تمرّ جميع الأمهات بلحظات أو ربما بأيام كاملة لا يشعرن فيها بالقدرة على غسل يد واحدة متسخة أو التقاط قطعة أو كومة من الثياب المخلوعة أو شحذ الطاقة لدندنة أغنية للصغار أو أكثر. في مثل هذه الأوقات، يأتيك الاعتقاد بأنك تحتاجين إلى تذكرة من دون عودة إلى مكان ما، أي مكان (من دون أن تتركي عنوانك بالطبع). لكن من الواقعي والمنطقي أكثر أن تعرفي أنك تعانين من الإنهاك الجسدي والعاطفي فحسب. تحتاجين بالفعل إلى أخذ استراحة والقيام بشيء يخصّك أنت وحدك...
أفضل عشر طرق للحفاظ على سلامة ورجاحة عقلك
لقد سألنا قارئاتنا عمّا يقمنا به للعناية بأنفسهن. كيف تتخلص الأمهات من الضغوط والتوتر ويستعدن الطاقة؟ وقد حصلنا على أجوبة متنوعة ومختلفة جمعناها في النقاط العشر المذكورة أدناه.
قد تبدو خطوات "التدليل" هذه عادية بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم أطفالاً، لكن بالنسبة لأمهات الأطفال الصغار، يعتبر الوقت هدية وهبة، وقد يساعدك هروب بسيط في شحذ همّتك على مدار اليوم.
في المرة المقبلة، حين تشعرين أن التوتر بدأ يداهمك، جربي أحد الاقتراحات التالية:
1) حمام دافئ
يعتبر الحمام بالفقاعات على ضوء الشموع ووقع الموسيقى مع كتاب جيد وسيلة هروب للعديد من الأمهات. إن الأمر يتعلق بدفء الماء والضوء الخافت والأصوات... بالنسبة للعديد من الأمهات، يعتبر هذا الحمام من المُتع الصغيرة التي تؤمن عودة كبيرة للطاقة:
تقول مريم: "أخبر الأطفال أن والدتهم تحصل على وقت قليل من الراحة والسلام، فلو أردتم القيام بشيء، اسألوا والدكم. أغلق الباب وأقفله. أفتح المذياع (الراديو) على المحطة التي تعجبني وأغطس في حمام مفضّل من الفقاعات أو الزيوت التي تضيف إلى الماء جمالاً ودفئاً (أحياناً، أتناول كوباً من الشاي أو النعناع)، أمسك بمجلة محبّبة لدي أو رواية وأنزلق في حوض الاستحمام".
لكن للاستراحة مع حمام دافئ منافع أساسية أخرى بالنسبة للطيفة:
"الآن وقد أصبح لدي طفلان، أصبح النوم هو المطلب الأهم. مع ذلك، أجد أن أخذ حمام بالفقاعات على ضوء الشموع لمدة 20 دقيقة قبل الإيواء إلى الفراش، يساعدني على الاسترخاء ويعدّل مزاجي".
2) العناية بالجسم
إليك بعض أشكال العناية بالجسم: تقترح القارئات تدريم الأظافر (المنيكير)، أو البديكير، أو التدليك، أو تنظيف الوجه أو تسريحة شعر جديدة. أما الفوائد فهي عديدة: ليس لأنك ستشعرين بتحسن وتكتسبين مظهراً أفضل، بل لأنك ستستمتعين بفاصل زمني حيث يعتني بك الآخرون.
تخضع القارئة عائشة لجلسة تدليك مرة في الشهر: "إنها حقاً طريقة جيدة لتدليل نفسك، مما يمنحك دائماً شعوراً بالراحة ويزيل من بالك كل تعب الأسبوع. قد أصاب بالجنون إذا لم أختطف وقتاً للاسترخاء".
3) ليلة في المدينة
إن "موعداً" مع الأب قادر على إعطائكما إجازة معاً وفرصة للتعارف مرة ثانية! لكن، حاولي ألا تمضي الأمسية بكاملها وأنت تتحدثين عن الأطفال. جربا استرجاع الذكريات الأولى حين التقيتما معاً، موعدكما الأول، ذكرى مفضّلة من حياتكما قبل مجيء الأبناء. هذه الخطوة تساعدكما على التواصل في الوقت الذي تحتاجان فيه إلى ذلك بالفعل".
"لا تنسي أن تأخذي استراحة من طفلك وتقضي وقتاً مع زوجك، فمن شأن هذا أن يساعد صغيركما لأنكما ستغذّيان علاقتكما كزوجين". آية.
