كما هو الحال دائماً على الساحة الإعلامية الرياضية في مصر، لا تغيب عنها السخونة مطلقاً، ولا يترك القائمون عليها خاصة مقدمو البرامج في الفضائيات للجماهير فرصتها في إختيار الأفضل، بل يتعاركون إعلامياً للإنتصار في حربهم الكلامية بعيداً عن الميدان الحقيقي، شهدت الأيام الأخيرة حرباً جديدة صاحبت ظهور الإعلامي أحمد شوبير على الساحة مجدداً أبعدتنا مرة أخرى عن معاني التنافس الشريف بين أصحاب المهنة الواحدة، ودفعتنا لطرح سؤال جوهري هل هي "المنافسة" أم بلغة عصرنا "النفسنة" ؟
يوم الأحد الماضي كان هو اليوم الموعود بالنسبة لمحبي شوبير ومتابعيه والراغبين في رؤيته على الشاشات من جديد سواء لشعورهم بأنه تعرض للظلم أو لإقتناعهم بأنه أخطأ وندم وإعتذر فكان له الحق في العودة .. على كل لم يكن ظهور الإعلامي الكبير مجدداً على قناة "مودرن مصر" في الاستوديو التحليلي للقاء الأهلي وحرس الحدود على كأس السوبر، يقتصر عليه فقط، بل كان إيذانا أيضاً بعودة الحروب والمعارك الإعلامية التي هدأت قليلاً على الساحة خلال الفترة الماضية.
ومن خلال رصدنا لمشاهد المعركة التي صاحبت عودة شوبير، وجدنا رفضاً قاطعاً من الإعلامي خالد الغندور أشد المعارضين للأول، والذي لا يجد حرجاً في الإعلان عن ذلك بوضوح من خلال تصريحاته ومحادثاته وحتى محاوراته لضيوف برنامجه.
وكانت البداية مع استضافة الغندور لمرتضى منصور خصم شوبير الأكبر ، بعد يومين فقط من عودته الإعلامية، وحتى الآن هو لديه كل الحرية في إختيار ضيوفه، غير أنه أراد من خلال المقابلة "تسخين" حلقته وضمان متابعة أكبر عدد من المشاهدين لها، فوجه أسهمه في كل إتجاه وساعده على ذلك ضيفه المعروف لدى الجماهير المصرية بقدرته الكبيرة على الجدال وخوض المعارك الكلامية.
وكان لشوبير نصيب كبير مما قاله مرتضى، وظهر أن الغندور الذي ترك في وقت سابق قضية إبعاد شوبير عن الساحة، وما لها من خطورة على الوسط الإعلامي بأكمله، وظل يتحدث عن موضوعات هامشية كإقتران اسم الأخير بأحد برامجه على قناة الحياة الفضائية، ظهر رافضاً لعودة زميله، مفجراً القضية من جديد، عندما دفع الحوار بإتجاه تحد جديد بين الخصمين، كانت نهايته بتهديد ووعيد جديد من مرتضى بمنع شوبير من الظهور مجدداً.
وفي الوقت الذي رفض خلاله الغندور عودة شوبير على طريقته الخاصة، كان رئيس تحرير برنامجه على قناة "دريم" يقوم بالشيء نفسه عبر إحدى الصحف الرياضية الأسبوعية، التي نشر قريباً تقريراً يشبه سيناريوهات الأفلام العربية القديمة، وتحدثت عن خطة مصالحة بين مرتضى وشوبير لم يتم بسببب رفض الأول عرضاً من وليد دعبس العضو المنتدب لقنوات مودرن استقبال الأخير في منزله والصلح معه، متبوعاً بخبر آخر يؤكد منع إبراهيم حسن مدير الكرة في الزمالك للاعبيه من التعامل مع القناة بعد تعاقدها مع شوبير، وإلى آخره من أخبار ومقالات وسيناريوهات لا تمت للواقع بصلة.
الغندور وخليل رفضا عودة شوبير على طريقتهما الخاصة، وتناسيا أن المنافسة الشريفة، وليس "النفسنة" هي أساس النجاح، بعيداً عن الأساليب الملتوية .. لقد ذكر الأول من قبل أنه يقدم إعلام حقيقي ولا يعنيه إرتداء "البدل" أو التكلف لإبهار الجماهير بعيداً ميدان العمل الحقيقي، وها هو يبعد عن الميدان الحقيقي ويشن حرباً استباقية تحسباً لعودة ألد خصومه مجدداً، ولذا كان من الواجب التذكير بأن المنافسة الشريفة ليست كلام يعارض الأفعال، والتأكيد على حق الجماهير في إختيار الأفضل بعد رؤية العمل في ميدان التنافس الحقيقي وليس في الحروب والمعارك الكلامية أو عبر الطرق الملتوية بين أبناء المهنة الواحدة.