شهدت مقرات الحزب الوطني بعدد من ضواحي القاهرة والمحافظات تجهر عدد كبير من المواطنين على خلفية شائعة سرت كالنار في الهشيم خلال الأيام القليلة الماضية تفيد بمنح الحزب قروض ميسرة بدون فوائد تحت اسم قرض "جمال مبارك".
الشائعة كما سرت بين المواطنين تقول أن الحزب قرر منح هذه القروض بقيمة 6 آلاف جنيه للرجال و3 آلاف جنيه للسيدات على أن تسدد بدون فوائد وعلى أقساط شهرية بمعدل 100 جنيه كل شهر، نظير أن يوقع طالب القرض على استمارة تأييد لجمال مبارك كمرشح للوطني في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وفوجئ المسئولون بمقرات الحزب بطوابير المواطنين الذين لم يصدقوا نفي هذه الشائعات حيث أكد غير واحد من المسئولين بالحزب أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة وأن الحزب ليس له علاقة بهذه الشائعات.
الشائعة لم تقتصر على أمانات الحزب الوطني بالقاهرة والجيزة فقط بل امتدت إلى بعض المحافظات، وتعدى الأمر كونه شائعة فقط حيث وقع العديد من المواطنين ضحية النصابين الذين استغلوا الموقف وأهموا المواطنين بقدرتهم على إنهاء الإجراءات نظير الحصول على مبالغ رمزية تتراوح بين 20 و50 جنيه للفرد الواحد.
هذه الوقائع أعادت للأذهان ما حدث في إمبابة في شهر مايو الماضي حيث سقط مئات المواطنين في فخ عصابة نصب روجت لشائعة تفيد بأن جمال مبارك الأمين العام المساعد، أمين السياسات بالحزب "الوطني" سيقوم بصرف "قرض حسن" للشباب ومحدودي الدخل بقيمة ستة آلاف جنيه دون أي فوائد.
وأوهم النصابون ضحاياهم بأن القرض سيتم سدداه بواقع 100 جنيه شهريا، على أن يتم الإعفاء من السداد في السنة الأولى، على أن يقوم المتقدمون بالتوقيع على استمارة تأييد لاختيار جمال مبارك رئيسًا للجمهورية.
فقد تم ضبط عصابة في إمبابة يقودها سائق تاكسي يدعي محسن وزوجته صانعة ستائر بوكالة البلح وقهوجي يدعى علي وموظفة ببنك ناصر الاجتماعي بتهمة النصب على المواطنين البسطاء، من خلال إيقاعهم في شباكهم عبر الزعم بأن جمال مبارك سيقوم بتوزيع قروض على محدودي الدخل دون أية فوائد.
وكان الثلاثة يقومون باستقطاب المواطنين ويحصلون منهم على صورة البطاقة الشخصية ومبلغ عشرين جنيها فقط تحت بند رسم تقديم، وبعد أسبوع يرسلون الضحية لعميلتهم ببنك ناصر الاجتماعي ليسألها عن إدراج اسمه ضمن كشوف قرض جمال مبارك فتطمئنه الموظفة: مبروك اسمك نزل على الكمبيوتر.
وانتشر الأمر بسرعة كبيرة بين سكان إمبابة وبلغت ثقة الناس أن الحجز كان يتم بالطابور، وبلغ عدد الذين وقعوا علي استمارات للحزب ومبايعة للسيد جمال مبارك أكثر من عشرة آلاف مواطن خلال فترة وجيزة، وهو ما يعني أن العصابة جمعت 200 ألف جنيه من ضحاياها.
وكانت تلك العصابة توهم الضحايا بسهولة إجراءات الحصول على القرض، وخلوها من أية تعقيدات، حيث أن الشروط تنحصر في شرطين فقط، هما: أن يكون المتقدم بطلب الحصول على القرض عضوا بالحزب "الوطني"، وفي حال لم يكن عضوًا يملأ استمارة عضوية كشرط للحصول على القرض، أما الشرط الثاني فهو أن يوقع على استفتاء شعبي باختيار جمال مبارك كرئيس لمصر بالتزكية.
أما الأوراق المطلوبة من الراغبين بالحصول على القرض، فتنحصر في صورة البطاقة الشخصية بدون ضامن وبدون 2 موظفين وبدون سجل تجاري ولا بطاقة ضريبية ولا حساب في البنك بالعملة الأجنبية، كما في مثل هذه الحالات.