على مدار الأسبوع الأخير طالعتنا العديد من الصحف والمجلات العالمية بالعديد من التقارير عن صحة الرئيس مبارك التي باتت حديث الساعة في القاهرة وعدد من العواصم الغربية والشرق أوسطية.. فها هي صحيفة "الجارديان" البريطانية تسير على نفس النهج هي الأخرى وتنشر تقريراً يوم الجمعة لأيان بلاك محرر شئون الشرق الأوسط بها عن صحة الرئيس مبارك. والظهور التليفزيوني الأخير له في ذكرى ثورة 23 يوليو.
يقول كاتب التقرير أن الرئيس المصري البالغ من العمر 82 سنة ويحكم مصر منذ 29 عاماً وفي العام الأخير من فترة رئاسته السادسة ظهر خلال الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو معتلاً وشاحباً بعد تأجيل العديد من جدول لقاءاته".
وأضاف أن تقارير عديدة تحدثت عن الحالة الصحية للرئيس مبارك الذي يقود الدولة الأكثر سكاناً وتأثيراً في العالم العربي والذي لم يعين نائباً يخلفه حتى الآن وصدرت بيانات عديدة من القاهرة تؤكد أن الرئيس بخير وبصحة جيدة لكنها أحدثت تأثيراً ضعيفاً أو لم تحدث تأثيراً من الأساس.
وأورد كاتب التقرير أنه رغم ذهاب الرئيس مبارك لإجراء جراحة في ألمانيا والإعلان عن ذلك في الصحف ووسائل الإعلام الرسمية، ولكن التكهنات بشأن اعتلال صحته زادت في الأسبوع الأخير بعد تأجيله للعديد من اللقاءات التي كانت موضوعة في جدوله وأيضا ظهوره على التليفزيون الرسمي في يوم الاحتفال بالثورة أكد هذه التكهنات.
وأشار إيان بلاك أن تقارير تحذيرية عديدة صدرت من جهات مختلفة تحدثت في هذا الصدد؛ فالأسبوع الماضي قالت صحيفة "السفير" اللبنانية أن مبارك سيعود لمستشفى هايدلبرج في ألمانيا لإجراء جراحة أخرى، وبعدها بأيام قالت "الواشنطن تايمز" وهي واحدة من أكثر الصحف الأمريكية محافظة، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية أن مبارك يعاني من سرطان في المعدة والبنكرياس وأن حالته متأخرة.
وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الفراغ السياسي الذي سيخلفه رحيل مبارك وهو ما فجر الغضب في القاهرة، وتسأل أحد كتاب الأعمدة الإسرائيليين المحسوب على الحكومة الإسرائيلية "لماذا نتتبع الأخبار التي تبثها وكالات الأنباء والصحف التي تتحدث عن تقارير إسرائيلية التي يرتبط (مبارك) معها بعلاقات وطيدة". وكذلك وصف أحد الدبلوماسيين العرب لمبارك بأنه "جثة تسير"، وقول مصدر موثوق فيه آخر "مبارك يتعاطى أدوية كثيرة، خاصة قبل ظهوره مع زائرين أو أن يظهر للعوام".
وقال التقرير أن "الحكومة المصرية - الراكدة في أفضل الأوقات – تقول أنها تشعر بأنه لا حاجة للرد عن أي تقرير عن صحة الرئيس. ونقلت قول مصادر لم تسميها في الإعلام الرسمي المصري أن الرئيس بصحة جدية ومازال يمارس لعبة الإسكواش.. ونقلت الصحيفة قول المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية سليمان عواد " النشاط المكثف للرئيس مؤخراً أفضل رد على مثل تلك القصص".
وأكد الكاتب أن صحة الرئيس مبارك من المحرمات "التابوهات" في مصر.. فمنذ سنتين تم الحكم بحبس رئيس تحرير صحيفة معارضة – الصحفي إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور - بسبب عنوان دراماتيكي عن غياب الرئيس مبارك الذي تسبب في هبوط حاد في البورصة المصرية.
وقال إن القضية التي يتم تداولها كثيراً الآن في مصر هي أن مبارك يحكم مصر منذ 29 عاماً وهو الآن في السنة الأخيرة من فترة حكمه السادسة، ولم يعلن إن كان سيخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل أم لا، وتبرز ثلاثة أسماء مرشحة لخلافة مبارك هي ابنه جمال ورئيس المخابرات عمر سليمان ذو الخلفية العسكرية مثل مبارك الذي كان قائدا للقوات الجوية إبان حكم الرئيس السادات، والدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية.