أكد العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، أن أكبر المشاكل التى ستواجه الإنسانية فى تقدمها العلمي واكتشافاتها الجديدة هى المعتقدات الدينية والقيم و الأخلاق ، مؤكدًا أنه يجب ألا يستخدم الدين كأداة لمنع العقل من فهم الموضوعات العلمية واستكشاف الجديد في هذا المجال.
وشدد زويل على أن مصر لديها الكثير من الكفاءات الممتازة سواء من الشباب أو الأساتذة ولكن يجب توفير المناخ الجيد حولهم حتى يستطيعوا تحقيق الهدف من وراء أبحاثهم حتى لا تتحول إلى مجرد تجارب فاشلة، قائلاً "إنه لا يمكن لعالم مصري يعانى من ضيق الحال أن ينتج بحث علمى".
جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها العالم المصري بمكتبة الإسكندرية، الأربعاء، بمناسبة افتتاح جمعية عصر العلم، التي يرأسها الدكتور عصام شرف، وزير النقل الأسبق، وبحضور عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة هند حنفي؛ رئيس جامعة الإسكندرية، ونخبة من العلماء والباحثين والشباب الطموح.
وأكد زويل أن تحقيق التقدم المجتمعي لا يتطلب أجيالا كما يدعي البعض، وإنما أثبتت التجارب أنه يمكن تحقيق ذلك خلال 10 إلى 20 سنة، وذلك عبر أسس وقواعد علمية وفكر حديث، مدللاً على ذلك بـ"تايوان" التي زارها مؤخرًا ليجدها مختلفة جذريًا عن زيارته لها قبل 10 سنوات؛ حيث التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير والبحث العلمي القوي.
وصرح العالم الكبير، في محاضرته أنه سينشر بحث علمي في أغسطس القادم حول تصوير الذرّات والجزيئات وغيرها لأول مرة من خلال تقنية رباعية الأبعاد تقيس الثلاثة أبعاد إضافة إلى عامل الزمن، وذلك باستخدام ميكروسكوب إلكتروني متطور، مما سيفتح مجالاً علميًا جديدًا سيؤدي إلى حدوث تغيير جذري في الطب خلال السنوات القادمة، كما أنه سيؤدي إلى فهم كيفية عمل الأدوية، مما سيؤدي إلى خفض تكلفة إنتاجها، إضافة إلى العديد من الميزات الأخرى، ومنها المساعدة في إيجاد علاج لمرض الزهايمر.
ولفت زويل إلى ضرورة وجود الوعي لدى المجتمع بأهمية البحث العلمى ، والحاجة الدائمة إلى المعرفة ، مضيفًا أن البحث العلمى عبارة عن تجمع للعقول النابغة، التي يجب أن يتاح لها المناخ المناسب دون وجود قيود حتى تصل للنتيجة المأمولة، مؤكدًا أن المستقبل الآن يتجه نحو علوم النانو تكنولوجى والمعدات التكنولوجية الحديثة التى تساعد فى الوصول إلى أشياء لم نكن نعرفها من قبل.
يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اختار العالم المصري أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري العلوم والتكنولوجيا التابع للبيت الأبيض، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات.
ووصف البيت الأبيض زويل بأنه شخصية علمية رائدة تحظى باحترام واسع، ليس فقط بسبب علمه ولكن أيضاً لكونه صوتاً للعقل في الشرق الأوسط.