مُنَاى من الدنيا عُلُومٌ أبُثُّهًا وأنشُرُهًا فى كلِّ بادٍ وحاضِرِ
دعاء إلى القرآن والسنة التى تناسى رجالٌ ذِكْرَهَا فى المَحَاضِرِ
وقد أبدلوها بالجرائد تارة وتِلْفَازِهِم رأسِ الشُّرور المناكِرِ
ومِذْيَاعِهِم أيضا فلا تنس شَرَّهُ فكم ضاع من وقت بها بالخسائر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أما بعد ،، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة فى النار .
الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله ، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، والله سبحانه وتعالى المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح نيتى وقصدى فيما آتى وأذر فى قولى وعملى .
اعلم - يرحمك الله – أن القضية الأولى لكل إنسان حى والحقيقة الكبرى فى الكون أنه لا رجعة للدنيا بعد الموت ولا فسحة للتوبة بعده ، فكل إنسان سيموت ، قال تعالى { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [ آل عمران 185 ] .
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } [الأنبياء 34 ] , { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } [الزمر 30 ].
فالموت حق لا مجال للنجاة منه ، فهو سنة ثابتة مطلقة ماضية إلى يوم القيامة ، وبعد الموت لا مجال لأحد أن يصحح ما أخطأ فيه فى هذه الحياة الدنيا ،فالحياة الدنيا هى الفرصة الوحيدة للإنسان لكى يقرر فيها ما يعتقد وما يدين الله رب العالمين به .
فهذه كلمات قليلة كتبتها لأتناول فيها ما ينبغى على العبد أن يعتقد فى الله تعالى إجمالًا ، مأخوذة ممن بارك الله فى علمهم أئمة الهدى والدين – جزاهم الله خيرًا عن الإسلام وأهله - .
فالبدار البدار ... إلى ما يجب عليك أن تعتقد من قبل أن يأتى الموت بغتة ، فحينئذ يقول المفرط :{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [المؤمنون 99 – 100] .
أو يكون فى ذلك الموقف الرهيب ....
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا } [ الفرقان 27-29 ] .
{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [ الذاريات 50 ] .
واعلم أننى لم أعن فيها الإستيفاء ولكن قصدى أن أقرب مهمات مسائل العقيدة بأبسط ما يكون من الإيجاز ، كتبتها تذكرة لنفسى أولًا ثم من شاء الله من إخوانى المسلمين ، فإن وافقت نفسًا صالحة لها أخذت أخذت هذا الموجز فكثرته ، وهذا المجمل ففصلته ، ومن أخذ بها انتفع ونفع .
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعز دينه ويعلى كلمته ، وينصر عباده الصالحين ، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ، ويذل فيه أهل الفسق والبدع ، ويؤمر فيه بالمعروف ، وينهى فيه عن المنكر ، وأن يحمع الله – تعالى – كلمة المسلمين على الحق ، كما أسأله تعالى أن يجعل عملى كله صالحا ولوجهه خالصا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .