بعد فترة هدوء نسبي، عادت أجواء التوتر تخيم على العلاقات المصرية السورية خلال الأيام الماضية، وسط محاولات من قبل أطراف عربية خاصة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل جمع الرئيس المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد في لقاء واحد لتنقية الأجواء وعودة العلاقات إلى سابق عهدها.
وذكرت صحيفة القدس العربي، أن القاهرة أبدت انزعاجها من تصريحات وزير الإعلام السوري محسن بلال، الذي وجه انتقادات حادة ولاذعة لمصر وسياستها الخارجية وقياداتها، عندما تحدث لوسائل إعلام ومحطات تلفزيونية سورية ولبنانية.
وكان وزير الإعلام السوري قال قبل حين: "إنه رفض زيارة مصر والمشاركة في اجتماعات وزراء الإعلام العرب، بسبب رفض سوريا مجمل المواقف والسياسات المصرية التي تباعدت كثيرًا عن المواقف والشأن العربي".
ووجه الوزير السوري انتقادات حادة لمجمل السياسات التي تعادي سوريا، بحجة استقبال مصر رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، والذي تصنفه دمشق على رأس قائمة المعارضة اللبنانية ضد سوريا.
فيما أكدت مصادر سياسية مصرية أن هذه التصريحات أحدثت شرخًا جديدًا في العلاقات، حيث لم تكن تتحسب القاهرة لمثل هذه التصريحات من قبل مسؤولين سوريين، وأنها لا تعكس وجهة نظر الوزير بلال وحده، وإنما تعكس مواقف الحكومة والقيادة السورية.
وحسب صحيفة - القدس العربي - فإن مبارك لم يتجاوب مع وساطة قام بها العاهل السعودي مؤخرًا لترتيب لقاء بينه وبين بشار الأسد في شرم الشيخ، الأمر الذي أثار حالة من عدم الارتياح لدى العاهل السعودي، حتى أنه لم يقم بزيارة الرئيس مبارك بعد عودته من رحلته العلاجية إلى ألمانيا.
وكان الرئيس السوري قد أبدى رغبته في زيارة الرئيس المصري للمرة الأولى منذ أكثر من 4 سنوات لتقديم التهنئة إلى مبارك على نجاح العملية الجراحية التي أجراها في مارس بألمانيا، ولكن الزيارة الغيت بسبب عدم ترحيب الجانب المصري بها - حسب ما جاء في الصحيفة - .
الجدير بالذكر ان الرئيس المصري استقبل العديد من الزعماء العرب عقب عودته من رحلته العلاجية، وكان لافتا ان العاهل السعودي لم يكن اولهم الامر الذي اثار العديد من التكهنات حول وجود توتر في العلاقات بين الرياض والقاهرة.
وتوقف الكثير من المراقبين عند زيارة جعجع الى القاهرة واستقبال الرئيس مبارك له، الأمر الذي أعطى رسالة ذات مغزى كبير للرئيس السوري تفيد بان القاهرة مازالت تدعم بقوة التيار اللبناني المعادي لسوريا.
وتعود الخلافات بين القاهرة ودمشق الى التباين في مواقف الطرفين حيال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 ، وغزة على التوالي، مما تسبب في تراشــــق إعلامي أدى الى تعميق الهوة بين الطرفين.
ولا تخفي مصر تخوفها من التقارب السوري الإيراني الذي تعتقد القاهرة أنه يفتح المجال للتدخل الإيراني في الشؤون العربية، لا سيما عبر تأثيرات إيران في الساحتين اللبنانية من خلال حزب الله، والفلسطينية من خلال حماس.
وأدى الخلاف المصري - السوري خلال السنوات الأخيرة، إلى تجميد التنسيق السياسي الثلاثي بين مصر والسعودية وسوريا بشأن قضايا المنطقة العربية.