في البداية أود أن أقول لك عزيز القارئ إنني لست من هواة "التقطيع" أو انتظار السقطات لأبدأ في الهجوم علي أي فرد، بل ولست من هذا النوع الذي دائما ما يتحامل علي أحد، ولكني آثرت الصمت وعدم الحديث عن أمر هام لم نعتاده في الأهلي إلي أن طفح الكيل.
بعد نهاية الموسم الكروي الماضي بحلوه ومره، أصبح الثواب والعقاب هو اللغة السائدة في هذا التوقيت، ومثلما القينا بكلمات الثناء علي حسام البدري عقب حصوله علي لقب الدوري وتأهله لدور الثمانية بدوري الأبطال – مع تحفظي علي الأمر لأن الأهلي كبير – حان الآن وقت الحساب بما يزيد عن وقت الثواب ولو قليلا.
غريب جدا موقف إدارة الأهلي من أمر تعيين مدير فني ليس له أي تاريخ في التدريب من اجل قيادة فريق بحجم الأهلي – فكر شوية في هذا المسمي – فريق الأهلي صاحب بطولات لا تعد ولا تحصي .. فريق يملك قطاع عريض من الجماهيرية في مصر وخارجها بل وفي جميع أرجاء المعمورة، لا يملك مدرب صاحب تاريخ !
من سيقول إن البدري حصل علي لقب الدوري يعود إلي نتائج الفريق ويسترجع المباريات جيدا ولا تأخذه عنجهية انه حافظ علي لقب الدوري
مع بداية الموسم الماضي وبعد تعيين البدري، ظللت أفكر في الحكمة من هذا القرار الغريب، فإدارة أي فريق كبير يلعب دائما علي البطولات تمنح متسعا من الوقت للجنة الكرة من اجل دراسة العديد من السير الذاتية لمدربين أصحاب أسماء وتاريخ تدريبي مشرف من اجل مواصلة سلسلة النجاحات، ولكن ما حدث كان مثل فوازير رمضان التي اختفت منذ زمن وعاد بها الأهلي.
وحاولت إقناع نفسي بأن الوقت قد أزف ولم يعد هناك أي ثانية في تأخير الإعلان عن اسم المدير الفني الجديد للأهلي بعد فشل التعاقد مع البرتغالي فينجادا، فقامت إدارة الأهلي بتعيين البدري من اجل شيء واحد - من وجهة نظري – وهو بناء فريق جديد للأهلي .. ويمكن ينجح .. وبرضه يمكن يفشل .. وتلك هي الكارثة .. انه يمكن يفشل .. ولا انتوا استرخصتم وقلتوا أوفر!! وعقد السنة الواحدة شاهد علي ذلك.
من سيقول إن البدري حصل علي لقب الدوري يعود إلي نتائج الفريق ويسترجع المباريات جيدا ولا تأخذه عنجهية انه حافظ علي لقب الدوري، ولمن لا يريد سأقول له إن الأهلي لم يفز علي أي فريق قوي سوي مرة واحدة العام الماضي وهو بتروجيت في السويس - وان كان لا يعد فوزا لأن بتروجيت فريق غير ثابت وفريق مش مفهوم.
إذا افترضنا أن الوقت كان ضيقا للإعلان عن مدرب الأهلي – فما أسباب التجديد للبدري هذا الموسم أيضا
وننهي بكأس مصر الذي سيقول البعض عنه أن الأهلي مع البدري حقق الفوز علي الزمالك 3-1 مع أداء جيد، وخسر النهائي بضربات الترجيح، ولهذا أقول أن الأهلي نعم فاز علي الزمالك ولكنه فوز جاء بأخطاء مدربه حسام حسن وتألق اللاعبين وليست القيادة الفنية، وهذا ليس تحاملا علي البدري ولكنها الحقيقة وشاهدوا المباراة من جديد.
