يبدو أن اللعنات المتوالية على المنتخب الفرنسى لم تكن رحيمة به وبجماهيره فى مونديال جنوب أفريقيا، فقد دفع ثمن لعنة تأهله غير الشرعى إلى كأس العالم بسبب لمسة اليد الواضحة للفرنسى تييرى هنرى فى الملحق أمام أيرلندا التى قادت الديوك للمونديال، ثم لعنة استبعاد النجوم العرب من منتخب الديوك بسبب تعنت ريمون دومينيك المدير الفنى لمنتخب بلاده لكونهم عربا، وتجرع مرارة الخسارة المذلة أمام المكسيك فى الجولة الثانية لمباريات الدور الأول بالمجموعة الأولى بهدفين نظيفين دون أن يقدم أى أداء يذكر له فى المباراة واقترابه من وداع المونديال مبكرا.
وواجه دومينيك حملة انتقادات شرسة بسبب استبعاده النجوم العرب الذين يلعبون للمنتخب الفرنسى أمثال سمير نصرى نجم أرسنال الإنجليزى وصاحب الأصول الجزائرية، الذى تألق مع فريق مرسيليا قبل رحيله لأرسنال ومثل المنتخب الفرنسى فى ١٥ مباراة دولية، وكريم بنزيمة لاعب ريال مدريد الإسبانى صاحب الأصول الجزائرية أيضا والذى سجل ٨ أهداف فى ٢٧ مباراة دولية، وتألق بشكل واضح مع ناديه الأصلى ليون الفرنسى قبل رحيله إلى أسبانيا، وهناك أيضا حاتم بن عرفة لاعب مارسيليا الفرنسى وصاحب الأصول التونسية.
وكان النجوم العرب بمثابة تميمة الحظ لمنتخب فرنسا على مدار العقود الماضية، إلا أن قرارات دومينيك التى وصفتها بعض وسائل الإعلام الأوروبية بالعنصرية من استبعاده لنجوم مع أنديتهم لمصلحة لاعبين أقل منهم قيمة لكونهم من أصول عربية.
وضم المنتخب الفرنسى نجوما عربا على مدار العقود الماضية ومنذ أيام الاستعمار الفرنسى أمثال بن مبارك المغربى الأصل الذى تألق بشكل كبير فى مرسيليا ثم استاد رين، ومثل بن مبارك المنتخب المغربى من عام ١٩٣٥ إلى عام ١٩٣٨، ثم المنتخب الفرنسى من عام ١٩٣٨ إلى عام ١٩٥٤ حيث كان مسموحا آنذاك بأن يلعب اللاعب فى أكثر من منتخب، وشارك معه فى ١٩ لقاء دولياً.
وعلى غراره جاء صبرى اللاموشى التونسى الأصل الذى لعب للعديد من الأندية الفرنسية مثل أوكسير وموناكو ومرسيليا، وللمنتخب الفرنسى من عام ١٩٩٦ إلى عام ٢٠٠٠ فى ١٤ لقاء، ويأتى على رأس قائمة اللاعبين العرب الذين مثلوا فرنسا وتألقوا بقميصها النجم الأسطورى زين الدين زيدان صاحب الأصول الجزائرية الذى قاد منتخب فرنسا للقب كأس العالم ١٩٩٨، ثم المباراة النهائية فى مونديال ٢٠٠٦ بألمانيا قبل أن يخسر الديوك بركلات الجزاء بعد خروج زيدان مطرودا، وأحرز زيدان الذى مثل المنتخب الفرنسى فى ١٠٨ مباريات ٣١ هدفا من عام ١٩٩٤ إلى عام ٢٠٠٦.
وتأتى اللعنة الثانية المتمثلة فى التأهل غير الشرعى للفرنسيين بعد أن لمس هنرى الكرة بيده فى المباراة الفاصلة مع أيرلندا ليمررها إلى وليام جالاس محرزا هدف التعادل لفرنسا ليصعد بها للمونديال، ورغم احتجاجات أيرلندا على اللعبة، رفض الفيفا تظلم الأيرلنديين، ليذهب المنتخب الفرنسى إلى جنوب أفريقيا وسط دعوات الأيرلنديين بعقاب سماوى يبرّد نارهم المشتعلة من حسرتهم على مشاهدة فرنسا فى التلفاز وعدم لعبهم بكأس العالم.