من وراء حرب التوقيعات بين أنصار جمال مبارك وأنصار الجمعية الوطنية للتغيير، لماذا تصاعدت وتيرة الهجوم المتبادل بين الجانبين ومن يمول حملة شباب الوطني لجمع التوقيعات لجمال مبارك، ولماذا انطلقت الحملة الآن مع تصاعد وتيرة الحديث عن صحة الرئيس مبارك.
كل هذه الاسئلة أثارتها الأنباء المتوالية يوميًا عن حملات التوقيع لجمعية التغيير، يقابلها حملات تجوب المحافظات لإقناع جمال مبارك بالترشح، بل قال مجدي الكردي منسق الحملة في حديثه لبرنامج العاشرة مساءا، أنه لن يوقف الحملة، وسيظل يدعم جمال مبارك لأنه أمل المطحونين وشباب مصر وسيظل الائتلاف ينادي بترشح جمال مبارك إلى أن يأتي.
وقال إن الائتلاف يُجل الرئيس مبارك ويحترمه ويعتبره الحاضر ولكن مصر تحتاج لضخ دماء جديدة وجمال مبارك هو المستقبل.
وأكد الكردي أن جمال مبارك، ـقل مرشح في الدعاية لأنه نجل الرئيس، رغم أنه مواطن من حقه الترشح في العمل العام معتبرًا أن جمال مبارك رئيس مرحلة انتقالية.
وأوضح أن طرح جمال مبارك سيكون توريث لو أن الرئيس مبارك رشحه، ولكنهم من خارج الحزب الوطني، مؤكدًا أنه من الممكن أن يتصادم مع الأمن وليس هناك تسهيلات أو دعم للائتلاف وأن التمويل من أعضاء الحملة.
وأشار الكردي إلى أنه لم يحدث إي اتصال مع جمال مبارك حتى الآن وننتظر جمع 100 الف توقيع والاتصال معه لمقابلته في منزله وليس بالحزب الوطني حتى لا نتهم بأننا أداة للحزب.
وعن أيمن نور قال: دستوريًا لا يحق لأيمن نور الترشح للرئاسة لأنه حكم عليه بالتزوير وخرج بعفو رئاسي كما أن البرادعي لا تنطبق عليه شروط الترشح ولم يقدم برنامج سياسي واضح حتى الآن سوى التغيير لمجرد التغيير.
وقال الكردي إن أيمن نور ليس إلا عملية فرقعة وشوشرة وفرصته منعدمة للترشح الرئاسي و اعترض على حملة "مصر كبيرة عليك" وعلق قائلا: "هى مصر بقى ليها مقاسات فليعطيها إلينا لنتعامل معها".
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، من وراء مجدي الكردي، من يموله ماليًا ومن يدعمه معنويًا، من المؤكد أن الحزب الوطني يسعى بكل الطرق لنفي صلته بالحملة، لأنه لا يوجد قيادي بالحزب يجرؤ على دعم جمال مبارك علانية لان الرئيس مبارك لم يحسم قراره حتى الان بالترشيح لفترة سادسة أو الاكتفاء بخمس فترات، بما يعني أن أحدا مهما كان حبه أو تأييده لجمال لن يستطيع أن يعلن هذا صراحة، بل سيسعون لنفي علاقتهم به صراحة وقد يهاجمونه، وهو بالفعل ما قاله الامين العام للحزب الوطني صفوت الشريف حيث أكد الشريف أن هذه سذاجة سياسية لا يقدم عليها حزب الأغلبية ولا يعترف بها بالنسبة لجمال مبارك ولا غيره باعتبارها حماقات ومراهقات سياسية ونرفضها رفضا كاملا وليست لنا علاقة بها من قريب أو بعيد.
مؤكدا على أن الحزب الوطني حزب مؤسسي له زعيم هو الرئيس مبارك ونظامه السياسي وكوادره وقواعده الشعبية وله لائحته وترشيحاته
لأنه حزب أغلبية يحترم نفسه ويحترم الأحزاب الشرعية الأخري.
وانتقد الشريف ما يسمي بحملة التوقيعات لفلان أو علان منوها بأن هذه مهاترات ومسرحية سياسية هزلية لا تحدث في العالم كله اخترعوها
وخلقوا حولها وهما كبيرًا ويتحركون خلف معارك وهمية وطواحين هواء.
في نفس الوقت نقل موقع الحزب الوطني تصريحات عن علي الدين هلال أمين الإعلام أكد فيها أن الحديث عن مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة سابق لآوانه وليس مطروحًا علي جدول الأعمال الآن ويستهدف شغل الناس عن القضية الأهم وهي انتخابات مجلس الشعب المقبلة.
وشدد د. هلال علي أن الحزب الوطني ليست له علاقة من قريب أو بعيد بما يسمي حملة توقيعات لدعم جمال مبارك مؤكدا أن أحدا لم يتصل بجمال مبارك ولم يوافق علي أي شيء وهو اجتهاد شخصي تقوم به مجموعة من الشباب والناشطين السياسيين دون الحصول علي موافقته والزج باسم الحزب الوطني دون اتصال بأي قيادة حزبية لاستطلاع رأيها وأخذ موافقتها قائلا: من حق أي مجموعة أن تعبر عن رأيها بشرط عدم الزج باسم أي قيادة حزبية أو الحزب ذاته.
والحقيقة أن تصريح هلال يعني أن الحزب لا يمانع من الحملة بشرط عدم الزج باسم الحزب فيها على الرغم من أن جميع من يعملون بها باستثناء مجدي الكردي من داخل الحزب الوطني، لكن يظل السؤال من يمول الحملة ويدعمها ماليًا، ومن يتحمل طبع البوسترات وتأجير السيارات وتوظيف من يقومون بجمع التوقيعات ويتحمل تكاليف سفرهم بين المحافظات، البعض ذكر اسم ابراهيم كامل رجل الاعمال وعضو أمانة السياسات، خاصة أن ابراهيم قال في قناة الحياة منذ أيام أنه إذا قرر الرئيس مبارك عدم ترشيح نفسه لخوض انتخابات الرئاسة سوف يكون مرشح الحزب الوطنى الوحيد وبنسبة أكثر من 90% هو نجله جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى.
واعتبر كامل أن جمال مبارك سوف يكون رئيس للجمهورية عبر "أنظف وأشرف انتخابات تجرى فى مصر منذ أيام الفراعنة حتى الآن" على حد تعبيره.
لكن الحقيقة التي يرصدها بعض المقربين من مطبخ الحزب الوطني أن مجموعة من رجال الاعمال هم من يمولون هذه الحملة، وليس من المستبعد أن يكون أحمد عز من بينهم ، بينما يقف رجال الاعمال المحسوبين على الرئيس مبارك بعيدًا عن الصراع وفي انتظار ما سيسفر عنه قرار الرئيس مبارك بخوض الانتخابات من عدمه.