وعقب نهاية الموسم الماضي – إذا افترضنا أن الوقت كان ضيقا للإعلان عن مدرب الأهلي – فما أسباب التجديد للبدري هذا الموسم أيضا علي الرغم من انه لم يفز سوي بالدوري الموسم الماضي بمساعدة باقي الفرق وكان الأهلي في حالة يرثي لها .. فالوقت كان متاحا للبحث عن مدرب .. ولا الساعة كانت واقفة من الموسم الماضي وبرضه ماكانش في وقت؟؟!
أما عن مباراة الحرس في السوبر، فحدث ولا حرج، فمنذ متي ونحن نشاهد مدرب الأهلي في هذه العصبية غير المبررة والتي انتقلت للاعبين في ارض الملعب كبيرهم قبل صغيرهم!! ومنذ متي ونحن نري مدرب الأهلي وهو يشير إلي إن الكرة "بالمخ" ويستهزئ باللاعبين الكبار منهم والصغار؟؟ أليس هؤلاء اللاعبون الذي تستهين هم من اخترتهم بمحض إرادتك للعب المباراة؟
هل يتخيل احد أن الأهلي لعب حتي الآن في بطولتي الدوري المحلي ودوري الأبطال سبع مباريات لم يفز سوي في اثنتين؟
نيجي بقي للسنة دي التي لا أتمني أن تكون نهايتها غير سعيدة علي جمهور لا يستحق ما يحرق دمه ويضغط علي أعصابه وهو الذي عاش سنين طويلة يتغنى بإسم ناديه ويفخر انه يحمل شعار الأهلي ولون فانلته "حاملة الألقاب".
العجيب أن الفرحة التي عمت أرجاء مصر وخاصة الأهلاوية وبعدها دموع البدري حينما تخطي الأهلي "عقبة" الاتحاد الليبي، فرحة لم تكن في محلها علي الإطلاق والوحيد الذي يعرف هذا الأمر هو المتابع الجيد للأهلي الذي لم يكن يقف أمامه كبير ولا صغير وبطولة أفريقيا في دولابه منها 6 كؤوس، فهل وصل الحال اليوم لأن نخشى خروج الأهلي من دور الـ16؟!
والآن حدث ما لا يمكن تصدقيه، شاهدت دخول جمهور الأهلي ومحبيه بل ومحللين في الاستوديوهات التي تسبق مبارياته، في حسابات من اجل تأهل الأهلي لنصف نهائي دوري الأبطال التي يحمل لقبها 6 مرات وتربع عي عرشها بلا منافس.. كيف يصل الأهلي للحالة التي تجعله ينتظر وينتظر ويتمني ويحسب الحسابات من أجل المرور في أي بطولة؟!
هل يتخيل احد أن الأهلي لعب حتي الآن في بطولتي الدوري المحلي ودوري الأبطال سبع مباريات لم يفز سوي في اثنتين منها وتعادل في أربع وخسر مرة واحدة؟؟ هل يمكن تصديق أن فريقا في حجم وقوة لاعبي الأهلي لم يسجلوا في المباريات السبع سوي خمس أهداف، ولم يحققوا سوي 10 نقاط من اصل 21 في البطولتين؟!!
ثلاثة لاعبين أجانب في قائمة الفريق ولم يشترك منهم إثنين والثالث "مش نافع" بالبلدي كدا، ما معني هذا؟! وهؤلاء اللاعبين من الذي أعطي إشارته بالتعاقد معهم إذا كانوا غير ذوو فائدة؟
السؤال الأهم هو: ما معني أن يكون قرار إدارة الأهلي بتحمل رجل عمل طوال حياته مدربا عاما مسئولية فريق بحجم الأهلي؟؟ يا ناس دا سموحة – مع كامل احترامي لإدارته وفريقه – جاء بمدرب فرنسي له اسمه وتاريخه وقاد منتخبات وصاحب سيرة ذاتية جيدة!
تلك الأسئلة يجيب عنها مسئولي الأهلي فقط.