بدأت الحياة تعود لمطارات عدد من الدول الأوروبية بعد أسبوع من التوقف العام نتيجة الرماد المنبعث من بركان أيسلندا الثائر.
وتم فتح مطارات بريطانيا كلها في الوقت الذي كانت فيه بعض الرحلات الجوية قد غادرت مطارات باريس وامستردام وفرانكفورت في طريقها إلى بريطانيا ولكن سيظل مجال الطيران مغلقا في بعض أجزاء من ألمانيا وأيرلندا.
وكانت سحابة الرماد البركاني قد تسببت في إلغاء أكثر من 95 ألف رحلة جوية داخل أوروبا خلال الأسبوع الماضي وقد يستغرق الأمر أسابيع أخرى لإعادة الركاب إلى بلادهم.
ويقول علماء في أيسلندا إن البركان الثائر في جنوب البلاد مايزال يلفظ حمما بركانية والرماد البركاني شهد تراجعا إلا أن الأمر قابل للتغيير.
كما أعلن متحدث باسم وكالة حماية المدنيين في أيسلندا أن البركان فقد 80 بالمئة من قوته التي كان عليها منذ أسبوع.
وهناك مخاوف من أن يتسبب البركان الحالي في ثورة بركان كاتلا الأكبر والذي يقع بالقرب منه لكن مسؤولين قالوا انه لم يتم رصد أي نشاط لثورة هذا البركان الذي كانت آخر ثورة كبيرة له في عام 1918.
وقالت هيئة يوروكونترول المسؤولة عن مراقبة الملاحة الجوية في أوروبا إنه من المتوقع أن تقلع أكثر من نصف عدد رحلات أوروبا يوميا والتي تقدر بـ27.500 رحلة.
بدأت الطائرات تهبط في هيثرو بعد إعادة فتح مطارات بريطانيا
وأضافت الهيئة التي تتخذ بروكسل مقرا لها أنها متفائلة بعودة الأوضاع إلى طبيعتها خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جانبها فتحت بريطانيا مجالها الجوي في التاسعة من مساء الثلاثاء بتوقيت جرينيتش مما سمح للرحلات الطويلة بالهبوط في مطار هيثرو أكثر مطارات أوروبا ازدحاما وكانت أول رحلة قد وصلت هي الرحلة القادمة من فانكوفر بكندا.
وقالت هيئة الطيران في المملكة المتحدة إن حظر الطيران سيظل مفروضا في بعض المناطق غير الآمنة حيث تزداد بها كثافة الرماد البركاني.
بينما أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية انها تتوقع وصول نحو عشرين رحلة جوية قادمة من الولايات المتحدة وأفريقيا وآسيا صباح الأربعاء.
أما الخطوط الجوية الفرنسية فقد قالت إنها ستستأنف جميع الرحلات الطويلة ابتداءا من يوم الأربعاء على الرغم من توقف بعض رحلاتها إلى أجزاء من شمال أوروبا.
وفتحت أيضا جمهورية ايرلندا مجالها الجوي في حين أعادت النرويج فتح مجالها الجوي حتى منتصف ليلة الأربعاء.
ويظل المجال الجوي في فنلندا مغلقا بينما أعلنت هيئة الطيران في الدنمارك عن فتح مجالها الجوي ابتداءا من التاسعة صباح الأربعاء بتوقيت جرينتش.
وفي ألمانيا تم تمديد حظر الجوي حتي منتصف الليل على الرغم من السماح بطيران 800 رحلة جوية على ارتفاع منخفض كما أعادت بولندا المجاورة فتح مجالها في الخامسة بتوقيت جرينتش.
في الوقت ذاته حملت سفينة حربية تابعة للبحرية الملكية البريطانية 300 بريطاني كانت قد تقطعت بهم السبل في سانتاندر بشمال اسبانيا للعودة بهم إلى ديارهم.
كما غادرت مدريد مساء الثلاثاء أول دفعة من أسطول الحافلات التي وعدت بها الحكومة البريطانية للمساعدة في عودة المسافرين العالقين إلى منازلهم .
وكانت أسبانيا قد اقترحت على الدول الأوروبية استخدام المطارات الأسبانية التي تعمل بأكملها كمركز لحركة الملاحة القادمة إلى أوروبا.
وزراء النقل في الاتحاد الأوروبي حددوا مسارات لاستئناف الملاحة الجوية
هذا وقد أعيد فتح المجال الجوي في إيطاليا وشمال سويسرا في الوقت الذي تعمل فيه مطارات شمال ووسط السويد بصورة طبيعية على الرغم من إغلاق مطار ستوكهولم الرئيسي بسبب سحابة الرماد البركاني.
وفي الوقت الذي يسعى فيه وزراء النقل في الاتحاد الاوروبي للسيطرة على الوضع بتقليل حجم المناطق المفروض عليها حظر الطيران نفى سيم كالاس مفوض شؤون النقل بالاتحاد الأوروبي الاتهامات بأن الاتحاد الأوروبي اتخذ وقتا طويلا قائلا إن حياة الركاب كانت في خطر ..
من جانبه قال رئيس منظمة الطيران المدني الدولي روبرتو غونزاليس إن أنظمة رصد الاخطار التي تنجم عن النشاط البركاني كانت تعمل على نحو سلس ولكن هذا الاضطراب الذي وقع لم يسبق له مثيل مما يتطلب إنشاء شبكة عالمية لتحديد مستويات السلامة بصورة روتينية.
وأضاف جونزاليس أن هذا العمل سيتم بالتعاون مع العلماء والحكومات وشركات الطيران والشركات المصنعة للطائرات.