قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن التحالف غير الرسمي بين جماعة الإخوان المسلمين والمدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي الذي يترأس الجمعية الوطنية للتغيير يمثل أكبر تهديد لهيمنة الحزب الوطني الحاكم على المشهد السياسي المصري.
ورأت الصحيفة الأمريكية في تقريراً نشرته يوم الخميس أن تحالف (البرادعي - الإخوان) من أهم اللاعبين المعارضين الموجودين في الشارع المصري حالياً قبيل حلول موسم انتخابات مجلس الشعب المقرر إجرائها مع نهاية السنة الحالية وانتخابات الرئاسة التي ستجرى السنة المقبلة.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الحملة الإعلامية التي دشنها نشطاء بالحزب الوطني الحاكم لدعم ترشيح جمال مبارك الرجل الثاني بالحزب ما هي إلا تأكيداً على تخوف النظام الحاكم من تحالف (البرادعي - الإخوان) وتأثيره على خطط الحزب.
وقالت الصحيفة إنه لا يمكن اعتبار تحرك تلك المجموعات الداعية لترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية رغم اتخاذ الرئيس مبارك قراراً بعدم خوض انتخابات الرئاسة المقبلة إلا دليلا إضافيا على القلق الذي صدّره تحالف (البرادعي - الإخوان) ودعوات التغيير التي ينادي بها التحالف إضافة إلى القوى السياسية والوطنية المعارضة لنظام الحكم.
ولفتت الصحيفة إلى الخلاف الأيديولوجي بين الدكتور البرادعي وجماعة الإخوان المسلمين، وقالت إن الصورة ليست وردية تماما بالنسبة لهذا التحالف الذي تم إطلاقه في شهر يونيو الفائت، عندما أعلن مرشد الإخوان العام الدكتور محمد بديع انضمام الجماعة رسميا إلى الجمعية الوطنية للتغيير واتجاهها لجمع التوقيعات على (بيان التغيير ومطالب الإصلاح السبعة).
وترى الصحيفة الأمريكية المحافظة أن هناك نقاط خلاف كثيرة بين أفكار طرفي تحالف (البرادعي - الإخوان) – علمانية ولبرالية البرادعي في مقابل الخلفية الدينية لجماعة الإخوان المسلمين - رغم توافق الطرفين على ضرورة الوقوف في وجه النظام الحاكم لمنع تمرير الحكم لجمال مبارك.
وفي السياق ذاته، شككت "وول ستريت جورنال" في مدى استعداد الدكتور البرادعي لخوض غمار معركة الرئاسة، في ظل عدم تقديمه لمكاسب يمكن أن يحصل عليها الإخوان المسلمين من تحالفهم ومساندتهم له.
يذكر أن مجلة "تايم" الأمريكية نشرت تقريراً في شهر أبريل الماضي حمل عنوان "المعارضة المصرية: هل ينضم البرادعي للإسلاميين"، قالت فيه إن مؤسس الجمعية الوطنية للتغيير الدكتور محمد البرادعي أدرك بشكل مباشر أن التحرك من أجل الضغط على النظام الحاكم لتعديل الدستور ورفع حالة الطوارئ والاستجابة لمطالب الإصلاح السبعة سيحظى بنجاح واضح حال انضمام كافة التيارات السياسية المعارضة بما فيها جماعة الإخوان المسلمين.
وجاء تحالف (البرادعي – الإخوان) لتحقيق أهداف مشتركة لدى الطرفين، فالبرادعي يحتاج إلى القاعدة الجماهيرية في الشارع، والإخوان يحتاجون إلى مظلّة شعبية وشخصية دولية ومجال للحركة المشروعة، خصوصاً مع اقتراب انتخابات مجلس الشعب.