نشرت صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية تقريراً تحدثت فيه عن العلاقة بين صحة الرئيس حسني مبارك والزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متسائلة عن سبب اعتماد إسرائيل إلى مصر لدفع عملية السلام والأهداف وراء تلك الزيارة التي أرجأت مرتين .
وقالت الصحيفة إن "الأنباء المتواترة عن صحة الرئيس مبارك دفعت نتنياهو لزيارة القاهرة انطلاقا من شعوره بضرورة إحراز تقدم في محادثات السلام قبل أن يطرأ أي تغيير محتمل على نظام الدولة المجاورة".
وأضافت أن " نتنياهو كان بحاجة إلى هذه الزيارة كي يظهر للإسرائيليين في الداخل بأن عملية السلام تسير في المسار الصحيح، وهو ما قد يعزز نفوذه على شركائه في التحالف الهش، وخاصة وزير الخارجية إفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا الذي شعر بالاستياء من قرارات نتنياهو الأخيرة".
ونقلت الصحيفة قول المحلل في شؤون الشرق الأوسط بتل أبيب مائير جيفدانفر رأى أن "أهداف الزيارة موجهة لأغراض داخلية، وأن نتنياهو يريد تخفيف الضغط الأمريكي والحد من نفوز ليبرمان".
ورأت الصحيفة أن مصر التي طالما كوسيط إقليمي على مدى فترات طويلة، إلا ألن دورها تجاوز ذلك، وأشارت أن نفوذ القاهرة في جامعة القاهرة يجعل منها حليفا أساسيا للفلسطينيين الذين بدؤوا في الفترة الأخيرة يرتكنون على الجامعة لتعزيز أي قرار جوهري من جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن يتعلق بالتفاوض مع إسرائيل.
وبرهنت الصحيفة على رأيها بأن الجامعة العربية وفرت أوائل هذا العام غطاء للفلسطينيين حين شرعوا في التفاوض الغير مباشر مع الإسرائيليين رغم عدم تجميد الأنشطة الاستيطانية التي تقوم بها الدولة العبرية.
ونقلت الصحيفة تصريحات سابقة للوزير الفلسطيني السابق قدورة فارس بأن "السلطة الفلسطينية تصغي جديدا للمصريين وعلى تنسيق كامل مع الحكومة المصرية".
ونسبت إلى الوزير الفلسطيني السابق قدورة فارس قوله إن السلطة الفلسطينية تستمع للمصريين "ونحن دائما ننسق مع الحكومة المصرية"، مشيراً غلى عدم مقدرة السلطة الفلسطينية إقناع الفلسطينيين ببدء التفاوض المباشر مع إسرائيل وأنها ستلجأ للجامعة العربية ومصر من أجل عودة المفاوضات المباشرة.
ونقلت الصحيفة أيضا قول ديفد ماكوفسكي، وهو أحد مؤلفي كتاب عن عملية السلام، حمل عنوان "الأساطير، الخداع والسلام" إن مبارك هو الشخص الوحيد القادر على تعبئة العرب لتوفير الدعم الذي يحتاجه عباس للجلوس على طاولة المفاوضات وإجراء مباحثات مباشرة مع الإسرائيليين".
وزارنتنياهو القاهرة الأحد وناقش مع الرئيس مبارك سبل إسراع وتيرة الدخول في محادثات مباشرة مع الفلسطينيين، وصرح قبيل الزيارة " أعرف أن مصر مهتمة بدفع العملية الدبلوماسية ونحن كذلك وآمل أن نجد - بعد اجتماعي بالرئيس أوباما في واشنطن - سبلا مشتركا لتحقيق هذا الهدف المشترك".
وكانت زيارة نتنياهو لمصر قد أرجئت مرتين وثارت تكهنات عما إذا كان السبب في ذلك خلافات في وجهات النظر بين الجانبين.
واجتمع نتنياهو مع المبعوث الأمريكي للسلام للشرق الأوسط جورج ميتشل للمرة الثانية خلال زيارة ميتشل الحالية للمنطقة للتوسط في جولة أخرى من المحادثات غير المباشرة التي تهدف إلى فتح السبيل أمام إجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين.