لا تزال تداعيات اطلاق الصواريخ الذي استهدف إيلات والعقبة الأردنية قبل عدة أيام تتوالى، حيث أكدت عدة مصادر ان اسرائيل تحشد قوات كبيرة على الحدود المصرية تحسبا لمزيد من الهجمات او عمليات تسلل تستهدف توجيه ضربات داخل الحدود.
كذلك نشر الجيش الإسرائيلي قوات عند الحدود الإسرائيلية المصرية القريبة من مدينة ايلات خصوصا في منطقة توجد فيها بلدات زراعية صغيرة وذلك تخوفا من تسلل مسلحين إلى هذه المنطقة القريبة من الشريط الحدودي.
ويجري العمل في هذه الاثناء على بناء جدار بطول 19 كيلومترا حول هذه البلدات يشمل بوابات تمكن السكان من التوجه إلى اراضيهم.
لكن المزارعين الإسرائيليين اقتحموا البوابات في الأيام الماضية وفسر أحدهم ذلك بالقول 'إننا نشعر وكأننا داخل غيتو' إضافة إلى أن السماح للمزارعين بالخروج من بوابتين فقط يطيل الطريق من البلدات إلى الأراضي الزراعية.
وتكهنت تقارير ان يكون "تنظيم التوحيد والجهاد" المقرب من القاعدة ضالعا في الهجوم الاخير بالتعاون مع بدو سيناء، مشيرة الى تصاعد التوتر والمواجهات الدموية مؤخرا بين الحكومة المصرية والبدو في سيناء، ما استدعى تدخل القيادة السياسية للتهدئة، والافراج عن عدد من المعتقلين من ابناء سيناء.
وكانت حركة حماس وتنظيم "الجهاد" الفلسطيني نفيا اي تورط لهما في اطلاق الصواريخ، بينما اتهمت السلطات المصرية 'فصائل فلسطينية' من دون تسميتها بشن الهجوم.
واستمرت المطاردات الواسعة التي تشنها اجهزة الامن المصرية في سيناء بحثا عن المتهمين باطلاق الصواريخ.
وحول ردود الأفعال الإسرائلية قال مصدر امني مصري ان الاسرائيليين يريدون استغلال الهجوم لدفع مصر للانتقام من حماس سياسيا وامنيا، الا ان الاجهزة المصرية لم تعثر على اي دليل يثبت تورط حماس او الجهاد، وان المرجح في القاهرة هو تورط حركة فلسطينية صغيرة مناوئة لحماس الا انها تتمتع بوجود في غزة الى جانب علاقات جيدة مع بعض قبائل البدو في سيناء، وان الصواريخ تم تهريبها من الانفاق الى داخل سيناء عبر هؤلاء البدو حتى وصلت الى نقطة مناسبة لاطلاقها باتجاه ايلات.
ونسب موقع صحيفة "هارتس" الاسرائيلية الى مصدر امني اردني ان المخابرات الاردنية ابلغت مصر ان حماس ليست مسؤولة عن الهجوم بل تنظيم 'التوحيد والجهاد' الذي وصفته بالراديكالي والمعادي لحركة حماس.
الا ان 'هآرتس' قالت ايضا إن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مقتنعون بأن إطلاق الصواريخ على ايلات والعقبة يوم الاثنين الماضي نفذته خلية تابعة لحركة حماس وأن أفراد الخلية خرجوا من قطاع غزة عبر أنفاق إلى سيناء لتنفيذ إطلاق الصواريخ.
واضافت ان الصواريخ من طراز "جراد" التي استخدمت في الهجوم هذا الأسبوع كانت مهربة من إيران عبر الأراضي السودانية.