة يتفطر لها قلب الإنسان هولاً وخوفاً عندما يتأمل
ويتدبر ويتفكر بحجمها أو موقعها {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} .. الصورة التالية تعجز
الكلمات البشرية عن ترجمتها ووصفها وبيانها .. ولن يفي أبعاد الصورة
الحقيقية إلا خالقها عز وجل حيث قال: {أأنتم أشد خلقاً أم السماء؟}صدق
الخالق العظيم .. هل أتاك نبأ النجم الأحمر العملاق المسمى أنتيرس Antares
(قلب العقرب)؟ والذي يكبر الشمس بـ 343 مليون مرة!!، ويبعد عنا 600 سنة
ضوئية (5,676,480,000,000,000كم)! .. والمخيف أنه لو افترضنا أن نجم أنتيرس
Antares العملاق حل مكان الشمس لبلع كل من عطارد والزهرة والأرض والمريخ
وما بينهما من فضاء وسماء نظير حجمه المتعاظم الذي يفوق الشمس بـ 343 مليون
مرة! وأنتيرس أشد إشعاعاً من الشمس بـ 10,000 مرة!! ألم يسألكم خالقكم
{أأنتم أشد خلقاً أم السماء؟} وسأجيب بالنيابة عنكم: السماء بلا جدال ولا
كلام! أشد منا خلقاً والذي خلقها أشد منها .. فارحمنا برحمتك يا أرحم
الراحمين.[/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم شمسنا (نقطة لا تكاد ترى) مقابل نجم أنتيرس
Antares (قلب العقرب).. ربِّ أشهدك أني آمنت بك خالقاً مالكاً مدبراً لا
شريك لك .. فأعتقني من نيرانك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ورة بمقياس رسم حقيقي تجمع شمسنا مقارنة بـنجم السماك الرامح مع نجم أحمر
عملاق أنتيرس Antares (قلب العقرب) والخط المتقطع يمثل مدار المريخ
افتراضاً وكيف سيصبح داخل جرم النجم العملاق لو حلَّ مكان شمسنا بينما مدار
الأرض والزهرة وعطارد ستكون داخلة في حجم نجم أنتيرس من باب أولى{قُلِ
انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ}.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صورة بمقياس رسم حقيقي يطيش لها العقل ذهولاً تضم عدة نجوم عملاقة مع قزمية
كشمسنا {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
*****
>> تنويه: أخي وأختي القارئة .. إذا كنت تعتقد وتظن أن الخلق والكون
أصغر من ذلك بكثير، وأن ما ذكر محض الخيال والمبالغة وأنها أرقام بدون رصيد
ولا تؤمن بها .. فإنني أنصحك ألا تكمل قراءة الموضوع! .. فحتماً لن يسعفك
ذهنك ولا قلبك على التصديق .. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (ما أنت
بمحدث قوماً حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة).
>> لحظة .. قبل أن تغادر في الصورة التالية وهي حقيقية، قم بتكبير
الصورة ثم حاول عد النقاط المضيئة (وكل نقطة عبارة عن نجم) واللبيب
بالإشارة يفهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صورة حقيقة لمربع محدود من السماء توضح نجوماً لا تعد ولا تحصى {أَوَلَمْ
يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ
مِنْ شَيْءٍ}.
*****
:. ما سلف كان جانباً يسيراً ضئيلاً صغيراً من ملكوت الله في سمائه .. وهي
بضعة نجوم مختلفة الأحجام تمت المقارنة بينها وبين شمسنا .. والسؤال الذي
يبرز هنا ماذا وراء ذلك الخلق العظيم؟ وهل نجم أنتيرس Antares (قلب العقرب)
الأحمر العملاق هو أكبر نجم في الكون تم اكتشافه؟وهل عدد نجوم السماء
الدنيا محصور؟ وكم عددها؟ وما الحِكم الكونية في كون كوكب الأرض متناهي
الصغر؟ وهل نحن وحدنا في هذا الكون؟ ولماذا حجم كوكبنا مقارنة بالسماء ضئيل
جداً جداً؟ ولمن خُلق هذا الكون العظيم؟ ولمن خلقت كل هذه النيران
والأفران النووية؟ والتي تفوق الشمس بالملايين، وما الحكمة من وجود بلايين
النجوم في مجرتنا؟ أسئلة مشروعة ومستمدة من قوله تعالى: {الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا
خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
*****
:. الآن أدعوك إلى التعرف على أكبر نجم مكتشف حتى الآن هو VY Canis Majoris
ويبعد عنا 5 آلاف سنة ضوئية ويفوق الشمس حجماً بـ 9,261,000,000 أي 9
بليون و 261 مليون مرة !!!! {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. هل تريد معرفة حجم أرضنا عند هذا
العملاق؟ عفواً قد لا تسعفنا الحسابات ولا الأرقام للمقارنة ولكن حسبك
بقوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونٍَ}.
ولو افترضنا أن هذا النجم حل مكان شمسنا لبلع كلا من: عطارد والزهرة
والأرض والمريخ والمشتري ووصل إلى حدود مدار زحل!! حتى أن الضوء على سرعته
(300,000 /ثا) يستغرق أكثر من 8 ساعات ليكمل دورة واحدة حول محيط النجم
العملاق.
*****
:. وحتى تدرك عظمة الخالق في خلقه، لو افترضنا أنك تسير بسرعة 5كم في
الساعة وبدون توقف لاستغرقت سنة من أجل الدوران على محيط الأرض فقط، بينما
من أجل الدوران حول محيط الشمس ستحتاج إلى 104 سنوات!! بينما الطواف حول
محيط أكبر نجم مكتشف يستغرق 217 ألف سنة!!! أرأيت مخلوقاً بهذا الحجم؟ وكم
يا ترى تساوي الأرض عند هذا النجم؟ وما الحكمة في التفاوت والتباين الكبير
بين أحجام النجوم؟. ولعل هندسة السماء الكونية اقتضت وجود نجوم عملاقة
خيالية لداعي التوازن في الجاذبية الذي يمنع السماء أن تنهار{وَالسَّمَاءِ
ذَاتِ الْحُبُكِ} {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ
تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} ولله في خلقه شؤون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مقارنة بمقياس رسم حقيقي بين شمسنا وأكبر نجم مكتشف في الكون.
*****
:. النجوم هي وحدة بناء المجرات .. ومجرتنا مجرة التبانة تحتوي على ملايين
بل بلايين النجوم والشموس! .. وهذه المعطيات الرقمية ليست نظرية وإنما
مشاهدة حقيقية .. ويقدر العلماء طول مجرة التبانة بـ 100,000 سنة ضوئية1 أي
ما يعادل 945,424,051,200,000,000 كم (تسعمائة وخمس وأربعين كوادرليون
وأربعمائة وأربع وعشرين ترليون وإحدى وخمسين بليون ومائتين مليون كم) ويقدر
عدد نجومها بين 200 - 400 بليون نجم. وفي السماء الدنيا بلايين المجرات
وكل مجرة تحتوي على بلايين النجوم!! .. والعلماء كلما طوروا مناظيرهم
العملاقة اكتشفوا المزيد والكثير من المجرات العظيمة .. وحجم السماء أكبر
وأعظم من أن يستوعبه العقل البشري أو يدركه الذهن الإنساني بل ولا حتى
الحاسب الآلي .. ويكفي أن نذكر هنا أن متوسط قطر المجرات يساوي 30,000 سنة
ضوئية .. بينما تقدر المسافة الوسطية بين كل مجرتين بـ 3 مليون سنة ضوئية!
فعندها ندرك قوله تعالى {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} فجعلها واسعة
الأرجاء ممتدة البناء لحكمة شاءها خالق الأرض والسماء {وَمَا خَلَقْنَا
السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ} بل السماء {رَفَعَهَا
وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}.
****
:. وعلى مستوى الكون المكتشف والمنظور (فقط) فإن أحدث تقدير علمي لعرض
الكون يقدر بـ 156 بليون سنة ضوئية2 أي
1,474,861,519,872,000,000,000,000كم (واحد سبتليون وأربعمائة وأربع وسبعين
سكستليون وثمانمائة وواحد وستين كونتليون وخمسمائة وتسع عشرة كوادرليون
وثمانمائة وأثنين وسبعين ترليون كم!!!!!) .. ألم أقل لك سلفاً إذا لم تصدق
ما بين يديك فاصرف عينيك .. وما زال الحديث عن (بعض) ما نبصر فما بالك بما
لا نبصره {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ}. (لا
تخبر أحداً عن هذا الرقم حتى لا يتهمونك بالجنون).
*****
:. الحقيقة أن الكلمات وحتى الأرقام تعجز عن وصف سعة الكون وما يختزنه من
خلق عظيم ومدهش .. وعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .. والتدبر في خلق
الله والتفكر في الكون والتأمل في الوجود حتماً يرسخ الإيمان في القلوب،
فيتعاظم خالق الوجود فيه فيدفعه ذلك إلى الخشوع والإذعان له سبحانه وتعالى
وهو أولى من الجماد {وْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ
لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).
*****
:. هذا هو الموجود المخلوق فكيف بالموجد الخالق؟ هل شرقتم بحجم ومساحة وسعة السماء المنظور؟ أتريدون أن تقرؤوا عن مخلوق يتيم يكبر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والأرض؟ ولم يشاهده من البشر أحد، ولم يخلق مثله في الوجود أبدا، ودونك
وصفه من الواحد الأحد حيث قال: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ} .. سبحان الله والله أكبر وأجل وأعظم، خلق من خلقه يسع كل ما
أدركناه وما لم ندركه، وما أبصرناه وما لم نبصره، وما صدقته عقولنا وما لم
تصدقه .. فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم وأجل أي كرسي هذا؟ وأي خلق
عظيم مهيب مخيف هذا؟ {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ
خَلَقْنَا}.
*****
:. الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، والعرش ما العرش؟ وما أدراك ما العرش؟
أعظم وأكبر من الكرسي قال ابن عباس رضي الله عنه (الكرسي موضع القدمين
والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى). وقال الحبيب عليه الصلاة والسلام:
(ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على
الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة) تأمل مقارنة المصطفى عليه الصلاة
والسلام بين الكرسي والعرش .. وتدبر وحدات القياس التي استخدمها بأبي هو
وأمي.. شيء يفوق حجماً وهولاً صور المقارنة بين النجوم السالفة الذكر .. بل
ويؤكد بشكل غير مباشر صحة الأحجام والمسافات التي تحدثنا عنها سلفاً ..
كما يؤكد أن ما لم نبصره من الخلق أعظم مما أبصرناه وفي هذه المقالة عرضناه
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا
خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ}.
*****
:. صاحبي .. أكيد أنك نسيت مساحة مسجدكم! .. وهل يجوز لك بعد المقارنات
العظيمة السالفة أن تقارن مساحة مسجدكم أو كوكبكم أو شمسكم أو مجرتكم أو
حتى سمائكم بكرسي الرحمن!!!؟ فضلاً عن عرش الرحمن!!؟ فإذا كان هذا هو الخلق
فكيف بالخالق الجبار {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا
يَصِفُونَ} و {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ
عَمَّا يَصِفُونَ} و{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ
لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}.
*****
:. أختم بجانب تطبيقي في هذا السياق .. فعندما تتأمل حجمك وقوتك وحيلتك
وحضارتك مقارنة بخلق الخالق فهل يبقى في قلبك خوف من أحد سواه؟ وهل يبقى في
صدرك حب لغيره؟ وهل يبقى في فؤادك شريك معه؟ وهل يتعلق القلب خوفاً وحباً
ورجاءاً وأملاً بسواه؟ وهل يستحق أحد غيره أن يصرف له الدعاء؟ .. وعندما
يهتز الإيمان ويضعف بسبب إنسان أو شيطان فتذكر حجمه في هذا الوجود مع
الجبار المعبود فتزول الأعراض وتحور وفي بحر الإيمان تذوب .. وفي ختام هذا
المكتوب يبشرك صاحب العطاء والجود بـ {سَابِقُوا ..}{وَسَارِعُوا إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}. وعلى المكاشيت نلتقي فنستقي ونرتقي. ملاحظة:
صور النجوم المعروضة في المقال ثنائية الأبعاد وهي صالحة للمقارنة بين
قطرين وليس بين حجمين إذ أن الأخير يتطلب صوراً لأبعاد ثلاثية. *
السبتليون: واحد وبجانبه 24 صفراً. * سكستليون: واحد وبجانبه 21 صفراً. *
كونتليون: واحد وبجانبه 18 صفراً. * كوادرليون: واحد وبجانبه 15 صفراً. *
ترليون: واحد وبجانبه 12 صفراً.
د. المسند
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم ـ السعودية
[/size][size=21][size=21]روى ابن حبان وصححه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: يا أبا ذر: ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة
بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة. قال الحافظ ابن
حجر في الفتح: وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح
عنه.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره .
أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم . .
قال ابن مسعود : " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم ، إلا كان لبعضهم فتنة "
أخرجه مسلم في " مقدمة صحيحه " ( 1 / 108 – نووي ) ، وعبدالرزاق في " مصنفه
" ( 11 / 286 ) – ومن طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 9 / 151 /
8850 ) ، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي " ( 2 / 108 / 1321 ) ،
والسمعاني في " أدب الإملاء والاستملاء " ( ص 60 ) – ، والرامهرمزي في "
المحدث الفاصل " ( ص 577 ) ، وابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " ( 1 /
539 و 541 / 888 و 892 ) ، والبيهقي في " المدخل " ( 611 ) .
من موقع الاسلام سؤال وجواب
ما هو الفرق بين الكرسي والعرش ؟
الجواب :
الحمد لله
الكرسي هو موضع قدمي الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه ، والعرش أكبر من الكرسي .
والعرش هو أعظم المخلوقات ، وعليه استوى ربنا استواءً يليق بجلاله ، وله قوائم ، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخلق .
وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً .
وهذه أدلة ما سبق مع طائفة من أقوال العلم :
عن ابن مسعود قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل
سماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي
والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه
شيء من أعمالكم . رواه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 105 ) ، والبيهقي في "
الأسماء والصفات " ( ص 401 ) .
والأثر : صححه ابن القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية " ( ص 100 ) ، والذهبي في " العلو " ( ص 64 ) .
قال الشيخ ابن عثيمين :
هذا الحديث موقوف على ابن مسعود ، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها
، فيكون لها حكم الرفع ، لأن ابن مسعود لم يُعرف بالأخذ من الإسرائيليات .
" القول المفيد شرح كتاب التوحيد " ( 3 / 379 ) .
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل هذا الحديث :
... التاسعة : عِظَم الكرسي بالنسبة إلى السماء .
العاشرة : عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي .
الحادية عشرة : أن العرش غير الكرسي والماء .
" شرح كتاب التوحيد " ( ص 667 ، 668 ) .
وعرش الرحمن هو أعظم المخلوقات ، وأوسعها .
قال تعالى : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم } [
المؤمنون / 116 ] ، وقال تعالى { وهو رب العرش العظيم } [ التوبة / 129 ] ،
وقال تعالى { ذو العرش المجيد } [ البروج / 15 ] .
قال القرطبي :
خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه .
" تفسير القرطبي " ( 8 / 302 ، 303 ) .
وقال ابن كثير :
{ وهو رب العرش العظيم } أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش
العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما
فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء
، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 405 ) .
وقال رحمه الله :
{ ذو العرش } أي : صاحب العرش العظيم العالي على جميع الخلائق ، و{ المجيد }
: فيه قراءتان : الرفع على أنه صفة للرب عز وجل ، والجر على أنه صفة للعرش
، وكلاهما معنى صحيح .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 474 ) .
والمجيد : المتسع عظيم القدر .
عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الناس
يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم
العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور " . رواه البخاري ( 3217 ) .
وللعرش حملة يحملونه .
قال تعالى : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون
للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك
وقهم عذاب الجحيم ) [ غافر / 7 ] .
وهم على خِلقة عظيمة .
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُذِن لي أن
أحدِّث عن ملَك من ملائكة الله من حملة العرش ، إنَّ ما بين شحمة أذنه إلى
عاتقه مسيرة سبعمائة عام " .
رواه أبو داود ( 4727 ) .
والحديث : قال عنه الحافظ ابن حجر : وإسناده على شرط الصحيح .
" فتح الباري " ( 8 / 665 ) .
والعرش فوق الكرسي بل فوق كل المخلوقات .
قال ابن القيم :
إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون
محيطا به ، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على
المحاط به ، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها ، ولما
كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها ، ولما كان العرش محيطاً
بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة ولا
يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له .
" الصواعق المرسلة " ( 4 / 1308 ) .
7. والعرش ليس هو المُلْك وليس هو الكرسي .
قال ابن أبي العز الحنفي :
وأما من حرَّف كلام الله وجعل العرش عبارة عن الملك ، كيف يصنع بقوله تعالى
: { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } [ الحاقة / 17 ] ، وقوله { وكان
عرشه على الماء } [ هود / 7 ] ؟ أيقول : ويحمل ملكه يومئذ ثمانية ، وكان
ملكه على الماء ويكون موسى عليه السلام آخذا بقائمة من قوائم المُلْك ؟ هل
يقول هذا عاقل يدري ما يقول .
وأما الكرسي فقال تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } [ البقرة / 255 ] ،
وقد قيل : هو العرش ، والصحيح : أنه غيره ، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله
عنهما وغيره روى ابن أبي شيبة في كتاب " صفة العرش " والحاكم في " مستدركه
" وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في
قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أنه قال : " الكرسي موضع
القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى " .
وقد روي مرفوعاً ، والصواب : أنه موقوف على ابن عباس ...
قال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما
الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض " .
.. وهو كما قال غير واحدٍ من السلف : بين يدي العرش كالمرقاة إليه .
" شرح العقيدة الطحاوية " ( ص 312 ، 313 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
هناك من قال : إن العرش هو الكرسي لحديث " إن الله يضع كرسيَّه يوم القيامة " ، وظنوا أن الكرسي هو العرش .
وكذلك زعم بعض الناس أن الكرسي هو العلم ، فقالوا في قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أي : علمه .
والصواب : أن الكرسي موضع القدمين ، والعرش هو الذي استوى عليه الرحمن سبحانه .
والعلم : صفة في العالِم يُدرك فيها المعلوم . والله أعلم .
القول المفيد شرح كتاب التوحيد