الخرطوم (ا ف ب) - افاد زعيم قبلي سوداني الاحد ان المعارك التي وقعت الجمعة بين الجيش الشعبي لتحرير الجنوب وبدو عرب من دارفور في قطاع على الحدود بين المنطقتين اسفرت عن مقتل 55 شخصا على الاقل واصابة 85 بجروح.
وقال محمد عيسى عليو احد زعماء قبيلة رزيقات المقيمة في دارفور "سقط منا 55 قتيلا و85 جريحا". واوضح ان "العديد من اعضاء قبيلة الرزيقات يتوجهون الى موقع الاشتباك من اجل تقديم المساعدة. كما تاتي تعزيزات للجيش الشعبي من ثلاث مدن هي راجا واويل وواو". واكد ان "الوضع متوتر بشدة". واضاف ان البدو العرب كانوا يبحثون عن ماء وكلأ لمواشيهم بالقرب من الحدود مع ولاية بحر الغزال الغربية.
وكان الجيش الشعبي اعلن السبت تعرضه لهجمات في ولاية بحر الغزال الغربية، الا انه نفى ان يكون المهاجمون من قبيلة الرزيقات بل جنودا من الجيش السوداني.
وقال الجنرال كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبي (متمردون جنوبيون سابقون) المهيمن على ولايات الجنوب المتمتعة بحكم شبه ذاتي، لوكالة فرانس برس ان "كتيبة من 120 جنديا من الجيش الشعبي تعرضت مساء الجمعة لهجوم شنه مسلحون يرتدون زي القوات المسلحة الشمالية ومجهزون بعتاد ثقيل".
واكد ان قتلى وجرحى سقطوا في الاشتباك. لكن الجيش السوداني نفى تورط عناصره في معارك مع قوات الجنوب. وقال الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني لفرانس برس "لسنا طرفا في هذه المعارك. عندما تصدر مثل هذه المزاعم عن احد شريكي اتفاق السلام الشامل (بين الشمال والجنوب) ينبغي ان تحال الى مجلس الدفاع المشترك".
وكان سعد يشير الى الاتفاق الذي ابرم في عام 2005 وانهى 22 عاما من الحرب بين الحكومة والمتمردين الجنوبيين. وتحاول مناطق جنوب السودان التعافي من الحرب الاهلية مع الشمال التي قتل خلالها نحو مليوني شخص.
وتشهد المنطقة كذلك اشتباكات بين جماعات قبلية متناحرة بسبب مراعي الماشية والموارد الطبيعيبة، وكذلك انتقاما لهجمات سابقة. وقتل اكثر من 200 شخص في الجنوب في غارات لسرقة الماشية وهجمات انتقامية هذا العام، طبقا للامم المتحدة.
وتاتي هذه الاشتباكات فيما لا يزال السودان ينتظر نتائج اول انتخابات تعددية يشهدها منذ عشرين عما بعد انتهاء خمسة ايام من الاقتراع في 15 نيسان/ابريل. ودعي نحو 16 مليون ناخب مسجل للادلاء باصواتهم لاختيار رئيس واعضاء في البرلمان والمجالس المحلية.
وقتل شخصان الجمعة في بينتيو، عاصمة ولاية الوحدة الجنوبية، عندما فتح عناصر من قوات الامن النار على انصار انغيلينا تيني المرشحة المهزومة لمنصب حاكم الولاية.
وتعتبر ولاية الوحدة الواقعة على الحدود بين شمال وجنوب السودان، احدى المناطق الرئيسية لانتاج النفط في البلاد والتي يبلغ انتاجها من النفط الخام 480 الف برميل يوميا.
ومن المقرر ان يقرر الجنوبيون، الذين صوتوا كذلك لاختيار زعيم للحكومة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، في استفتاء في 2011 على الانفصال عن الشمال او البقاء في سودان موحد.
واعلنت المفوضية القومية للانتخابات السودانية الاحد انها تامل في ان تتمكن من ان تعلن الاثنين نتائج الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تضمن بقاء الرئيس عمر البشير في الحكم.
وفي وقت سابق من الاحد انتقد المراقبون الاوروبيون اللجنة الانتخابية لاحتساب الاصوات "يدويا" في بعض مناطق البلاد ما لا يسمح بتعداد الاصوات "بشفافية" وقد يؤثر على "نزاهة" الاقتراع.
وقالت بعثة المراقبة الاوروبية في بيان ان الارقام التي وردت من مراكز الاقتراع الى المكاتب الاقليمية غالبا ما "لا تكون مكتملة" و"غير دقيقة" ما يعقد تخزينها في اجهزة الكمبيوتر.
وقال المراقبون الاوروبيون ان "ذلك لا يضمن الدقة في التعداد او شفافيته وقد يؤدي الى تقويض نزاهة العملية الانتخابية برمتها". وتعلن المفوضية القومية للانتخابات بشكل تدريجي نتائج الانتخابات التي يرجح ان يفوز فيها الرئيس البشير بالاغلبية من الدورة الاولى.