نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مقالاً للكاتبة "سمادار بري" تحدثت فيه عن الأنباء التي تداولتها الصحافة في الأيام الخيرة بشان صحة الرئيس حسني مبارك.
تقول الكاتبة أنه لا حديث الآن في القاهرة إلا مسألة صحة الرئيس مبارك والرئيس القادم لمصر حتى أصبحت تلك والأحاديث وكأنها حدث قومي يُحتفى به كل ثلاثة أو أربعة أشهر.
وأشارت إلى أن الحديث عن صحة مبارك كَثُر بعد الوعكات الصحية التي ألمت بالرئيس مبارك وبعد التعب الذي أصابه في البرلمان واختفاءه عن الإعلام منذ سنتين حتى الجراحة التي أجراها مؤخراً في ألمانيا، وإلغاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للقاهرة مرتين خلال أسبوع.
ولفتت إلى أنه لابد من النظر بواقعية للمسألة حيث أن الرئيس مبارك في عمر 82 سنة ولن يمكث طويلا بيننا وعلى هؤلاء الذين يتأهبوا لإعلان رحيله أن يضعوا بعض الحقائق في الحسبان.
وتحدثت الكاتبة عن أن القانون في مصر يحظر الحديث عن صحة الرئيس ويهدد من ينشرون تلك الشائعات بالحبس.. فمنذ سنتين حكم على إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور بالحبس بسبب عنوان دراماتيكي عن غياب مبارك الذي أحدث هبوطاً حاداً في مؤشر البورصة في ذلك الوقت وتسبب في أضرار قدرت بعشرات الملايين من الدولارات، ورفض مؤسسة الرئاسة الحديث بشفافية في هذا الأمر.
وكشفت الصحيفة أن جريدة السفير اللبنانية الوثيقة الصلة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت أول من تناول "الجدول الطبي للرئيس مبارك وكذلك مزاعم الاستخبارات السورية أن الرئيس مبارك سيطير سراً للعلاج في ألمانيا".
وقالت إن المؤسسات السياسية المصرية متمثلة في مؤسسة الجيش وأجنحة الاستخبارات ومجتمع رجال الأعمال يعرفون تماماً أن "تفاصيل (يوم ما بعد مبارك) معلومة جيداً" ويعلم كل مسئول كبير في مؤسسة الرئاسة الدور الذي سيقوم به في ذلك اليوم.
وتقول الكاتبة أن كل تقرير عن صحة مبارك يطبع في إسرائيل يأخذ طريقه للميديا العربية التي تؤكد بدورها على أن الموساد لديه آخر الأخبار، وأن المجتمع ألاستخباراتي الإسرائيلي على اتصال مع الأطباء، وأن الصحفيين الإسرائيليين يحصلون على تقارير إلكترونية من المراكز الرئيسية للموساد.
وقالت إن تصريح الدكتور مصطفى الفقي أحد مساعدي مبارك السابقين بأن الرئيس القادم لمصر سيكون مباركاً من الإدارة الأمريكية والمجتمع الإستخباراتي الإسرائيلي وهو ما سبب لغطاً كبيراً في الشارع المصري. ولم يعلن الرئيس مبارك حتى الآن إن كان سيخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل أم لا.
وختمت الكاتبة مقالتها أنه بعد منع تداول تقارير حول هذا الشأن والجهود المبذولة لمعرفة هوية من سيخلف الرئيس مبارك نحتاج إلى أن نتركهم وحدهم، ولا يجب علينا أن لا نخبر أحد بانطباعات نتنياهو بعد زيارته لمبارك لان هذا سيكون غير مفيد للعلاقة بين البلدين ونعرف أن عصر ما بعد مبارك سيأتي ونعرف أن الخطط المحتملة موضوعة.