4) حديث وحوار بين البالغين
سيمنحك الخروج للعشاء مع إحدى الصديقات فرصة للشعور بالسلام وتوسيع الرؤية والأبعاد وتجديد التجربة الإنسانية والتحاور بلغة البالغين.
"نتبادل أنا وزوجي فرص الخروج. فهو يذهب للتسلية مع أصدقائه، بينما أذهب أنا مع صديقتي للعشاء. في المناسبات، أقضي مع صديقة لي يوماً كاملاً في الخارج". هند.
5) دلّلي نفسك بطريقة صحية
من الأمور التي تلجأ إليها بعض قارئاتنا لتدليل أنفسهن بطريقة صحية: تمشية في الهواء الطلق، أو هرولة على الشاطئ. اختاري نشاطاً معيناً يساعدك على كسر الروتين اليومي ويعطيك أفقاً جديداً.
"أحب الرياضة وآخذ ثلاث حصص في الأسبوع تتضمن تمارين التقوية والليونة والكثير من الجهد الشاق. إنها طريقة ممتازة للتخلص من توتر وإحباط الأسبوع". جميلة.
6) النوم العميق
إن التأخير في النوم صباحاً أو الاستمتاع بغفوة ما بعد الظهيرة أو الحصول على وقت إضافي من النوم هو الأفضل. تعتقد الكثير من القارئات أن الاستلقاء يشحنهن بالكثير من الطاقة.
"لو أخذ زوجي الطفل مني صباحاً وعدت إلى النوم بعد إرضاع الصغير ومن دون أن يزعجني أحد، لا أشعر بالذنب. أقوم بهذا الأمر من يوم لآخر لأنني بصراحة أحتاج إلى الراحة!". هيفاء.
7) تحسين طفيف للمظهر
يرفع الإسراف في التسوق وشراء ثياب جديدة من معنوياتك. ويساهم في جعلك تشعرين بالتجدّد مثل تحسين المظهر بشكل طفيف.
"عندما استطعت أن أصفف شعري، شعرت بتحسن كبير. لقد كنت أحسّ أنني منهكة لفترة طويلة. حين بدوت بشكل أفضل، بدأت أشعر أفضل أيضاً". موزة.
8) أشياء تنمو
تقول القارئات المولعات بالحدائق إن العمل فيها يساهم في نمو البشر وليس الشجر فقط. إن الهواء الطلق والرياضة ومشاهدة حديقتك تنمو وتزدهر حوافز رائعة تشعرك بالإنجاز حين تقضين بقية حياتك بين تغيير الحفاضات والرضاعة.
"زرعت مجموعة نباتات خلال أيام الجمعة وشعرت بالاسترخاء الشديد. لقد كنت أحب الاعتناء بالحديقة قبل الحمل وأتمنى العودة إلى عادتي القديمة وقد كبرت ابنتي قليلاً". إيمان.
9) وقت لك وحدك
تعتمد الكثير من قارئاتنا على قضاء وقت خاص بمفردهن في السباحة أو المشي أو الخروج للحصول على استراحة بسيطة. بمجرد إمضاء بعض الوقت مع نفسك، تخزّنين قوة وطاقة لتوازنك العقلي والنفسي.
"إن وسيلتي لتدليل نفسي هي أخذ يوم إجازة من العمل ثم التسوق وتناول الغداء بمفردي. بعد الغداء، أشعر بالرغبة في التسوق مرة أخرى، فلا أتأخر بالقيام بذلك، أو أعود إلى المنزل وأستريح أو أشاهد فيلماً. أحسّ بأنني أفضل بكثير في المساء وأستمتع مع أطفالي حين يعودون من الحضانة". تمارا.
10) لعبة الكلمات
إن قراءة كتاب أو حتى مجلة عمل بطولي وإنجاز حين تكونين أمّاً. انتهزي الفرصة عندما تسمح الظروف، وستجدين أن المطالعة هروب إلى عالم ثانٍ حين تكون حياتك مزدحمة وغير منسجمة. كما تعطيك مساحة للقاء أشخاص لا يمرون بنوبات الغضب أو يطلبون انتباهك الدائم!
"طريقتي المفضلة لتجديد نفسي عندما أنتظر طفلي كي ينام غفوته الصباحية، ثم أسحب العدد الأخير من المجلة وأقفل الباب وأندّس في السرير وأقرأ على مهل كل مقال. إنه أمر بسيط لكنه فاخر جداً بالنسبة لي لأنني أقضيه مع نفسي". ميرا.
مهما كانت الوسيلة التي تدللين بها نفسك، استمتعي وتنعّمي!